الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لفظ( السيد )وديانة المصالح

فلاح عبدالله سلمان

2018 / 2 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لفظ السيد من الالفاظ التي اتخذت حيزا واسعا من فكر وطبيعة المجتمع الشيعي وفي كافة الدول التي يقطنها اتباعه ، وهذا المصطلح برغم انتشاره الواسع في ديار الاسلام الا انه لايملك اي اساس ديني قرآني فكل هذه الهالة التي احاطت بهذا المفهوم هي من فعل المجتمع وتأويلاته، ان معنى هذا المصطلح له جذور تاريخية عميقة لكن تسمياته اختلفت من زمان ومكان لاخر ، كما ان انتشار هذا المفهوم له اسباب دينية وتاريخية وقد ارتبطت هذه الاسباب سوية لكي تؤدي غرض واحد وهو استغلال الناس من اجل المصلحة، فلأن القانون الحاكم منذ القدم وجائت الاديان وبنت عليه القواعد هو قانون المصلحة ، فقد اختلفت ادوات هذه المصلحة واختلفت وسائل توظيف اصحاب النفوذ لها من اجل استغلال الناس فمن خلال تتبع المراحل التاريخية التي مرت بها المجتمعات البشرية يتبين لنا ان هنالك ارتباط وثيق بين ظهور الاديان كفكرة وبين طرق استغلال الناس . ففي المرحلة الاولى من مراحل المجتمع البشري الا وهي مرحلة المشاعية لانرى اي اثر للاديان ولا وجود لدور العبادة ذلك لان الانسان كان ياخذ مايكفيه من طعام وماء ويترك الباقي لغيره لاخد كل منهم كفايته فلا مجال في هذه المرحلة للاستغلال لانتفاء المصلحة الخاصة فبالتالي لاداعي لوجود دين . وعندما اكتشف الانسان الزراعة وتوسعت احتياجاته وانتقل الى بداية الملكية الخاصة راح مجموعة من الناس يسيطرون على الالات الزراعية ويتحكمون بالزراعة وهنا بدأت بوادر مرحلة العبودية فاصبح اصحاب الالات الزراعية بحاجة الى مايجعلهم يسيطرون على الايدي العاملة المنتجة وليس هناك افضل من الادعاء بوجود قوة غيبية وهو الاله يامرهم بالعمل فراحوا يخترعون مبدأ العبودية وصاروا يبنون المعابد ويدعون ان هذه الاراضي هي اراضي الالهة والكهنة هم من يدير مصالح الآلهه في الارض وبهذه الطريقة صار الانسان يعمل بممنونية تامة لانه يقدم خدمة للاله الذي اذا قصر سيعاقبه حتما وفي هذه الفترة تعددت الاله وتنوعت بحيث اصبح في كل قرية اله بل هناك اكثر من اله في القرية الواحدة ،ثم ولبروز فئة من الناس تملك الاموال لكنهم ليسوا آلهه انبثق من نظام العبودية نظام الاقطاع الذي يمكن للمالك من خلاله شراء العبيد واستملاكهم لكي يؤدوا نفس الغرض اعلاه ، اصبح هذا النظام (الرقيق) نظاما اقتصاديا عالميا شمل كل مجتمعات العالم ، والجزيرة العربية باعتبارها جزء من هذا العالم ولاعتمادها على الزراعة والتجارة بشكل رئيس احتضنت نظام العبودية والاقطاع بشكل واسع وراحت توطره بشتى الاطر ومن اهم تلك الاطر الاطار الاسلامي فهي بدل من أن تعمل على الغاء نظام العبودية ذهبت الى تقنينه ووضعت له الاحكام والتشريعات وهذا الامر بحد ذاته هو ترسيخ لمبدا الاسترقاق حتى انها وضعت الكثير من المبادىء التي تؤكد افضلية طبقة على طبقة اخرى ومن اهم المبادىء هو تفضيل ذوي القربى على باقي الناس الامر الذي لايوجد له شبيه في الاديان الابراهيمية الاخرى اليهودية والمسيحية وان السبب في تاكيد الاسلام على طاعة او الاهتمام بذوي القربى هو لضمان مصالحهم عن طريق سلطة الهية ، ذلك ولأن الاسلام جاء في منطقة بدوية يكون من الصعب ان يقبل البدوي بتفضيل غيره عليه واطاعة اوامره ولذلك تغلفت هذه الفكرة بفكرة الاله لانه اذا كان الاله هو الذي امر بذلك ولان مبدا العبودية يقضي بالطاعة مع عدم المناقشة صار من السهل السيطرة على مثل هذه المجتمعات.
ذوي القربى ( السادة) بدورهم استحسنوا هذه الفكرة لما فيها من منفعة مادية (هبات وعطايا وحقوق) ومعنوية مثل التفضيل والاحترام والوجاهة راحوا يضيفون عليها بما ينسجم مع مبدا العبودية فصاغوا العديد من الاحاديث والروايات والقصص التي تؤكد قربهم من الاله وان من يحترمهم ويقدمهم في كل شي تكون الجنة مضمونة له ، ولبساطة الناس ولايمانهم المطلق بالغيبيات صدقوا هذا الامر فصار الهاشمي مقدم على غيره وهذه الافضلية لم تنبع من ان الهاشمي اذكى وافهم واتقى من العامي بل لصلة قربه من النبي وطبعا لايد للهاشمي بصلة القربى هذه فهو جاء للدنيا ووجد نفسه من ذوي قربى النبي ولتقديم المصلحة الخاصة راحو يدافعون عنها بشكل مستميت ، عندها خرج لفظ سيد بمعناه الاصطلاحي للوجود (كل من ينتهي نسبه الى النبي )واخذ يتمدد فبعد ان كان يشمل عدد قليل من قرابة الرسول صار يشمل كل بني هاشم .
بقي سؤالان لابد من طرحهما الاول هو لماذا انتهى هذا الامر في العالم وبقي في الاسلام ؟. والجواب هنا واضح لان العالم حارب بكل ما اؤتي من قوة فكرة العبودية وثارت ثورات عديدة حتى تمكنوا من الغاء هذا الامر وسنو القوانين التي تمنع وتعاقب من يعمل بمثل هذا الامر ، والاسلام لم يحاربه بدليل اننا لم نجد ثورة واحد ضد الاسترقاق في الاسلام .
والسؤال الثاني هو لماذا ترسخ هذا المبدأ( افضلية السيد على غيرهم) في المذهب الشيعي اكثر من غيره؟. والجواب هنا هو لان الشيعة يعانون من ظلم واظهاد على مر التاريخ ادى ذلك لوجود عقدة نقص بسبب عدم قدرتهم على التحكم باي شخص ووجدوا في هذا اللقب مايسد لهم هذا النقص ويعوضهم حرمان التحكم بالاخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هم السادة ونحن عبيد
عبدالله الحلي ( 2018 / 2 / 19 - 20:52 )
يأتي الايراني الى العراق ويتخذ من المزارات والاضرحه مكانا لاقامته ويعمل خادما فيها او حمالا في المدينه ثم يدعي بانه سيد هاشمي وينشأ اولاده ويصبحون هم السادة واهل البلد . وهكذا اصبحنا مواطنين من الدرجه الثالثه بل غرباء في بلادنا وصاروا هم الاسياد ونحن العبيد


2 - نصب واحتيال
احمد الرميثي ( 2018 / 2 / 19 - 21:00 )
كيف تتغير القوميه .. ربما يستطيع شخص تغيير دينه أو اسمه أو محل اقامته أو قناعاته السياسيه او الفكريه لكن ان يغير قوميته هذا غير ممكن ... كيف لفارسي او أذري أو هندي ان يغير عرقه او عنصره او قوميته ويدعي انه عربي القوميه وهاشمي ويضع على رأسه عمه سوداء ويصير سيدا على عرب حواضر وعشائر العراق ... هوية الاحوال الدنيه لخميني تشير انه فارسي في حقل القوميه وكذا خامنئي أذري وغيرهم كيف يتحولون الى عرب وبني هاشم

اخر الافلام

.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو