الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابات: القصة من أبوابها...!

ادريس الواغيش

2018 / 2 / 22
الادب والفن


بعيدا عن القراءات المتنوعة التي كانت متداولة بيننا في الشعر والفكر والرواية، لم تكن لي معرفة بالقصة ولا رغبة في كتابتها، لأنها لم تكن معروفة في عالمنا كجنس أدبي "مستقل" ونحن طلبة في التعليم الجامعي، فما بالك بالتعليم الثانوي او الإعدادي، وإن كنت اقرؤها من حين لآخر في بعض المجلات المشرقية او التي كانت تأتينا مغتربة من باريس ولندن معربة في بعض مجلات المهجر، واذكر هنا مجلتي:"الوطن العربي" او" العربية" التي ستتحول فيما بعد إلى قناة إخبارية!
لذلك كنت أكتفي كباقي زملائي وزميلاتي بكتابة الشعر بالشكل العمودي المتعارف عليه في السبعينيات من القرن الفائت، او الرسائل الطويلة والخواطر والتفنن فيها، حتى ان بعض الأصدقاء المقربين كانوا يصرون علي كي اطيل فيها، لأنهم يجدون متعة في قراءتها، فكانت هذه الأعمال تصل إلى حود "ورقة مزدوجة"، ثم بدات أضيف إليها بعض الملاحق عنوة مثل ورقة بيضاء اخرى كنت انزعها من دفاتر الدروس والملخصات، واحيانا اضيف إليها بعض الصور الملونة من مجلات فرنسية، حتى بدأ موظف البريد ينبهني إلى أن رسائلي قد لا تصل إلى المرسل إليهم، إلى أن وصلتني قصة"الغراب" للقاص المتميز السي أحمد بوزفور بطريقة او بأخرى، فوجدت في هذه القصة ما لم اجده في غيرها، كنت أقراها وكانني كاتبها الحقيقي، لأنه في واقع الحال لم يكن يفصل بيني وبين بطلها وسارد احداثها إلا مرتفع صخري لا يتجاوز الالف متر واحداث أخر متشابهات، أحسست ان القصة تحكي فعلا لا قولا عن شيء يشبهني وعن طفولتي وقريتي-أيلة-:"الماعز، طريقة تهييء الشاي في"الغلاية"، الغابة، بيت الضيوف الطيني، "كريش" الغابة، حنان الام والأب القرويين، الطريق الماطر إلى "المسيد"ثم إلى المدرسة بعد ذلك، واقنعت نفسي أخيرا انه يمكنني كتابة شبه ما قرأت، من هنا بدات الحكاية!.
ستتوجه بوصلتي إلى القصة بدءا من منتصف التسعينيات، ولم نكن نبالي بحجمها يومئذ، إن كانت طويلة او قصيرة او قصيرة جدا، كنا نكتب والسلام. وحدث ان كتبت مقالا اجتماعيا في جريدة"الاتحاد الاشتراكي" تحت عنوان مثير نال إعجاب الكثيرين، فحدث ان نبهني احد الأساتذة الجامعيين إلى أن ما كتبته هو اقرب كثيرا إلى الادب والقصة تحديدا منه إلى المقال، وعلي استغلال هذا الميول أدبيا أكثر منه في المجال الصحافي.
الصدفة الثانية ستكون ايضا مع العم احمد بوزفور في إحدى المكتبات الشهيرة بمكناس، فحدث ان تلاقت عيني مرة اخرى مع نفس القاص ومجموعته:" النظر في الوجه العزيز"، اقتنيتها بعشرة دراهم(10) من يناير عام 1984، وقراتها بشغف وحب كبيرين، إذ اختليت بها وحدي لساعة ونيف في أحدى المقاهي بعيدا عن ضوضاء الناس، ولم ارفع عيني عن صفحاتها إلا وقد أنتهيت من قراءتها.
أثارت فضولي اكبر للتعرف على هذا الجنس الجديد"القصة"، نحن الذين شبعنا من قراءة الشعر والرواية، وهي كلها لمشارقة،لو استثنينا روايات عبد الكريم غلاب وأشعار علال الفاسي ومحمد الحلوي، ووجدت انه يمكنني ان اركب خوض مخاطر هذه التجربة، وراقني جدا ان أقرأ له فيها على الخصوص قصة:"الرجل الذي وجد البرتقالة".
المجموعة القصصية:" النظر في الوجه العزيز" صدرت أواخر سنة 1983 واقتنقيتها في بداية سنة 1984من مكناس وانا طالب في السنة اولى"اجتماعيات"بكلية الآداب"ظهر المهراز"جامعة سيدي محمد بن عبد الله، ليبدا مشوار آخر جديد في السنة الموالية مباشرة.
شكرا للعم احمد بوزفور الذي انقذني من شرنقة الصحافة، واتجهت إلى القصة، لأعود مرة اخرى من حيث بدات ساردا وشاعرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-