الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تنشروا غسيلكم على حبال الاخر

محمد علي مزهر شعبان

2018 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية




في خضم هذا الزخم والازدحام المتخم بالعناوين واللافتات، متحالفين لوهلة، مفارقين في عجالة، بعد الافلاس من حصاد المغنم وتقسيم الكعكة واقتناص جهود من حققوا هذا الجو في القضاء على داعش ومن وقف صلبا في محاسبة الفاسدين. فجأة وكأنه اعصار ضرب ما خطط من افكار، وأوقف حركتها فيما رسمت من أجندة لحيازة السبق في الميدان . قراءات على عجالة، كل حسب قدرته وامكانيته، وادواته العقلية دون إدراك لطبيعة ما يتحرك على ارض. وطن وما يحمل ساسته من غايات، الخبيئة منها والمعلنة، قدر لهذا الشعب ان يقرأ ما أنزوى في اعماق احتفظت بغايات ومبتغيات، تخيلوا انها اؤجلت حتى لسانحة كشف غطائها، فتساقطت أوراق التوت في عصف خريفي وأينعت اخرى كانت ترتبط بعضد رفيع في تعلقه، وحيدا في انتفاضته، مضيء في رونقه، فتأسست له قامة بلغت الافئدة، وإنتصبت له أفنان اضحت مورقه .
ملامح الصراع بين من يسمى الحيتان والاذرع الممتده، والحكومة العميقه والقدرات المالية، التي تزخ إنفاقا كرشى، وعمق تغلغله في المؤسسات الحكومية، وبين حركة فتية، وقفت تناجي حقوق الشعب، وتوزيع ما احباه الله من ثروة بشكل عادل، وبنى تحتية تشغل المورد البشري أولا كفكر وعقول ونشاط، وشباب عاطلين، أجلوا كل طموحات الصيرورة والابداع الى المجهول، تنمية مستدامة في بناها التحية المتقدمه علميا وتقنيا .
يحتاج الانسان لتبيان الخيط الابيض من الاسود ، الصالح من الطالح ،الصادق من الكاذب، واذ سخر للاثنين طاقات وقدرات هائلة متنفذه من جهة، واخرى سندها انتظار قرار الشعب فيما رأى من وعود نزفت عيش الموظف واستقطعت راتبه، واستحكمت بطولة قراراتها على من ينتظرون نهاية الشهر، انتظار الصابر وتحمل المكابر.
اذن ما هو معيار رقيب الاراء المطروحة أليس الضمير؟ وحكم الضمير ليس وليد اللحظة الراهنة والمغشاة بالتبريرات، تحت مظلة الحرب التي لم تلمس لهم طرفا، ولم يكتوي في أوراها ذيل من اذيالهم، ولم تخضع ضياعهم وقصورهم لفاتورة الخصخصه . الحكم للضمير الذي ادرك من يدافع عن الشعب، ومن جعل صاحب مشروع الخصخصة تلعثم فمه للرد . الضمير الذي يعيش في باحة النقاء والصفاء الضمير الذي تخلص من الرقيب الردعي والاجراء المرعي لمطرقة الحكومات المتعاقبه. انما الحكم للعقل الذي ادرك الرؤى التي تحكم المتغير القادم، سواء اجاء المتغير كنتيجة للاحداث، ام ذلك الذي ياتي بشكل مما أسس من موقف في محاسبة سراق المال العام ومن احتكروا المناصب للأل والذوي. الضمير الذي ينتقل بنا من قيود المراقب الى فضاء الحرية والتعبير عما يختلج في صدورنا . ذلك المتراكم الهائل الذي يحرك كل خزين الصمت والخرس والخوف من الاعلان، ومن فرضية سبقت وانتهت ( ان للحيطان اذان ) ومهد الانفلات من الكبت، من المحرم والممنوع، الى الاعلان والشروع .
وبما أن الصراع بين ارادة الانسان وخياره وصاحبة اراده، فعلام تستغل العقول والافكار والاقلام الواهنة والفاسده، ان تنشر اوساخها على حبال الغير ؟ والسؤال ما مفاد هذه الحرية ؟ أهو الانفلات دون ضوابط قيميه واخلاقيه ؟ نعم حين تفك القيود تمنح الايدي واليراع حرية الأفكار، وحين تفك عقدة اللسان ينطلق من تحت مخبئه، الحسن والقبيح، ولكن اي يراع تكتب، واي لسان يتفوه ؟ هل يفقه سجينوا التخرصات يوما ان يحمدوا قدرهم الرحيم ؟
ان من قرع الاجراس في دقة التعبير، الملزم باخلاقية، والمدعم باسانيد، والموثق بدعائم لا تغشيه تشويهات من سخروا المواقع لانتهاك الحرمات والافتراءات الكذوب ؟ ماهي ثقافة الطرح الجديد ما نوعيته ؟ هل ادركت العقول طبيعة التحول الذي بدا من الصفر، من دثار وانهيار، من العدم الى الوجود ؟ هل ادركت هذه الافواه وهي تتقيأ بكل غث وقذع ولذع معنى التحول تحت لافتات تغطت بجلاليب ؟ هل هذه الافواه والاقلام ينطقها عقل ادرك ما يعقب المتغيرات الكبار في زؤى الناس واحتجابها عن الانتخاب، ام انها تتخيل ان فوانيس سحرية يحملها القادمون الجدد اذا لم تكن مدعومة بصوت الشعب الناهض من عبأ الوعود واكذوبة صناعها، لخلق عالم سحري خلاب ؟
نعم انا أدرك ان القلم تحركه الانفس وما ملكت من ميول وانتماء، وان الافواه لسان حال الطبيعة المختزلة في الاذهان، بين رضى وقبول، وممانعة وعدول، وهو حق مشروع في التعبير اذا امتلك دعائمه القانونية والاخلاقية . ومابين متراخ متمني محض حالم، وما بين داع لمشروع تغيير ومطالبة تحقيق ،وهو جزء فاعل في عملية البناء وليس من ينظر الى الوادي من القمة ليجده كم عميقا ومرعبا . لو وضعنا هذين المشروعين بين ناقد غير فاعل، حالم غيرعامل، سنجدهم يملؤن الساحة ابعادا ، تقولا وانتهاكا لكل ما هو قائم .
اما المشروع الاخر من الساسة، اولئك العاملون المسجلون على ارض الواقع ، افعالا بينات ، تحدوا وصابروا وكابروا. هم المشروع لبناء الحياة والخلاص، ليكونوا في خط الشروع كسواعد تضع لبنة الامال في العراق الجديد . هؤلاء يعملون بصمت . ادركوا ان الوقت هو ان تكون في معمعة العمل وليس في جعجعة القال والقيل، وقلب الحقائق والتاويل .الناس نوعان، اولئك الللذين يختبؤون كالنعامات ويساقون كالامعات، بل كالنعاج لارادة الاجندات ، عميان بلا بصيرة، مسلوبي الارادة . الصراع السياسي حق مشروع، لكن ليس على لسان مأجوري الكتابات، وقابضي سلفا الدولارات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟ • فرانس 24


.. إدانات دولية للهجوم الإيراني على إسرائيل ودعوات لضبط النفس




.. -إسرائيل تُحضر ردها والمنطقة تحبس أنفاسها- • فرانس 24 / FRAN


.. النيويورك تايمز: زمن الاعتقاد السائد في إسرائيل أن إيران لن




.. تجدد القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة