الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنظيماتنا السياسيه غير وحدويه وليست مستعده لمواجهة التحديات

محمود الشيخ

2018 / 2 / 17
القضية الفلسطينية




أي متتبع لمسار القضية الفلسطينيه يلاحظ ان قوانا السياسيه للأسف هي في واد واستعدادها لمواجهة التحديات في واد اخر،فمنذ انتخب ترمب رئسيا للولايات المتحده اعلن بوضوح تام عن نيته الجديه الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتوقف بعد انتخابه عن اجراء أي اتصال مع السلطة الفليسطينيه،وكان غير متردد في مواقفه المؤيده لإسرائيل واعتباره الشعب الفلسطيني وسلطته وقواه السياسيه معتدين على إسرائيل، واوقف فور انتخابه تقديم المساعدات الماليه التى اقرها سلفه أوباما،وسمعت كافة القوى السياسيه ومن كان بعضها معتمدا على أمريكا كوسيط لحل النزاع الفلسطيني _الإسرائيلي ادرك ان أمريكا متحيزه لإسرائيل اذ كانت ذلك خافيا على العميان فقط، الذين لا يرون امامهم،لكن من له عينان ادرك ان أمريكا تقف في صف إسرائيل.
اكتشف هؤلاء ان أمريكا هي العدو الأول لشعبنا ولحقوقه وهي السند الحقيقي لإسرائيل ولولا سياستها الداعمه لإسرائيل لما ادرات اسرائيل ظهرها للعالم ( وطقعت) لقرارات الأمم المتحده ولمجلس الأمن لأن فأمريكا تحميها وتدافع عنها،من أي انتقاد ومن أي قرار قد يتخذه مجلس الأمن والجمعيه العامه للأمم المتحده،التي اخذت اكثر من( 700) قرار لصالح فلسطين،وصدر عن مجلس الأمن ( 86) قرار لصالح فلسطين واستعملت أمريكا حق النقد الفيتو (43 ) مره ضد مشاريع قرارات لصالح فلسطين في مجلس الامن،ومع ذلك كان البعض يعتبر أمريكا وسيطا ونزيها يمكنها ان تمارس ضغطا على إسرائيل لصالح حل عادل يقوم على مبدأ دولتين لشعبين،او الأرض مقابل السلام،.
ثم جاء ترمب لينسف حل الدولتين ويخرج القدس ويمحوا حق العوده من أي مفاوضات بشأن اللاجئين،يعني أزال الغشاوه عن عيون من اعتمد وراهن باستمرار على أمريكا،واعتبرها وسيطا نزيها،ولم يعتبرها العدو الرئيسي لشعبنا وقضيته وحقوقه.
قضيتنا اليوم تقف على مفترق طرق خطير،وهي اخطر مرحله في تاريخها،فامريكا تأخذ اليوم إجراءات تصعيديه لتصفية القضيه الفلسطينيه،وبالتعاون مع دول عربيه للقياده الفلسطينيه علاقة حميميه معها وتعتمد عليها مثلما اعتمدت على أمريكا واعتبرتها يوما من الأيام محايده والدول العربيه هذه تقف الى جانب إسرائيل وتقوم بإجراءات تطبيعيه معها غير عابئة لا بدين ولا بضمير ولا بخلق وسلخت نفسها عن عروبتها وتجند قواها الماليه ونفوذها في المنطقه ونفطها وسلاحها وسوقها لخدمة المشاريع الأمريكيه الإسرائيليه في المنطقه،وتسعى لقيام حلف عربي إسرائيلي لمحاربة ايران وحزب الله وكل ما هو وطنى وتحرري ومنها قوانا السياسيه على راس جدول اعمال تلك الدول يشاركها إسرائيل.
فأمريكا أغلقت مكتب ( م.ت.ف) في واشنطن واعتبرت حماس حركة ارهابيه،وأعلنت عن القدس عاصمة لدولة إسرائيل،ثم اخذت إجراءات عمليه ضد ( الأونروا ) بهدف انتهاء قضية اللاجئين الفلسطينين ثم اعلنوا ان من ولد من الفلسطينين في أي دولة يعتبر مواطن فيها وجنسيته حسب الدولة التي ولد فيها،ودولنا العربيه لا ( حس ولا خبر ) ما عندهم أي رد على أي اجراء تتخذه سواء إسرائيل او أمريكا،بدليل تواطؤهم مع المؤامره التي تخطط لها أمريكا في صفقة القرن والتي بدأ تنفيذها من لحظة اعلان ترمب عن ان القدس عاصمة لإسرائيل،ثم امتنعت عن دفع المخصصات الماليه للسلطه الفلسطينيه التي تدفعها سنويا للسلطه وللاونروا،كخطوه اوليه لتصفية موضوع اللاجئين،وقبل ذلك اغلاق مكتب ( م.ت.ف ) ثم اعتبارها منظمة ارهابيه.
وفور اعلان ترمب تحركت الجماهير في الضفة والقطاع وفي الشتات الفلسطيني، ضد الهجمه التصفوية هذه وافترض الواقع ان تقوم كافة القوى السياسيه الفلسطينيه كبيرها قبل صغيرها بلملمة صفوفها،وانتهاج سياسة التصدي للمؤامرة التصفويه هذه التي تقودها أمريكا بمشاركة دولا عربيه على رأسها العربية السعوديه،والإمارات،ويحكى عن مصر السيسي،اقلها انه مغمض عينيه،وتشارك في حصار غزه،وتعلن امريكا ان الطرف الفلسطيني ليس طرفا فيها،يعني دون التشاور معه ستطبق.
وقوانا السياسيه لم تتخذ أي اجراء يدل على انها في طور التصدى لمواجه المؤامره،غير الكفاح اللفظي والتلفزيوني،ثم السعي لحشد التأييد الدولي لصالح قضيتنا،ولم تقوم باجراءات الوحده الوطنيه،او وحدة الموقف والإستراتيجيه السياسيه اوالإتفاق على أساليب النضال الوطني،ويبدو ان قوانا السياسيه غير وحدويه لا استثني أي طرف منها،والدلائل كثيره يكفينا ان قضيتنا تمر في اخطر مراحلها ولم تحاول القوى توحيد الصفوف من جهه،واستمر كل طرف في اصدار بيان خاص فيه يدعوا الجماهير لفعاليات أيام الجمع،ولم تقوم الجهات المختصه في تنفيذ قرارات المجلس المركزي واحالته للحكومه لتضع تصور لكيفيه الخلاص عن التبعيه الإقتصاديه لإسرائيل،ونسينا اهم القرارات وهي قطع التنسيق الأمني وسحب الإعتراف بإسرائيل،وإلغاء اتفاق أوسلو،ويعني هذا كأن المجلس لم يجتمع ولا زال التفرد في القياده قائم.
قوانا السياسيه غريبه في امرها،فاي تنظيم يعرف تماما ان تأمين عناصر النصر يتطلب أول ما يتطلب وحدة الصف الوطني بسرعة تشكيل جبهه وطنيه عريضه تشمل كافة الفئات الإجتماعيه،لتشارك كافة القوى السياسيه والإجتماعيه في المعركه المصيريه،فلماذا قوانا غير وحدويه وغير مكترثه في الوحده ولا تسعى اليها،رغم أهميتها،والإنقسام لم يتراجع الا لفظيا واما الواقع لا زال قائما،حماس لا تنوي التنازل عن جزءا من صلاحياتها،ويعز عليها ان تتنازل،عن قيادتها وحكمها وسلطتها،وحركة فتح تريد السلطة كامله،واهل غزه يعانون الأمرين،نسبة البطاله تجاوزت ( %52) ونسبة من يتلقون مساعدات من مؤسسات (%80) من اهل القطاع والمشاكل تتجمع فوق رؤوس الناس حتى وصلوا مرحلة اليأس الذى قاد بعضهم الى الإنتحار،وما يسمى بالمصالحه لم ينهي أي مشكله لأهالي قطاع غزه اذ بقيت غزه كما هي،فكيف لشعب يجوع ويفتك المرض جسده، والنفايات تتراكم فيه حتى وصلت مستشفياته مرحلة لا تطاق والقياده تتفرج وهي تجوب العالم لتجنيد الأصوات لصالح قضيتنا ولم تجند أصوات شعبها،بل يصرخ شعبنا على شاشات التلفزه يناشد العالم والقياده حل مشاكلهم.
لكن قوى +سياسيه نشأت في مجتمع عشائري يقوم على التعصب القبلي والمفاهيم العشائريه الحمائليه، وكل عنصر من عناصر تلك القوى هو ابن الفكر العشائري الذى يعشعش في عقول أبناء تلك العشائر والقبائل مجتمعين،وحمل كل واحد منهم تلك المفاهيم والأفكار التي تختزل كل شيء لمصلحة العيله والحاموله والقبيله،وفكرها لا يسمح لها التفكير بالوحده،لاحظنا ذلك في الانتخابات البلديه،فحمل كل ذلك الى التنظيم،ليصبح فكر التنظيم مزيج من فكر التنظيم والفكر العشائري،ليتغلب الفكر العشائري على أي فكر اخر يحمله التنظيم،مما يمنع تلك القوى من التوحد على هدف واحد،وبذلك تبقى الفرديه ويبقى التعصب التنظيمي سيد تصرف عناصر كافة القوى السياسيه،لأنهم متعصبون بالأصل لعشائرهم وقبيلتهم وحمائلهم.
والمشكله ان قوانا السياسيه لم تعير قضية الوحدة أي اهتمام وبقيت تلك المهمه بعيده عن تفكيرهم،فقد فشل اليسار في استمرار إقامة تحالف ديمقراطي، ففشلت الفكره قبل ان تولد،سبب ذلك انهم غير وحدويين،ونرجسييين في تصرفهم ومفاهيمهم، والبعض فيهم مغرور في قوته والكل يقزم الكل ويهمشه وهكذا بقيىة القوى تقزم بعضها وتهمشها،والكل يعتقد ان بمقدوره خوض المعركه دون الأخرين،والواقع الحالي يشكل صورة عن تفكير كافة قوانا السياسيه،تمزق الساحة الفلسطينيه،ومن سمع الرئيس في خطابه في اجتماع المجلس المركزي يقول لن نرتكب أخطاء الماضي أخطاء (48) ولا أخطاء (67 ) ونسي ان خطأ الإنقسام بين نشاشيبي وحسيني لا زال قائما،وما تغير فيه هو اسم المنقسمين فبدل نشاشيبي وحسيتني حل محله فتح وحماس من جهه،وباقي القوى قزمت وهمشت وادير الظهر لها،والتنفيذيه معطله والتشريعي كذلك و( م.ت.ف) معطله هي أيضا وقرارات المركزي معطله وأداء السلطه ليس له علاقه بنضال شعبنا.
خلاصة القول اننا غير جاهزون لمواجهة التحديات فالمواجهه لها شروطها على رأسها وحدة الصف ووحدة الموقف ووحدة الأساليب الكفاحيه،ونحن غير ذلك.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت