الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنبر الجوال والواعظ الكامن فينا ,

عائشة التاج

2018 / 2 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المنبر والواعظ الكامن فينا .

داخل كل واحد منا مفتي ينزوي في ركن ما من دماغه ، وسرعان ما ينط من مكانه كلما قرر صاحبه أن يلعب دور الواعظ الذي يقدم العظات والنصائح فيما يعرف وحتى ما لا يعرف .
لأن الأمر يمنح صاحبه تفوقا على محدثيه وأيضا أجرا يحتسب له يوم القيامة , سواء فكر في ذلك بشكل واعي ومقصود أو تصرف بشكل لا إرادي كما برمجته تربيته الأولية وفق قيم جماعة تبتلع الفرد جملة وتفصيلا .
ويغدو الأمر كاريكاتوريا عندما يتدافع أصحاب هذا البروفايل داخل مجلس ما لتصدر المنبر ضدا على حيثياته وشروطه , حيث يتنافس المتعالمون الذين يحتكرون العلم بكل شيء ,
والغريب جدا ، عندما يصدر هذا الدور عمن يعطي لنفسه دور المشاكس أوالمجدد أوالمتميز أوالمتمرد وهو في العمق لايستطيع احترام حرية الآخرين في اختياراتهم المعيشية
وبالضبط لا يستطيع احترام حدوده في علاقته بالآخر أو الآخرين كي يبقى شرط الاحترام للخصوصيات حاضرا وكي تبقى العلاقة سليمة خارج أية تجاوزات تمس بها ,,,,,
والأغرب جدا أن يعتلي المنبر شخص يبدأ في أعطاء العظات والنصائح والتوجيهات غير المطلوبة منه باي شكل من الاشكال وبنبرة يقينية إطلاقية اقتحامية فضة لمن هم أكبر منه سنا وأكثر منه علما وخبرة فقط لأن هؤلاء تنازلوا و اقتسموا مع أمثاله أمورا قد لا يكون أهلا لها ,,,,,
فعلا ، نحتاج تكوينات مهمة في ضبط العلاقات التفاعلية بين الناس لتفادي حوادث السير ,
فالناس مثل السيارات لابد من احترام مسافة ما كي لا يحدث الاحتكاك المؤدي للجرح أو الخدش ,,او حتى للاصطدام القوي ,
يكفي أن الفقهاء والمفتين ووسطاء الدين وتجارهم نصبوا أنفسهم سماسرة لله وحراسا للمعبد فجثموا على أنفاس العباد بمحرماتهم ويقينياتهم الأركيولوجية قرونا وقرونا فلجموا العقول والنفوس ,,,,,وخلقوا منا شعوبا مشوهة
معتقلة من طرف الموتى ,,,,,
ونحن في القرن الواحد والعشرين ، نقتات مماسمح لنا به من ثقافة حداثية أو تحديثية لنتفاهم مع باقي البشر ,,,,,
لابد من توسيع مساحة مسؤولية الفرد في تسيير شؤونه كما يريد وفق قناعاته وإمكانياته ومزاجه مادام لا يضر أيا كان ,,,,,
إن استبداد الحقل الديني بباقي المجالات جعل علاقاتنا مشوهة فعلا ، حيث أن كل شخص يكاد ينصب نفسه وصيا على ما تبقى باسم المشترك ,,,,,,حتى وإن كان خارج سياق المشترك ,,,,,
ومن عجائبنا أن أبسط العلاقات الاجتماعية ينط من خلالها واعظ أو واعظة يفتي في ما يعرف ومالايعرف ، يفرض رأيه وحتى ذوقه على آخرين في مجال ليس بمجاله ا من باب الفضول التسلطي ليس إلا ,,,
ويبدو لي أن هذا الإفراط في التدخل الفضولي هو من تداعيات التنشئة الدينية التي تتدخل حتى في بيوت النوم فكيف لا يزكم كل فرد على محيطه فضولا أو تجسسا مجانيا ؟؟؟
فلنتحكم في جموحنا الفضولي لعلنا نفلح في علاقاتنا الاجتماعية والمهنية ونترك لللأفراد مساحتهم المشروعة في إثبات ذواتهم واختياراتهم في كل مجالات الحياة لعلهم يبدعون إنتاجا وفرحا ,










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن