الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يغفر الله ؟! (2)

صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)

2018 / 2 / 16
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الطريق الثاني .. هو طريق يحترم قانون الله بعدله وقلب الله برحمته .. وهو طريق الفداء لغفران الخطايا .. فكرة الفداء للتبسيط قد نذكر قصة إبراهيم وابنه أسحق – إسماعيل في بعض الروايات الإسلامية – حين أمر الله خليله بذبح ابنه ثم عند طاعة إبراهيم الكاملة لله فدا الله ابن إبراهيم بكبش ( فديناه بذبح عظيم ) .. كان هذا مثالاً عملياً لفكر الله عن مفهوم الفداء لم يكن اختبار لطاعة إبراهيم وهو قد وصل لنهاية عمره بالتأكيد ..
وهيئ لهذا الفكر شعبه المختار – بني إسرائيل – بالشريعة الموسوية بتقديم ذبائح تكفيراً للخطايا بأن يضع الخاطئ يده على الذبيحة ويتلو عليها خطاياه ثم تذبح تكفيراً له ..
( حتى هذا كان يتم في الكثير من العبادات الوثنية الأخرى مرضاة للآلهه ولربما يؤكد هذا أنها كانت من نبع واحد وهو نوح بعد الطوفان الذي قدم الذبيحة لله اتساقاً مع فكر الله وتناقلت الفكرة بين الأجيال إلى أن تشتت البشر في الأرض وظلت فكرة الذبيحة لكن أختلفت الفكرة عن لماذا هي ؟ ولمن هي ؟ )
لكن فكرة الذبيحة التي اعطاها الله لشعبه كوسيلة للغفران ما هي إلا لتحضير أذاهنهم عن الذبيح الأعظم .. الفادي الوحيد الذي يغفر الخطايا نيابة عن الخطاة .. فيقول الكتاب عن الذبائح " هل أتقدم بمحرقات بعجول أبناء سنة ؟ هل يسر الرب بألوف الكباش بربوات أنهار زيت ؟ هل أعطي بكري عن معصيتي ثمرة جسدي عن خطية نفسي ؟ "
فدم التيوس والعجول لا يغفر خطية الإنسان .. لا يستطيعوا فداء الإنسان فهم في طبيعة مختلفة عن البشر .. فمن هو ذاك الذي يقبل أن يتحمل عني إثمي ؟! الذي هو من نفس ذات نوعية بشريتي وفي نفس الوقت بلا خطية ليستطيع أن يحمل هو خطيتي أنا بدفع ثمن كسري لقانون الله أن " أجرة الخطية هي موت " ؟!! وأن تكون ذبيحة غير محدودة لتشمل كل البشرية وليس لإنسان واحد .. لذلك كان يصرخ أيوب البار لله قائلاً " لأنه ليس هو إنساناً مثلي فأجاوبه، فنأتي جميعاً إلى المحاكمة .ليس بيننا مُصالح يضع يده على كلينا " .
وهنا جاءت خطة الله لفداء الإنسان بالمسيح الذي هو بلا خطية وفي نفس الوقت من نفس ذات نوعيتي البشرية بناسوته وبلا محدودية بلاهوته .. فهو كلمة الله المتجسد .. طبيعة بشرية محدودة (ناسوت) × طبيعة إلهية غير محدودة ( لاهوت) = الله المتجسد غير المحدود ( المسيح )
ولتبسيط فهم طبيعة الغفران في هذه الطريقة .. شخص في بيت آخر قد كسر له شيئاً ثمين .. أمام صاحب البيت طريقان لا ثالث لهما .. أن يدفع الضيف ثمن ما أتلفه ( أجرة التعدي والخطية ) أو أن يغفر له وهنا هو من يدفع ثمن ما اتلفه الضيف ( الفداء ) فلابد من وجود من يدفع الثمن ...
( حيث يوجد غفران هناك من يدفع الثمن .. "ماهر صموئيل" ) .. فإما أنا أدفع ثمن خطيتي والتعدي على قانون الله وبالتالي ينفذ حكم الموت الأبدي بالانفصال عن الله فيّ .. أو أطلب من الله من يحمل عني أنا الدفع .. من يسدد ديون الخطية ليحقق هنا معضلة عدل الله ورحمة الله في شخص المسيح – الله المتجسد – فعدل الله ورحمته للبشر في كمال دون نقصان ..
في الختام أمامي طريقان لحل معضلة الخطية .. إما أن أتحمل أنا خطيتي أو أقبل أن أحصل على غفران مدفوع الثمن بفداء المسيح .. لكن لابد من دفع الثمن فلا غفران بدون دفع ثمن .. ولا غفران بمبدأ ( معلش تعديت على قداستي بخطيتك متعملهاش تاني ) .. ولا غفران بأعمال حسنة في ميزان لأننا في الموازين إلى فوق .. أمام قداسة الله لن يتزكى أو يتبرر حي ..
فكيف يغفر الله الذنوب ؟ هل بأعمال صالحة وحسنات وسيئات وموازين .. أم بتفعيل تام لقانونه الالهي أن أجرة الخطية هي موت وبالتالي لابد من وجود من يتحمل الثمن ...
وأين عدل الله بأن ينفذ قانونه في المسيح ؟!
لأنه أحبني ...
" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا