الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة ....

عارف معروف

2018 / 2 / 19
المجتمع المدني


اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة ....
-------------------------------

أُعلن مؤخرا عن القاء القبض على نقيب الصيادلة العراقيين وكان قد سبق ذلك القاء القبض على نائبه في الأسبوع المنصرم بسبب مخالفات مالية وإدارية كبيرة كما اعلن رسميا ، ورغم اننا لا نعرف طبيعة الوقائع او الصراعات التي يمكن ان تشكل خلفية هذا الامر .....فان واقع وممارسة بعض النقابات والاتحادات يتطلب تركيز الضوء عليه من جهة ان المخالفات المالية والإدارية وتجاوز الصلاحيات بات ممارسة مستحكمه في سلوك الكثير من هذه المنظمات التي تحولت الى قلاع حصينه ومراكز نفوذ واستغلال مالي واداري هائل في ظل غياب مطلق لضوابط وآليات الرقابة والمحاسبة ....
لم يعرف تاريخ العراق الحديث نشاطا نقابيا حقيقيا وكانت الاتحادات والنقابات ، غالبا ، ميادين للنشاط والمنافسة السياسية حتى تحولت في ظل النظام السابق الى محض منظمات حزبية وامنية تربع على عرشها قياديون حزبيون فهموا وتعاملوا على أساس ان النقابة او الاتحاد او الهيأة التي يرأسونها هي ساحات عمل وتنظيم ورصد حزبي وامني في الوقت الذي وفرت لهم شخصيا ولاعضاء مجالس ادارتها ، بالطبع ، مكاسب وامتيازات كبيرة على حساب أعضاءها ومنتسبيها وكذلك غاياتها المفترضة وأهدافها المعلنة ....
بعد 2003 ترسمت قوى وأحزاب العملية السياسية الجارية خطى النظام السابق في تعاملها مع هذه النقابات والاتحادات في جانب وعاكسته في جانب آخر ولكل فعل مسوغاته ودوافعه بالطبع ، فابالنسبة للاتحادات والمنظمات الجماهيرية التي خشيت من ان تتحول الى قواعد للنفوذ والفعل الجماهيري السياسي المضاد والتي لم تكن تعد بإمكانات مغرية للاستغلال المالي أيضا ، كاتحادات الطلبة ونقابات العمال ومنظمات المرأة وغيرها فقد رفعت عنها يد الدعم والمساعدة بل وسحبت الغطاء الشرعي والقانوني من تحت اقدام بعضها ، اما بالنسبة للاتحادات والنقابات المهنية التي رأت فيها ، لسبب او لاخر ، قواعد للدعم والاسناد او نظرت اليها بتهيب يمليه جهل ودونية بعض متنفذي هذه العملية ، فلم تكتف بدعم بعضها وإقرارها على ما في يدها من إمكانات بل وأقرت حتى بعض رؤسائها وهيئاتها السابقين على مواقعهم مالم يكونوا من القيادات الحزبية المعروفة سابقا ، خصوصا وان أولئك المستفيدين كانوا يتعاملون بدهاء ووصولية مع " القادة الجدد " الذي كان الولاء والتاييد لهم اهم ما يبحثون عنه ....
ان القاعدة الأساسية في مصادر تمويل منظمات المجتمع المدني ، مثلا ، هي اشتراكات أعضاءها والدعم الحكومي الذي تتلقاه وكذلك الهبات والتبرعات المعلومة والمسوغة والتي لا تمس بالسيادة الوطنية او تنتهك القانون العام مثلا ، اما الاستثمارات فتبقى موضع شك وتحفظ ، اذ ما الذي تبغيه النقابة المعنية من زيادة وتوسعة استثماراتها ولمن ستكون العوائد وما هي اليات الصرف ولأي جهة حسابية او رقابية يجب ان تخضع وتدقق ؟!
لكننا نواجه بواقع ان بعض هذه المنظمات لم تكتف بدعم الدولة او التسليم لها بما كانت قد وضعت اليد عليه من عقارات واستثمارات في عهد النظام السابق بل وفتحت لها أبواب تمويل جديدة ما انزل الله بها من سلطان حتى فاقت إيرادات بعضها ملايين الدولارات سنويا دون وجه حق او مسوغ قانوني او متطلب اداري حقيقي ودون ان يسائلها او يسائل هيئاتها القياديه او نقباءها احدٌ . ولا نعدو الواقع كثيرا اذا قلنا ان بعضها يستوفي رسوما ضخمة على الشركات والافراد ممن لا يخضعون لسلطانه ولا يرتبطون بعضويته عبر تفعيل بعض المواد او الشروط القانونية بشكل ملتبس بل ومفتعل بالنسبة للنص والغرض منه وطلب مؤازرة واسناد أجهزة الدولة على الزام الافراد والشركات بما هو غير ملزم من خلال استغلال الجهل بالقوانين والتعليمات .....
اننا ندعو السلطة التشريعية ممثلة بالبرلمان والتنفيذية ممثلة بالحكومة الى مراجعة وتدقيق الأنظمة الداخلية وتصرفات وايرادات منظمات مثل الغرف التجارية واتحادات رجال الاعمال ونقابات الصحفيين والمحامين والمهندسين وغيرها على ضوء ما يسمح به ويبيحه القانون لوضع كل شيء في نصابه الصحيح.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية


.. تونس: أكثر من 100 جثة لمهاجرين غير نظاميين بمستشفى بورقيبة ب




.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش