الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسار الحرب الاعلامية بين ايران وإسرائيل

طلال بركات

2018 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ان الرهان على أن الحرب بين إيران وإسرائيل والتكهن باندلاعها بين لحظة وأخرى خصوصاً بعد تهديد نتنياهو وادعائه بأن إسرائيل أسقطت طائرة استطلاع إيرانية داخل الأجواء الإسرائيلية، وتصريحاته ظريف الاستفزازية رداً على نتنياهو، كل ذلك لا يعدو سوى جعجعة في فنجان، لان مسار الحروب الإعلامية التي يستعر لهيبها بين فترة واُخرى بين الطرفين، علمتنا أن لا نأخذ بظاهر الأمور، فالحقيقة على ارض الواقع مغايرة لتلك التصريحات النارية لان ما يجري في العلن غير ما يحصل في الخفاء من تخابر وتعاون إيراني أمريكي صهيوني .. حيث لو كانت الفصائل الموالية لإيران والحرس الثوري الإيراني المتواجدة في الاراضي السورية تشكل خطر على اسرائيل لما سكتت اسرائيل كل هذة السنوات على تنامي تلك الفصائل في سوريا ولبنان .. وكما قال باحث سوري كبير" لا تتفاجئوا بالتغلغل الإيراني المتزايد في سوريا والمنطقة فهناك اتفاق بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى يسمح لإيران بالتمدد واستعداء العرب للتخفيف من حدة العداء العربي لاسرائيل. بعبارة أخرى هناك اتفاق بين اسرائيل وإيران على تقاسم العداء مع العرب، فبدلاً من أن تظل إسرائيل البعبع والعدو الوحيد للعرب في المنطقة تتقاسم العداء مع إيران لكي يخفف الضغط على إسرائيل". بمعنى إن العداء الظاهر بين ايران واسرائيل مجرد ضحك على الذقون وليست الا اتفاقات غير معلنة وان من ثمار تلك الاتفاق على الارض نشوء حزب الله كقوة ضاربة مجاورة لإسرائيل في غضون سنوات قلائل على الثورة الإيرانية، بعد أن تم القضاء على كل الفصائل الفلسطينية واللبنانية والوطنية في لبنان التي كانت تخوض حرب العصابات ضد إسرائيل وذلك بالتعاون مع النظام السوري .. وإلا كيف سمحت إسرائيل وأمريكا لذراع عسكري إيراني ضارب أن ينشأ على حدود إسرائيل .. أليس من الاولى تحجيمه او القضاء علية منذ البداية .. في الوقت الذي شنت اسرائيل حرب ضروس على لبنان ودمرت بناه التحتية والمنشآت العسكرية والمدنية ومحطات المياه والكهرباء والمراكز الحكومية بما فيها مطار بيروت وضرب طرابلس والمدن الاخرى التي ليس فيها اَي تواجد لحزب الله وقد استثنت الجنوب اللبناني الا ما ندر لذر الرماد في العيون بالرغم من ان حزب الله هو من أشعل الحرب .. الغرض من ذلك معروف ولَم يعد خافياً على احد وهو أضعاف لبنان ودمار بناه التحتية وتحجيم مؤسساته الحكومية ليتسنى هيمنة حزب الله على مفاصل الدولة وعلى قراراتها السياسية وبات ينفذ اجندة ايران في المنطقة بعدما قدمت له اسرائيل الدولة اللبنانية على طبق من ذهب مثلما قدمت أمريكا العراق على طبق من ذهب الى ايران لكي تتمكن من انشاء طريق الحرير الإيراني الذي يربط ايران بالعراق وسوريا ولبنان وصولاً للبحر الابيض المتوسط من اجل تحقيق مشروع الهلال الشيعي، اي لو كانت اسرائيل تخشى إيران وميليشياتها الطائفية لما سمحت هي وأمريكا بهيمنة حزب الله على لبنان ودخول حرسها الثوري وميليشياتها الى سوريا وتخوم الجولان المحتلة التي لم يأتي يوماً ذكر عن تحريرها وانما لأجل حمايتها من المجاهدين فضلاً عن قتل الشعب السوري وطمس عروبة سوريا التي كانت مشعل للثورات العربية والنظال ضد الاستعمار .. والمصيبة هناك أصوات لازالت تعوي وتتغنى بحب ايران وتصدق انها تريد محاربة اسرائيل وتحرير القدس من الصهاينة ..
طلال بركات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة