الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموصل بين الامس واليوم-4-

لقمان الشيخ

2018 / 2 / 19
سيرة ذاتية


الموصل في الأمس , واليوم _4

حديثي اليوم عن لعبة كرة القدم في مدينة الموصل , سنين طفولتي وصبايا , كانت في الأربعينات من القرن الماضي , وبسبب الحرب العالمية الثانية ,فقد كلن من الصعب الحصول على البضاعة والحاجات التي كانت تستورد من الدول الصناعية ,و كانت كرة القدم هي ضمن الحاجات الضرورية للتي افتقدناها’, لذا اضطررنا نحن هواة لعبة الكرة باختراع كرة من صنعنا للتعويض عنها , وكان أختيارنا كرة قدم سويناها من جوراب قصير حشوناه بخرق وخيطنا أطرافه ليأخذ شكل كرة قدم , لكن خلال اللعب تدخل الكرة بمكان فيه ماء ليتحول شكلها الذي لا يلائم اللعب بها , لذا كان القرار صنع كرة لا تتأثر بالرطوب و صنع كرة من شرائط القسم المطاطي من عجلة الركاب ( الجوب ) ثم لفها حتى تصبح شكل كرة , هذه المرة كانت المفاجئة أن تلك الكرة لا يمكن السيطرة عليها لأنها تنط إلى الأعلى خلال اللعب كذلك خطورة اصطدامها بجسم المقابل خاصة إذا كانت الرفسة قوية .هكذا كان حالنا ونحن نحسد الفرق المدرسية لكرة القدم عند الحصول عليها !!

شاهدت دكان سراج يخيط كرة قدم من جلد لتأخذ شكل كرة قدم , هذا يطابق المثل ( الحاجة أم الاختراع

.كانت مباريات كرة القدم تجري فقط بين الفرق المدرسية ,وكان عددها على عدد أصابع اليدين , وهي الفرق التي تجري مبارياتها وتأخذ الاهتمام لدى عشاق كرة القدم , وكان فريق مدرستي القحطانية

التي كان لها السبق في مبارياتها , وأذكر الفرحة التي عمت التلاميذ بعد الفوز , ينادون ( هذا الكأس يشهد , والكولجي ,فرقد ) وكان حامي الهدف الكولجي ( فرقد الجميل ) من عائلة آل جميل , وكانت فرق منافسة هي, فريق كرة قدم مدرسة الوطن بلاعبيه ,عبد الجبار وسالم , وهما من محلة الجوبة التي كانت قريبة من جامع الخضر , وعدد مدارس أخري كان لها السبق , فريق باب البيض , والتي كان لاعبها النشط ( رحومي ) وهو يصر دائما على اللعب حافي القدمين , واصبح بعدها ضمن فريق كرة القدم للقوة الجوية العراقية في بغداد , ومدرسة الفلاح القريبة من جامع النبي شيت ,أشتهر لاعبها عبد الآله ,وفرق أخرى هما , فريق شمعون الصفا وفريق مار توما من الطائفة المسيحية .

شاهدت مسابقة لكرة القدم بين فريقين , هما فريق كرة القدم مدرسة النجاح , وفريق مدرسة المشاهدة جرت في الساحة القريبة من المستشفى القديمة

( الخستاخانة ) في باب سنجار , وكان جمهور المتفرجين من تلاميذ المدرسة مع عدد من سكان المنطقة لقرب المدرسة من ساحة الملعب , وكان اللعب يجري سجالا في منافسة قوية بين الفريقين , مع كون جمهور فريق المشاهدة يفوق عدد الآخرين , كان الفوز لمدرسة النجاح رغم التهديد والوعيد من جمهور المشاهدة , استمر فريق مدرسة النجاح باللعب وتصويب الأهداف, وفي نهاية المباراة ,كان الفوز لمدرسة النجاح , عندها هاجم الجمهور الغاضب على خسارة فريقة , فريق النجاح تحمل اللكمات

والضرب , حينها طارت سدارة مدرب فريق النجاح ( فخري أفندي ) في الهواء نتيجة صفعة قوية , هكذا برهن جمهور المشاهدة على بدائيته وعدم تفهمه للروح الرياضية .

كانت المباريات تجري على الأكثر بين فرق المدارس الابتدائية , لقلة المدارس المتوسطة والثانوية وهما , متوسطة المثنى وكانت بالقرب من حضيرة السادة , قبل انتقالها بجوار جامع الخضر , ولاعبها , عادل بشير الحاتم , بعدها أضحى مدربا ناجحا لفريق كرة القدم العراقية , ومدرسة ثانوية الغربية التي كانت في منطقة باب سنجار , ولاعبها صالح رحاوي , و متوسطة أخرى الحدباء , كان موقعها أولا في مكان مدرسة الأليانس التي كانت للطائفة اليهودية قبل رحيلها , لم أذكر لاعبا برز بها , كذلك ثانوية الشرقية التي لم يكن لها دور في لعبة القدم . أذكر أول لعبة قدم بين فريق كرة القدم لمدينة الموصل وفريق الحامية البريطانية في الأربعينات من القرن الماضي , في ساحة وعرة أمام القلعة الحجرية , وكان جمهور كبير من المشاهدين والمشجعين بحماس للفريق الموصلي , أذكر عدد من فريق الموصل , منهم حامي الهدف , الشاب الأرمني صامو , وعدد أخر منهم , الشاب الوسيم الذي كانت صورته أمام محل استوديو مراد الداغستاني وهو مبتسم بشاربيه مقلدا المثل كلارك كيبل , انه اللاعب محمد أبو جاسم , وصالح كحكح القادم من فريق نفط كركوك وحيدر يونس وخالي إسماعيل , أبو حقي ,وإسماعيل قمي , واللاعب أبو السسي , لقب بأبو السسي , عندما كان له دكان لمقابل لملهى

السفراء القريب من سينما الحمراء في شارع حلب ,و كان رواد الملهى يخرجون ليلا سكارى يطلبون شراء فستق , لكنه يقدم لهم بدل ذالك جرز السسي .

ناشط كان له دور في سير نظام كرة القدم في الموصل , عندما لم يكن هناك ملاعب تأخذ شكلها المعروف التي هي عليها الآن , مباراة لكرة القدم جرت في ساحة نادي الجزيرة بالقرب من الحديقة العامة , لم يكن في وقتها حواجز تفصل بين المتفرجين ولاعبي الكرة ,وكان الجمهور يشاهد اللعبة وقوفا أو الجلوس على الأرض , ويحدث تقدم الجمهور نحو وسط الملعب , لذا وجب الحد من هذا التعدي , قام بهذا الدور رجل ذو عزيمة وهيبة تفرض النظام , كان يدور حول الساحة وبيده عصا يعيد بها الأمور إلى نصابها لذا لقب ( بملك الموت ) ليس مـتأكدا من اسمه , يمكن اسمه هو شفيق أفندي , بعدها يسود النظام في الساحة .

هذا قليل من الذكريات أردت تذكريها لعلي أودي دوري في سجل تاريخ مدينتي الموصل الرياضي .

لقمان الشيخ _ صوفيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص