الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تداعيات عيد الحب

عائشة التاج

2018 / 2 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من تداعيات عيد الحب :
يشكل الحب أحد المشاعر الرئيسية والساحرة في حياة الإنسان ولا يمكن لأي كان أن يعيش بدون أن يحب ويحب _ بفتح الحاء_ فالحب حاجة نفسية اجتماعية ضرورية جدا للتوازن النفسي ,,,,
والاحتفال بعيد للحب عادة إيجابية يرجى منها تذكير الإنسان بهذه الحاجة وضخ الدماء في شرايين هذا الشعور كي يغدو أكثر وهجا .....
فقط أعزائي علينا ألا ننخدع بالأهداف التجارية التي توظف هذا العيد لمزيد من المكاسب فتبيع لنا معها رزمة من الأوهام قد تكون سلبياتها أكثر من إيجابياتها ,,,,,
لنحدد مفهوم "الحب " أولا وفق ما نتوق إليه ككائنات راقية لها أبعاد متعددة لا يمكن اختزال كينونة الإنسان في إحداها ,,,,
وبناء عليها فالحب لا يمكن أن يختزل في تلك الرغبة الانفعالية الجامحة المسماة جنسا كما هو سائد ومتداول في سوق استهلاك البضائع بأنواعها ومنها البشر ,,,,,,
الحب شعور إنساني أعمق من أية غريزة في شكلها البدائي ,,,,
الحب هو ذاك الشعور الذي يمنحك الإحساس بالأمان والرضى والارتياح والمتعة والالنسجام مع الآخر أو الآخرين في بوتقة من الدفء الإنساني الجميل خارج كل الاعتبارات الآنية الضيقة ,
الحب سفر في بحر المشاعر سعيا للاكتمال الوجودي كما أرادنا الله أن نكون بكل أبعادنا
ككائنات مركبة من جسد ونفس وعقل وروح ,
وكل محاولة لاختزاله في جانب دون آخر هو مجرد تبخيس لإنسانية الإنسان ,
وعليه فالشعور الذي يجعل منك بضاعة قابلة للاستهلاك الآني أو العابر أو للامتلاك الضيق ليس حبا ,
الشعور الذي يخلق لديك الخوف و الضيق و الارتباك ليس حبا,
الشعور الذي يترك لديك الإحساس يالحرمان و الإحباط ليس حبا ,
الشعور الذي لا يطير بك نحو عوالم الخير والجمال بكل دفء وأمان
هو مجرد وهم عابر وفقاعة سريعة الانطفاء ,
في عالم أضحى مجرد سوق تباع فيه بلدان بأكملها لمن يملك أكثر بقوة الحديد والنار ،
وغدت فيه القيم الإنسانية جد هامشيسة ,,,,,,
وتحول الأعلام لمجرد بوق للقوي ، يشرعن للظلم والجور ويزينهما بما يملك من أدوات التضليل ,,,,من الطبيعي أن يكون الزيف و الخداع واسع الانتشار ,وأن يتخلل كل التفاعلات البشرية من أصغرها حجما لأكبرها حجما .
هذا لا يمنع من أن لاشيء بتاتا يمكن أن يزيل عن الإنسان إنسانيته الأصيلة إن كان واعيا بما يفعل وأين يوجد وقادرا على التمييز بعقله وقلبه معا .
من المؤكد أنه في محيطنا الموبوء هذا نحتاج كل حواسنا لرصد مسار تفاعلاتنا الإتسانية وقبلها ترسانة قوية من القيم القوية والملائمة لبوصلة سلوكاتنا ,
بالتأكيد لازال الإنسان قادرا غلى إفراز المشاعر الصادقة و الجميلة و على حماية القيم الراقية والنبيلة من سيرورة التهجين والابتذال بأنواعها
لو استطاع مراوغة القيم الاستهلاكية الهجينة التي تعمل على تبضيع كل شيء بما في ذلك الأنسان ومشاعره ,
وكل عام وأنتم محبون ومحبوبون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة