الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لإنضاج ظروف التسوية العادلة

سعيد مضيه

2018 / 2 / 16
القضية الفلسطينية


لإنضاج ظروف التسوية العادلة
لن تغير القيادة الفلسطينية مسار التردي للحالة الفلسطينية طالما تمضي من موقف الضعف في درب التفاوض والوساطات الدولية. القيادة الفلسطينية، للأسف، تقصر اتصالاتها بالدول ولا تولي اهتمامها للحركات الشعبية المتضامنة، نظرا لضعف تأثيراتها على مواقف حكوماتها بسبب اختلال الديمقراطية الليبرالية في بلدان الغرب. برزت على صعيد العالم حروف ( بي دي إس) ، تنبض بالتضامن العالمي مع شعب فلسطين ومناهضة للأبارتهايد المفروض في مناطق وجود الفلسطينيين على أرض وطنهم، تثير قلق إسرائيل وتنفق الملايين على مكافحتها. داخل الولايات المتحدة وكل العالم تجري حملة تدعو لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات من اقتصادها وذلك عقابا لها على نظام الأبارتهايد المفروض على شعب فلسطين. لكن حيال اختلال توازن القوى على أرض الصراع فإن جميع دول العالم، بمن فيها المتعاطفة مع عدالة القضية الفلسطينية، مضطرة لأن تحابي إسرائيل التي تملك قدرات توحي بالغطرسة، وتفرض نظام أبارتهايد كريه ومستنكر، لاسيما وأن معظم تلك الدول، خاصة في غربي اوروبا، تمارس التمييز العنصري ضد الشعوب الملونة كافة. وحسب توصيف الفيلسوف الأممي اندريه فالتشيك لأوضاع دول الغرب، حيث النظام الرأسمالي ، "نجح عبر العقود في تقديم اجيال بكاملها، أفرادها ذوو عواطف ميتة ومرتبكين.في الغرب لا يلحظون التفاهة في المسلك وفي المواقف؛ الغرب فقد الروح، وفقد المشاعر، بين اليمين وحاليا حتى بين اليسار. فالأنظمة افلحت لحد بعيد في نمذجة "المعرفة"، وبصورة رئيسة عن طريق تسخير الثقافة الشعبية وادلجة الأجيال عبر مؤسسات التعليم ... ضعف التخييل، إذا لازمه خدر عاطفي يشكلان الصيغة الفعالة للركود، وحتى التراجع. لهذه الأسباب الغرب آيل للانتهاء." لن تجد أي دولة الدافع لكي تمارس الضغوط على إسرائيل او تلح في طلب العدالة لشعب فلسطين. وإذا ما تم التوصل الى تسوية في مثل هذه الظروف فلا بد أن تنطوي على التفريط بالحقوق الأساس لشعب فلسطين .
تعي إسرائيل غياب الدول ذات الدبلوماسية المبدئية المنحازة لحقوق الشعوب والمناصرة للمضطهدين؛ وتدرك ان ما من دولة في الوقت الراهن تغامر بتحديها، استجابة للقانون الدولي الإنساني ولحق تقرير المصير لشعب حرم طوال قرن من ممارسة هذا الحق . حتى روسيا بوتين لا تمارس اية ضغوط على إسرائيل ، إنما ترفض ضلوعها في التآمر على الدول العربية لصالح امبريالية الغرب. لا تستجيب إسرائيل إلا لضغوط من الولايات المتحدة، الداعمة بلا تحفظ لمشاريعها الإحلالية. الولايات المتحدة مطمئنة على مصالحها الاستثمارية والاستراتيجية بالمنطقة، و تتمسك بعلاقة التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل ، تلك العلاقة التي توطدت منذ حزيران 1967، حين اعتدت على الدول العربية المجاورة بتواطؤ من إدارة الرئيس جونسون الأميركية .
لا مانع من تكرار ما أشير سابقا الى إقرار قادة إسرائيل أثناء حزيران 1967، رابين رئيس أركان الجيش ، بيغن زعيم المعارضة الذي دخل حزبه في الحكومة، ماتي بيلد الجنرال في هيئة الأركان ، عيزرا وايزمن نائب رابين، بأن خطر إبادة إسرائيل حيلة تمت فبركتها لتبرير العدوان العسكري، الذي أعدت له إسرائيل طوال سنوات مضت ونفذته بضربة مباغتة في حزيران 1967. مرارا ردد بن غوريون أن حرب 1948-49 بحاجة الى نسخة جديدة تحكم قبضة إسرائيل على كامل فلسطين وتهجّر من تبقى من الفلسطينيين؛ وجاء عدوان حزيران يكمل المهمة. كان عامل تحول بالمنطقة وداخل الولايات المتحدة اكمل التحول الاقتصادي نحو هيمنة السوق وإشاعة عولمة الليبرالية الجديدة . نتيجة لما بدا انتصار إسرائيل على دول ثلاث مواجهة- سوريا ومصر والأردن- تعزز التحالف الاستراتيجي الإسرائيلي –الأميركي وقويت شوكة إسرائيل وتمدد نفوذ المحافظين الجدد، الذين راوا في انتصار إسرائيل معجزة إلاهية تؤكد صحة لاهوتهم القائم على خرافة عودة المسيح ضمن شروط سيطرة إسرائيل على فلسطين . بتأثير عدوان حزيران تعزز نفوذ التيار المسيحي الأصولي داخل الولايات المتحدة الأميركية واوروبا الغربية. كما انتقلت عدوى الأصولية المسيحية إلى بلدان الشرق ، خاصة في البلدان العربية والهند. ساعد انتصار حزيران على انتشار المسيحية الإصولية ذات التوجه الصهيوني، وداخل المجتمعات العربية اطلق العنان للحركات السلفية تكافح نفوذ اليسار والناصرية وتحجب الجماهير العربية عن أفكار التحرر والتقدم . كان عدوان حزيران حربا خاطفة فلم تتوفر فرص تدبير المجازر والتهجير القسري للفلسطينيين، وعهد بالمهمة الى الاحتلال العسكري وأحكامه العرفية المنطوية على الإرهاب والإذلال المتواصلين. تعاظمت سطوة الاحتلال، وتوطد نظامه العنصري يضيق الخناق على اصحاب البلاد الأصليين على مراحل:
*- تعاونت الامبريالية الأميركية على استدراج الانحراف الساداتي نحو التفاهم مع نظام الأبارتهايد الإسرائيلي ؛ فكان اتفاق كامب ديفيد 1977هو العملية السلمية الوحيدة التي توسطت فيها الدبلوماسية الأميركية، وانجزتها بإخلاص؛ أخرجت مصر من الجبهة المناهضة لإسرائيل ، وبدون مصر يستحيل مواجهة القوة العسكرية لإسرائيل. أثناء التفاوض أصر ميناحيم بيغن على استبعاد القضية الفلسطينية والتمسك بمواقف دفعت السادات إلى اليأس فطلب الطائرة الخاصة لنقل الوفد المصري من الكامب؛ غير أن الرئيس الأميركي كارتر اخذه في جولة على الأقدام داخل غابة واٌقنعه بالموافقة على شروط بيغن واعدا إياه بالضغط على بيغن كي يستجيب لحقوق الفلسطينيين وبمساعدات مالية اميركية في دورته الرئاسية التالية، وغيرها من وعود لم تحقق. رفض بيغن بإصرار الإقرار بحقوق لشعب فلسطين بالضفة. وعلى نفس النهج مضت حكومات الليكود. في ظل كامب ديفيد امتلكت إسرائيل حرية التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
*- في العام 1982 شنت إسرائيل بنجاح حملة عسكرية لإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان. لوحظ الصمت المطبق من جانب الأنظمة العربية كافة طوال أزيد من ثمانين يوما من حرب الأرض المحروقة في لبنان. وسر الصمت ان المخابرات المركزية نظمت بعثات امنية تحمي الأنظمة العربية وتستبيح بلدانها كافة باستثناء ليبيا واليمن الجنوبي. تعززت تبعية الأقطار العربية للغرب، اقتصاديا وسياسيا بتبعية أمنية تغلغلت خلالها عناصر المخابرات المركزية الأميركية في المجتمعات العربية. وكانت المخابرات الإسرائيلية قد مدت شبكاتها داخل المجتمعات العربية .
*- في العام 1988 أفهمت إسرائيل الملك حسين انها لن تتخلى عن القدس وأجزاء من الضفة؛ وبالنتيجة اعلن الملك حسين فك الارتباط بالضفة الغربية. ولدى إعلان منظمة التحرير الفلسطينية في تونس عن دولة فلسطينية والاعتراف بدولة إسرائيل صدر عن حكومة إسرائيل بيان يرفض الاعتراف بدولة للفلسطينيين.
*- كان اتفاق أوسلو خدعة من شمعون بيريز اخذت الفلسطينيين الى متاهة تسوية وهمية ، بينما مضت تنفذ برنامجا طموحا للاستيطان بالضفة. خلال الفترة 1994-2000 اغتصبت إسرائيل أراض تفوق ما اغتصبه احتلالها طوال سبعة وعشرين عاما خلت. هكذا أشغل الجانب الفلسطيني والعالم بمفاوضات عقيمة لم تنتبه القيادة الفلسطينية لعبثيتها رغم اغتيال رابين لمجرد اعترافه ب"كيان فلسطيني". اغتيل رابين ولم توجه الرصاصات لزميله في الحكم شمعون بيريس، عراب اتفاق أوسلو المخادع.
*-عقب انهيار الاتحاد السوفييتي حدث جموح اميركي للتسلح بوتائر غير مسبوقة رغم انتهاء الحرب الباردة وتفكك حلف وارصو. عرض المحافظون الجدد على إدارة بوش الأب خطة القرن الأميركي تضمنت سلسلة حروب في انحاء الكرة الأرضية تتحقق خلالها الهيمنة الكونية للولايات المتحدة. رفضت إدارة بوش الأب الخطة، لكن الخطة بقيت جوهر برنامج المحافظين الجدد في السياسة الخارجية. وضع بول وولفوويتز البرنامج وأدرج ضمنه المخطط الصهيوني في فلسطين. أدخل احد كواسر المحافظين الجدد، ريتشارد بيرل، في برنامج نتنياهو الانتخابي عام 1996 بندا دعا لأول مرة علنا الى عدم الانسحاب من الضفة المحتلة.
*- في نفس العام صدر كتاب "اختلاق إسرائيل القديمة شطب التاريخ الفلسطيني" حشد فيه مؤلفه كيث وايتلام معطيات الاكتشافات الأثرية العلمية في فلسطين خلال الثلث الأخير من القرن العشرين، والتي أثبتت بشكل قاطع عدم قيام دولة لليهود على الأرض الفلسطينية وأن مواد التوراة ترجمت الى اللغات الحديثة بحيث تشكل خارطة طريق لإقامة دولة لليهود في القرن العشرين وفق الرؤية الامبريالية للمنطقة. أغفلت معطيات الكتاب وما تبعه من إصدارات من قبل الساسة والمثقفين الفلسطينيين. صعد نتنياهو رفض الانسحاب إلى التهجير وظل الصمت مطبقا على تداعي الرواية الصهيونية.
*- حاول رئيس الوزراء ، إيهود باراك في مؤتمر كامب ديفيد، أيلول 2000، يدعمه الرئيس الأميركي كلينتون، إرغام القيادة الفلسطينية على قبول تسوية تتخلى بموجبها عن القدس واجزاء من الضفة، وهو العرض الذي رفضه الملك حسين عام 1988. ولدى رفض الوفد الفلسطيني برئاسة عرفات أعلن باراك وكلينتون أن عرفات رفض تنازلات سخية. فُسر التمسك الفلسطيني بالحقوق المشروعة انه رفض للسلام. هكذا روجت داخل إسرائيل وفي العالم أكذوبة عدم وجود شريك فلسطيني للسلام مع إسرائيل، ونشطت بموازاتها حملة كراهية عنصرية ضد شعب فلسطين. انهارت بالنتيجة حركة السلام في إسرائيل، وتسارع انعطاف للمجتمع الإسرائيلي نحو اليمين والفاشية. جرى استدراج الطرف الفلسطيني من جانب باراك ثم شارون ، الذي تسلم الحكم إثر انتخابات شباط 2001، الى مواجهة مسلحة غير متكافئة تم في نهايتها نسف اتفاق أوسلو، خاصة انحسار الاحتلال عن أراض للسلطة، ثم الاندفاع في برنامج استيطاني مكثف احاط التجمعات السكنية الفلسطينية بمستوطنات يهودية.
*- تبنت إدارة بوش الابن برنامج المحافظين الجدد، وفي بداية عهد الإدارة حصلت تفجيرات نيويورك، (أيلول/سبتمبر 2001) التي اتُخذت ذريعة لتنفيذ برنامج المحافظين الجدد تحت يافطة محاربة الإرهاب. من المؤكد والمتفق عليه ان المخابرات الإسرائيلية (الموساد) كانت على علم بالتفجيرات وحافظ شارون على استمرارية التفجيرات الانتحارية من قبل عناصر فلسطينية، انتقاما من الاغتيالات المتلاحقة لعناصر المقاومة المسلحة الفلسطينية، كي تتزامن تلك التفجيرات مع تفجيرات نيويورك المدوية، ويسهل بذلك دمج المقاومة الفلسطينية بالإرهاب الدولي. وبالفعل وقبل شروع التحقيقات أشيع اسم بن لادن وراء التفجيرات وانبرى شارون يزعم ولدينا بن لادن فلسطيني ، يقصد عرفات. على الأثر وفي الحال ، استباح جيش الاحتلال مناطق السلطة واعاد وضع كامل الضفة تحت الاحتلال المباشر. استغلت التفجيرات لتنفيذ أعمال عدوان عسكري ضد أفغانستان ثم العراق. وفي العام 2006 اعتدت إسرائيل على لبنان بتأييد اميركي علني. بلسان وزيرة خارجية أميركا كوندوليزا رايس، اعتبرت العدوان الإسرائيلي آلام ولادة شرق أوسط جديد خاضع لسيطرة التحالف الأميركي – الإسرائيلي. لكن الخطة أفشلت بمقاومة لبنانية صلبة وعنيدة.
*- بات من الطبيعي ان يتصدر اليمين الفاشي السلطة السياسية داخل إسرائيل ويصدر الى البلدان العربية المحيطة فتنا داخلية تشغلها عما يجري في فلسطين ، حيث تنهب الأرض وتشيد المستوطنات وتهود مدينة القدس الشرقية بهدف ضمها فعليا لدولة إسرائيل. اشتط نتنياهو في نهج التوسع الاستيطاني والتهويد. لكن إدارة اوباما ابدت في سنتيها الأخيرتين إحجاما عن المضي مع نهج المحافظين الجدد، حيث ادركت محدودية القدرة الأميركية وعجزها عن تكييف منطقة الشرق الأوسط لمخططات الهيمنة الكونية للامبريالية الأميركية. هذا، مع أن إدارة اوباما ، وحسب شهادة روبرت فورد سفير أميركا السابق في دمشق أمام لجنة الشئون الخارجية لمجلس النواب الأميركي، قدمت مليارات الدولارات لعصابات التخريب والقتل الموكلة لتدمير الدولة السورية. وقدمت المليارات للغرض ذاته وكالة المخابرات المركزية الأميركية و دول السعودية والإمارات وقطر. كذّب السفير ادعاءات اليمين الأميركي في إدارة ترامب الرامية لإعادة محاولات إسقاط النظام السوري وتدمير سوريا بالقوة العسكرية الأميركية.
*- أظهرت إدارة ترامب في عامها الأول، بتضخيم موازنتها الحربية وادخال أسلحة مستحدثة، انصياعا لنهج المحافظين الجدد. باتت غطرسة القوة تغري الولايات المتحدة وإسرائيل بفرض إرادتها على دول العالم وترتيب الأوضاع وفق مصالح الاحتكارات المالية الأميركية عابرة القارات. إذ يشهد العالم دعم ترامب لضم القدس عاصمة لإسرائيل، والتحرش بسوريا وفرض التدخل العسكري على أراضيها مع الطلب بخروج المستشارين الإيرانيين الموجودين على أراضي سوريا بطلب من حكومتها الشرعية!!
مثلما احتكرت الدبلوماسية الأميركية دور الوساطة في المشكلة الفلسطينية ، وانتزعتها من اللجنة الرباعية بغرض تهيئة الفرص لتوسيع الاستيطان اليهودي على الأراضي الفلسطينية، فما من سلطة بمقدورها كبح جماحها للمضي مع المشروع الإسرائيلي سوى حركاة شعبية تناهض الليبرالية الجديدة ونهجها العدواني، تعم المنطقة والعالم. وكما افاد المؤرخ الأميركي لورنس دافيدسون : "الطباع العدوانية في السياسة الأميركية موروثة من أزمنة سلفت" ، يقصد ازمنة الاستيطان بالقارة الجديدة، حيث استخدمت أساليب ووسائل خالية من الإنسانية لإبادة السكان الأصليين. ثم يستدرك ، "مع ذلك فبالإمكان تلطيف تلك الطباع من خلال نشاط ثقافي يستأصل نوازع التعطش للدم."
شروط التصدي للعدوانية الأميركية – الإسرائيلية متوفرة وتتنامى في أنحاء العالم وتبشر بمستقبل واعد. وإغفال تلك الشروط يغري بالإقدام على المجرب، أي الدخول في صدام مسلح مع احتلال يمتلك قدرات عسكرية متفوقة وبحاجة ماسة لاستخدامها ضد المدنيين. تنفق إسرائيل وانصارها بالولايات المتحدة المليارات تباعا لكسر حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات الموجهة ضدها، تحاول الإيهام من خلال الزعبرة الدعائية فشل حملات المقاطعة بينما يستبد بها القلق نظرا ليقينها ان الحركات الشعبية التضامنية تيار لا راد له يشكل خطرا ديناميا على وجود الدولة. بات التيار العالمي يشكل كابوسا يوميا يتجسد في انضمام شبان يهود في الولايات المتحدة للحملة ويصرخون ان ممارسات إسرائيل "لا تتم باسمنا"، حسب قناعة المراقب ستانلي كوهين، المقيم في نيويورك، "التي تضم من اليهود اكثر مما تضمه أي مدينة بالعالم ، بما في ذلك إسرائيل". يقول كوهين، المحامي والمناضل ضد العنصرية والأبارتهايد: "مضت عقود متتالية وإسرائيل تعتمد على يهود المهجر لتقديم الدعم السياسي والاقتصادي والمعنوي بدون مساءلة او تحد، بل تماهيا مع دولة اليهود. تلك الأيام مضت. جيل جديد من الشبان اليهود المطلعين الحانقين ينضمون الى المظاهرات واللقاءات وفي الكليات الأكاديمية وعبر التحالفات مع هيئات اجتماعية تنشد العدالة. هذا الجيل أخذ يرفض فكرة دولة يهودية مبنية على مكابدة وظلم لا ينتهيان يقاسيهما الشعب الفلسطيني. حقا انه ينطوي على ما هو اكثر من تحد لمشروعية دولة إسرائيل".
يتساءل كوهين: لماذا تواصل إسرائيل استثمار مبالغ باهظة حقا ضد حركة هي تؤكد ليس لها تأثير ملموس على سياساتها وعلى مستقبلها؟ فقد توسعت في الإنفاق على وسائل الاتصال الاجتماعي وتوظيف العلاقات العامة والمؤسسات الحقوقية عبر العالم ضمن مجهود لإسكات الحركة من خلال شن هجمات على الحريات الأكاديمية والتدخل لدى الهيئات التمثيلية بهدف إصدار تشريعات تجرم حملات ال(بي دي إس) وردع الأفراد او الجماعات المنخرطة في الحملات.
الاتصالات الدؤوبة واستصدار القرارات الدولية والتمسك بالمبادئ لا توقف التدهور المتواصل جراء زحف الاستيطان والضم والتهويد، واستكمال تهويد القدس وأسرلتها، والتهديدات المتواصلة بضم الكتل الاستيطانية والأراضي في ما يشكل نسبة 64 بالمائة من أراضي الضفة المصنفة (ج)، وإبقاء قطاع غزة محاصرا يعاني أزمات مركبة ومستفحلة رهن مشيئة إسرائيل. لن يوقف جرائم الاحتلال إشراك الولايات المتحدة الأميركية في " جهود التسوية السلمية" التي اختبرت عبر ربع قرن.
القيادة الفلسطينية لا تلتفت لتيار التضامن الدولي الشعبي، وتفضل عقد اللقاءات مع الحكومات. بدل استجداء الدعم الدولي يعتبر تعزيز القدرات الذاتية ووضع خطة التعاون مع حركات التضامن العالمية ، والاهتمام بمسار وتفعيل الفتوى القانونية لمحكمة لاهاي، والعضوية الفلسطينية في المحكمة الجنائية الدولية، والشروع فعلًا في التحلل من التزامات أوسلو، وما يقتضيه ذلك من وحدة وطنية حول تعزيز الصمود، خاصة في قطاع غزة، بحيث يتبع في هذا السبيل نهجا اقتصاديا وتعليميا وثقافيا –إعلاميا ينقل المهام السياسية إلى منظمة التحرير تضم في صفوفها جميع الشرائح الاجتماعية والسياسية الفلسطينية في الداخل والخارج . ضمن هذه الشروط يتم تجسيد دولة فلسطين سياسيًا وقانونيًا، مما يشجع المزيد من الدول على الاعتراف بدولة فلسطين، ومناهضة نهج الأبارتهايد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال