الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصاصات سيلوسية 7 : من مشاكل البحث في الكتب المقدسة

سيلوس العراقي

2018 / 2 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


في الحقيقة إن الكتابة في الأديان ليس من الأمور الهينة أو البسيطة إن كان المطلوب البحث والكتابة بطريقة علمية موضوعية نزيهة ورصينة
ليس فقط في المواقع الالكترونية، ومنها الكثيرة في اللغة العربية التي تنشر فيها الكثير من الكتابات والمقالات في الأديان والاستشهاد بمقولات وبآيات من الكتب المقدسة يعتقد كتابها ومؤلفيها أنهم قد استشهدوا بالآيات بشكل علمي مضبوط ودقيق
بل أيضًا في المعاهد والجامعات الكبرى العربية ذات الاهتمام، وحتى الأوربية منها التي تعتقد بأن كتاباتها وأطروحاتها علمية والتي من المفترض أن تعتمد الأسس الأكاديمية العلمية في البحث والطروحات والدراسات على مصادر ومراجع أساسية ورئيسية بلغاتها الأم

سأتطرق الى معضلة أو اشكالية حقيقية في هذا المجال بمايخصّ الكتابة في حقل البحث أو الحوار أو النقد الديني في الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية

أغلب الكتاب والباحثين إن كانوا مسلمين أو مسيحين (وربما حتى من بعض اليهود) يقعون في زلة كبرى حين يستشهدون بآيات من كتاب العهد القديم لمناقشة أو مطارحة فكرة أو رأي معين يخصّ اليهودية من دون الأخذ بالاعتبار بأن كتاب العهد القديم هو كتاب يعتمده المسيحيون وليس اليهود

وهنا سيثار سؤال أليس العهد القديم هو الكتاب المشترك بين المسيحيين واليهود ؟
والاجابة هنا هي نعم ولا

نعم لأنه يحوي الى حدٍ كبير على كتب خاصة باليهود

ولا ، لأن ترجمة العهد القديم غير قانونية من وجهة نظر اليهودية واليهود لا يعتدون بها. لأن كتاب العهد القديم المعتمد من قبل الكتاب والباحثين المسيحيين أو المسلمين هو الترجمة السبعينية للكتب اليهودية العبرية وهذه الترجمة تعتبر غير قانونية من جانب اليهودية التي لديها كتب التنخ اليهودية الرسمية العبرية

الترجمة السبعينية التي تمت ترجمتها في الاسكندرية في القرن الثاث قبل الميلاد لم يتم اعتمادها والموافقة عليها من قبل المؤسسات الدينية الرابينية الرسمية الخاصة في اليهودية منذ حينها ولغاية الآن

الترجمة السبعينية إن صحّ التعبير تعتبر تمامًا من قبل الجانب اليهودي ترجمة غير أمينة ومزاد عليها كتب تعتبر غير قانونية أو أبوكريفا في اليهودية
تمامًا مثلما هناك أناجيل وكتب تعتبر في المسيحية أبوكريفا غير قانونية (أو منحولة مثلما يحلو للمسلمين أو غيرهم تسميتها خطأً) لا يضمّنها المسيحيون في الكتب القانونية للعهد الجديد

في بعض المعاهد والمراكز البحثية الكتابية الأوربية وليس في جميعها يتم اعتماد كتب التنخ اليهودية العبرية المترجمة ترجمة بينسطرية للغات اوربية يتم اعتمادها كمرجع حين البحث والدراسة
في الكتب العربية المترجمة والمطبوعة في اللغة العربية لكتب اليهود لا زال الاعتماد على ترجمة العهد القديم الى اللغة العربية من السبعينية أو من الفولغاتا اللاتينية وهما ليسا بالكتب المعتمدة قانونيًا من قبل اليهود

مجرد أن تقرأ على غلاف الكتاب المقدس اسم "العهد القديم" على الدارس والباحث أو القاريء أن يحتاط علمًا بأنه يعتمد على الكتاب المسيحي ولا يمكنه استخدامه إلى حدٍ كبير وكأنه كتاب رسمي وقانوني للبحث في اليهودية بشكل علمي رصين

ان الأمر بالتأكيد سيشكل عقبة لمن يرغب في الكتابة والبحث بكلّ تأكيد
لا أحب الاطالة في الموضوع
لكن من الضروري معرفة الفرق بين ما هو قانوني بالنسبة للمسيحيين عن ذاك الذي يعتبر قانونيًا بالنسبة لليهودية بشكل مبسّط وسهل لمن يحب المعرفة، وينطبق هذا في اشكالية الاعتماد على كتب العهد الجديد العربية لأنها كتبت أصلا باللغة اليونانية
الكتاب المقدس العبري (التنخ) المعتمد يحوي على 24 كتابًا أو سفرًا
وهي التالية باسميها في التنخ العبري اليهودي وفي العهد القديم المعتمد مسيحيًا

القائمة التالية بحسب الترجمة العلمية المعتمدة رسميًا وأكاديميا لسنة 1977 م
وتسمى بطبعة شتوتغارت

ت ـ توراه : كتب خمسة

بريشيت ـ يسمى في المسيحية التكوين
شموت ـ يسمى الخروج
فيقرا ـ اللاويين
بمدبار ـ العدد
دبريم ـ التثنية

ن ـ نفييم : الانبياء

يهوشوع ـ يوشع أو يشوع
شفطيم ـ القضاة
شموئيل ـ صموئيل 1 و2
ملخيم ـ الملوك 1 و2
يشعيا ـ اشعيا
يرميا ـ ارميا
يحزقيل ـ حزقييل

هوشع ـ هوشع
يوئيل ـ يوئيل
عاموس ـ عاموس
عوبديا ـ عوبديا
يونا ـ يونان
ميخا ـ ميخا
ناحوم ـ ناحوم
حبقوق ـ حبقوق
صفنيا ـ صفنيا
حجاي ـ حجاي
زخريا ـ زكريا
ملاخي ـ ملاخي

خ ـ ختوبيم : الكتب

تهلليم ـ المزامير
ايوب ـ ايوب
مشالي ـ الامثال
روت ـ روث
شير ها شيريم ـ نشيد الانشاد
قهالوت ـ الجامعة
ايخا ـ المراثي
استر ـ استير
دنيئيل ـ دانييل

عزرا ـ عزرا
نحميا ـ نحميا

دبري ها يميم ـ الاخبار1 و2

الكتب أعلاه بتسمياتها يكون عددها 36 وليس 24
نعم لأنه في التقسيم القانوني لكتب الـ (ت ن خ) : كلّ كتب الأنبياء الصغار الـ 12 تحسب مخطوطة (سفرًا) أو لفافة واحدة قبل اختراع الطباعة، ويتم ضمّ كتابي نحميا وعزرا في كتابٍ واحد أيضًا فيصبح العدد الكلّي لأسفار (لفافات) التنخ 24 سفرًا

والمسيحية (أو الكنائس المسيحية) تقسّم كلّ من كتب صموئيل والأخبار والملوك الى كتابين لكلّ منهم
وتضيف كتبًا غير قانونية في اليهودية (تعتبر ابوكريفا) الى العهد القديم في السبعينية وهي: طوبيا، يهوديت، استير اليوناني، الحكمة ، يشوع بن سيراخ، باروك، رسالة ارميا، دانيال يوناني، المكابيين الأول والمكابيين الثاني
وللأمانة العلمية، تجدر الاشارة الى أنه بالرغم من عدم دخولها (الابوكريفا) في الأسفار القانونية اليهودية، لكن يتم احترامها باعتبارها من التراث اليهودي لكن لا تتم قراءاتهم في داخل السيناغوغات

وبهذه المناسبة أفتح نافذة صغيرة
ولو أنّ هذا ليس بموضوع قصاصتنا فأن بعض المفكرّين والباحثين اليهود يعتبرون كتب العهد الجديد كتبًا من كتب التراث اليهودي لأن كتّابها ومؤلفيها يهود وكلّ محتواها يتناول أمورًا وشؤون يهودية، أغلق النافذة

فكتب العهد القديم، (العهد القديم هو تسمية مسيحية مرفوضة من قبل اليهود) فيزيد عدد الكتب فيها ليصل الى 49 سفرًا أو أقل، إعتمادًا على الجهة الكنسيّة صاحبة الترجمة إن كانت كاثوليكية أوأرثوذوكسية أو بروتستانتية أو انجيلية أو سبتية أو غيرها

والى قصاصة سيلوسية أخرى
تحية وسلام
غلقت باب التعليقات لعدم التزام بعض المعلقين بآداب محاورة نص المقال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي