الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غيبة في المجهول

يحيى نوح مجذاب

2018 / 2 / 17
الادب والفن


غيبة في المجهول


إنّهُ مازال على العتبةِ الأولى لم يبرحها منذ أكثر من عقدٍ ونصف من السنين العِجاف.
لقد استجابت له هذه الأنثى التي كانت تضجُّ بالشهوة والعنفوان منذ أن التقت أعينهما في ذلك الشهر التشريني في مدخل باب كبير مُحتمين من ماءِ مطرٍ هاطل، واستجابت له في السِّر والعلن عندما كان أتون الحياة يلذعُ جسديهما بدفقات العشق الفاجر... لكنها كانا يخشيان دوماً سياط الألسن فلم يتبعا غواية الشيطان، ويغرقان في حمى الخطيئة.. وظلّ المخفي يطحن الأعظم ويسحق الأوصال.
مرَّت الأعوام وابتدأت العروق تخطُّ ظواهر الأكف وعلت قسمات الوجوه خطوط الزمن القاحل، وغابت الرغبات الجامحة، وغطست في بحار من السكون .. وكلما طلَّ القمر أو هبَّت ريح عتية تناغيا بكلمات غريبة لا تعرف أصول النحو ولا الصرف ولا القواعد وهما يدغدغان الشُعلة التي لم تنطفئ تماماً رغم دنو انذوائها، فكلما أوشكت أن تخمد نفثتها رياح السموم وغذَّتها من جديد.
إنهما على طرفي نقيض رغم انجذابهما كقمرين تائهين في ديجور أخرس لظلمة حالكة. لقد خبر الحياة وتعلم الصبر وأدرك حقيقة الصدق، فكلماته التي تخرج من فيه لا تقصد إلاّ معانيها وظاهره ليس بأكثر نقاءاً ورونقاً من داخله. وشاءت الأقدار أن تحمل في نفسها كل جمال إلاّ صدق الكلم. لقد أمعنت فيها أخلاق البداوة فكتمت كل شيء حتى الحقائق الدامغة فوضعته في جُبّة دوّامة لانهائية يبحث فيها عن تفسير لكل جفوة أو غيبة في المجهول، أو حتى اندفاع غامر تنقذف فيه نحوه بكل ما تملك من حس وجسد فان .
لقد مضى كل شيء.. والأعوام ما انفكت تدور.. والصفحة التي ومضت في عمق الدهر ستنسدل عليها الستارة في لحظة آتية وينطفئ كل شيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202


.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024




.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3