الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نفكر- سفينة نوح

جريدة اليسار العراقي

2018 / 2 / 16
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


بعد النهج التي مارسته قيادة الحزب الشيوعي في السبعينات القرن الماضي التي أوصل الحزب الى النتائج الكارثية التي يعرفها الجميع، كان اول رد فعل هي ترك الساحة العراقية وأصبح غالبية الرفاق خارج البلد موزعين على المنافي، وظهرت حالتان شكلتا خطر حقيقي جديد في تدهور الحزب والوصول الى ما نحن عليه.
أولا- استطاعت القيادات اليمينية ان تختفي تحت يافطة اسمها الحزب وصار كل شاردة وواردة هي سياسة الحزب وكل الإخفاق كان اخفاق الحزب وبذلك هربت من المسؤولية لأنه كالعادة ان من أخطأ هو الحزب؟
ثانياً- ان قواعد وكوادر الحزب وفي فورة الحماس الثوري والإصرار على العودة لمقاتلة النظام الدكتاتوري وتحت ضغط القاعدة والكوادر اضطرت القيادة ان تتبنى الكفاح المسلح الذي لم تكن مقتنعة به اطلاقاً؟
هنا أخطأت القاعدة الحزبية والكوادر خطأ جسيما بعدم المبادرة بتغيير القيادة والذهاب الى الكفاح المسلح بقيادة قادرة على انجاز هذه المهمة التاريخية، إذ لا يمكن لقيادة خرجت توا مهزومة وكانت هي المسؤولة عن الفشل التاريخي، ان تكون القيادة المناسبة لقيادة الكفاح المسلح، التي هي أصلا لم تؤمن به وهذا ما اعترف به كاظم حبيب في أمسية في كردستان وكنت ابعد عنه مترا واحدا؟
كان يجب ان تقوم قواعد وكوادر الحزب بأخذ زمام المبادرة وانتخاب قيادة مؤهلة لتقود المرحلة الجديدة بدل القيادة القديمة، هذا القرار كلفنا غاليا كحزب وخسرنا الكثير من الرفاق، وأكبر دليل هو فشل القيادة في التعامل مع الظروف ما قبل معركة بشتاَشان وخلال إدارة المعارك، وبالأحرى هربت القيادة اول بدأ المعركة تحت عنوان ان المستهدف هي القيادة! (كنت هناك وشاهد على ذلك)، والتي كانت هزيمة وخسارة كبيرة، وأكبر خسارة هي تفتت الحزب وتشتته بعد تجربة الأنصار وخصوصا بعد الهجوم الكيمياوي من قبل النظام ولم تبقى الا تلك القيادة التي حافظت على نفسها؟ والتي كانت السبب الى ما اَل اليه الحزب بعد 2003.
كنا في السابق حين نواجه الكارهين لنا يتحدثون عن الحزب بطريقة مهستره وعدوانية ويكيلون الافتراءات علينا ونحن نواجهم بالابتسامة، اما اليوم فصاروا يتندرون على الحزب وفي حديثهم مسحة من الاستهزاء ونحن في موقف لا يحسد عليه عاجزين عن الدفاع.
ما نحمل هي قيم ومبادئ ونظرية ثورية والحزب هو الإطار والأداة لتنظيم وتحويل النظرية الى برامج قابلة للتنفيذ، وحين يصبح من العسير العمل داخل ذلك الإطار، ويصبح العمل من غير نظرية ثورية حيث وضعت على الرف الى حين، تحت الكثير من الحجج والمسميات…! نكون كمن يركب مركبا مثقوبا والغرق نتيجة حتمية.
ان ما نحتاج له الان هو سفينة نوح لننقذ ما يمكن إنقاذه من المركب المثقوب ونحافظ على راية الفكر ونرفع من عزيمة المحبطين ومن فقد الايمان بهؤلاء الربابنة.
لا نعلم كم من الزمن احتاج نوح ليبني سفينته لكننا نحن اليسار العراقي نعلم كم من الزمن والتضحيات احتجنا لنبني سفينتنا! وحين ستبحر السفينة، ستبحر بنا وفوقها ترفرف راية الشغيلة الحمراء.
انا لم اتنازل عن شيوعيتي ولن افعل، وانا امين على فكري وانتمائي اليساري، لكنني تعلمت ان أفكر بحرية وان يكون لي موقفي وادافع عنه بشجاعة مع استعدادي لتحمل النتائج، وفي نفس الوقت لا تهمني المسميات بل المبادئ وسأتطلع الى الأفق الى سفينة نوح لأركبها مع كل الشجعان المستعدين للركوب.
لنا حديث قادم عن سفينة نوح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت