الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم حرقة الملائكة في ملجأ العامرية

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2018 / 2 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


الساعة الرابعة والنصف ومع حلول أذان الفجر من يوم 13 شباط 1991 وبأوامر من الحكومة الأمريكية نفذ الجنرال غلوسوم محرقة اشبه بمحارق النازية بإعطاء أوامره لقصف الملجأ 25 )العامرية ) بقوله القذر” سوف نرسل أليهم هذه الهدية لغرض تعريفهم عن مدى قوتنا ” حيث قصفت طائرتان من نوع “أف 117″ مزودتان بقنابل صنعت خصيصاً لمثل هذه العمليات من نوع “جي بي يو 27″، والقنبلة كانت من عيار ألفي رطل، نصف خارقة، مقدمتها كتلة معدنية مخصصة لحرق الأهداف الخراسانية، وموجهة بأشعة الليزر، مع تشكيل من طائرات الحماية والحرب الإلكترونية لتصل إلى الملجأ وتطلق عليه صاروخين من خلال فتحة التهوية الخاصة بالملجأ، حيث دخل الصاروخان من فتحة التهوية، وكان الصاروخ الأول يهدف إلى إحداث خرق يولد عصفاً يؤدي إلى إغلاق الأبواب، فيما يمر الصاروخ الثاني من خلال الخرق ليحقق النتيجة المطلوبة، وكان الانفجار والحريق، أغلقت الأبواب، فلا يدخل منجد ولا يخرج طالب نجاة، لأن جدران ملجأ العامرية التي صُممت لتعزل دوي الانفجارات وصوت الدمار عن سمع الأطفال وبصرهم، عزلت هذه المرة صوت استغاثاتهم عن سمع العالم.


إن ذكرى 13شباط فاجعة ومصيبة وحزن وألم تضاف إلى الآم العراقيين الناجمه من ارهاب داعش والمليشيات والمحارق التي يحرقون بها بين فترة واخرى كمحرقة الكراده والصدر وجميلة وغيرها كثيرات حرقنا العراق شعبا وأرضا ،كانت ليله مشؤمة تبادل فيها الدكتاتور وقوى الظلم ذبح العراقين كما يحدث اليوم ،فقد اشارة القوات الامريكيه الى ان الغارة استهدفت مكان محصن للاستخدام العسكري واختباء قادة النظام وان صدام استخدم النساء والاطفال كدروع بشرية،والنظام قال انها ليلة غدر أمريكية استهدفت الطفولة العراقية البريئة والحياة الإنسانية ، حقيقتا أنها ليلة الدم المسفوح كايامنا هذه فقد سفح الدم العراقي على عتبة من عتبات العراق المذبوح.

اليوم وبعد سنوات من احتلال العراق مازال كل يوم يحرق شعبه بجرائم بشعة اشبه بملجأ العامرية وتفوقه اجراما لكن الفرق الوحيد هو ان مجازر هذه الايام دوم تنفذه جهة مجهولة لايمكن معرفتها كونها مغطاة بغطاء محكم، لكن جريمة ملجأ العامرية كانت على يد الإجرام الأمريكي ، شباب العراق الورود اليانعة الزاهية تخيل مواقفهم كل يوم اثناء الإحتراق وكيف يطلبوا النجاة لكن بلا فائدة حتى ان نساء تحتظن اطفالها وهي تحرق او تعصف لعلها تفدي اطفالها باجسادها ،وقلوب ذوي من يستشهد تبقى تحرق في كل يوم وساعه وذكر لاسم ابنائهم ،الحوادث في 13 سنه مريبة جدا ولايمكن تصورها مطلقا وتركت فوبيا خاصة في اذهان الأطفال رغم انها اثرت بشدة بكل الأعمار دون استثناء ابدا ، ويتالم الجميع كلما وضعوا رأسهم على الوسادة !!

محرقة ومجزرة ملجأ العامرية هزت العالم آنذاك،واضطرت الادارة الامريكيه بالاعتراف بها وزعمت انها تسلمت معلومات مغلوطه من قبل" معارضة الامس" ، أما مجازر اليوم ومحارقه التي نصبت للعراقين في كل شبر من ارض الوطن يلفها النسيان بطيات مرور الايام كون من يحكمنا اليوم هي" معارضة الامس" التي اهدت لنا الموت على طبق من ذهب بكثرة الفواجع والمصائب المتتالية على هذا الشعب المسكين الذين تدبغ جلدهم من الحروب والويلات والصدمات المتكررة، وجعلوا حكامنا العراق بلا سيادة ولا هيبة بين الدول كي تذكر مآسينا ويتم التحقيق والبحث والاستقصاء ليضعوا نهاية لتلك الدموع الشجية التي استمرت لاكثر من 4 عقود موزعة على الحروب والاعدامات والمقابر الجماعية والانفجارات واعمال التصفية والضحية هو الشعب ذاته لاغير، ونحن نودع كل يوميا ثلة من الاخوة والاصدقاء والأهل والابناء لا لسبب معين بل للاشيء ابدا وكأننا ندفع ضريبة خطيئة لم نقترفها ابدا على هذه الأرض ولا على اي مكان في هذا العالم المشحون بالغضب،أي واقع هذا ، وأي ذنب اقترفناه لنعاقب بصورة بشعة تكبر معنا شيء فشيء ولاندرك ماهو مصيرنا القادم وكيف يكون الحال عندها ؟؟، انموت من المرض او القتل او بمحرقة !!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية