الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسماء اطلقت على العرب المسلمين

وليد يوسف عطو

2018 / 2 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لقد حل الرعب بين البيزنطيين تجاه المسلمين العرب (السراسنة,نسبة الى سارة )مع انطلاق الفتوحات ,بحسب ادوارد غيبو ,بعدما تغيرت طبيعة الهجمات العربية لتصل الى مناطق خارج نطاق الغزوات البدوية التقليدية .

ظلت هاجر تطارد العرب في اسمهم ونسبهم .يقول فرانسوا نو ان عرب سوريا كانوا يسمون جميع العرب ( هاجريين ), اي اولئك المنحدرين من هاجر . اما بعد الهجرة النبوية , فلم تعد كلمة ( مهاجر )تعني بالنسبة الى المسيحيين السوريين ذلك الذي هاجر من مكة مع الرسول , بل ايضا كل من يمت بصلة نسب الى هاجر .مع العلم ان المسيحيين السوريين هم من استخدم كلمة ( طيايي ), اي طائي عند الحديث عن العرب المسلمين من خلال نسبة الكل الى الجزء وهي قبيلة طي والتي كانت بعض بطونها قد تنصرت .

اما القادة المسلمون في المناطق المفتوحة اطلقوا على انفسهم كلمة ( المهاجرين), وهي كلمة ترجمها البيزنطيون الى ( ماغاريتس ), واشتقوا منها عددا من الصفات التبخيسية .لم يرداسم هاجر ولا مرة في القران بحسب الباحث حسام عيتاني في كتابه (الفتوحات العربية في روايات المغلوبين ).الا ان هاجر جذبت اهتمام المشتغلين في علم الانساب العربية .

اما اسماعيل فقد زادت اهميته مع وضع قصص الانبياء المتاخرين حيث تم جعله جد عرب الشمال , او العرب المستعربة مع عدنان .المهم في موضوع هاجر واسماعيل هو موقف مسيحيو المشرق ويهوده وما يعلمونه عن هاتين الشخصيتين من خلال نصوص التوراة .

وكان لتسمية ( الطائيين )وما تفرع منها مثل ( تازيغ )و ( تازي )و ( طاجيك) مسار طريف يعكس التشعب الذي سارت فيه الفتوحات . فقبيلة طي التي انتشرت في منطقة شمر شمال شرق الجزيرة العربية كانت على صلة بالاشوريين المقيمين هناك , والذين كانوا يسمونها بلغتهم ( طيايا ).

ويبدو ان الفرس هم من عمم تسمية الطائيين على العرب بعدما اقامت طي علاقات ولاء مع العرب اللخميين الذين كانوا يتولون حماية الحدود الغربية للامبراطورية الساسانية . ومع تقدم الفتوحات العربية الاسلامية الى اسيا الوسطى وبداية الصدام مع الامارات التركية هناك ,استخدمت شعوب تلك المنطقة , الخاضعة لتاثيرات الثقافة الفارسية تسمية ( الطائيين )لوصف العرب المسلمين وشملت بها جميع المسلمين بمن فيهم الموالي من الفرس الايرانيين .

وبالنسبة الى الشعوب التركية البدوية بات ( الطائيون )المتمركزون في الحواضر , والاكثر استقرارا , هم جميع الفلاحين وسكان البلدات والمدن في وسط اسيا ومنطقة ماوراء نهر جيحون (اموداريا )وتحول الاسم الى ( تازيغ )التي باتت تعني الشعوب الفارسية الايرانية الواقعة تحت حكم الامارات التركية.من هنالك انتقل الاسم الى الصين فسمي العرب ( تا- شي )والى التبت حيث سمي العرب ( تا – زيغ ), بحسب موسوعة الاسلام .مع تطور اللغة الفارسية الجديدة وتبلورها مستقلة او شبه مستقلة عن اللغة الوسطى التي كانت عند الساسانيين , صار ايرانيوا ماوراء النهر يشكلون مايشبه قومية منفصلة احتفظت بالتسمية التي اطلقها جيرانهاعليها, وهي الطاجيك ,نسبة الى الطائيين .لكن بعض المستشرقين يعترضون ويقولون ان للكلمة اصلا فارسيا يختلف عن الاصل العربي .

وفي روسيا كان يعتقد ان اصل كلمة ( تازيغ )التي كانت متداولة بين التتار المسلمين هو كلمة ( تاجر ).وتنقل المصادر الروسية عن امير شارك في الفتوحات الروسية لمدينة قازان التتارية في القرن السادس عشر قوله ان من بين المدافعين عنها ( مجموعة من التازيغ )ويفسر الكلمة بانهم ( تجار ).ان تداول كلمة طائي في الكتابات السريانية والاشورية وصولا الى الصينية جعلها تعود الى العربية .ينقل الطبري في رواية لاصل البرامكة عن امراة فارسية سباها العرب توجهها بالحديث الى العربي الذي اسرها عبدالله بن مسلم بقولها ( ياتازي ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ وليد
nasha ( 2018 / 2 / 22 - 22:46 )
كل هذه الاسماء ولا ذكر لكلمة مسلمين او محمديين لماذا؟
سؤال كبير سيُكشف جوابه في قادم السنين .
التناقض مقلق ويزعج العقل البشري ولا بد للعقل ان يزيل هذا التناقض .
الحرية الفكرية والتكنولوجيا المدهشة كفيلة بكشف المستور وازالة التناقض.
تحياتي


2 - الاخ والاستاذ ناشا المحترم
وليد يوسف عطو ( 2018 / 2 / 23 - 01:10 )
نعم اعجبني قولكم (الحرية الفكرية والتكنولوجيا المدهشة كفيلان بكشف المستور )..

من الواضح انم كلمة مسلم ومحمد ظهرت بصورة متاخرة جدا

مقالي غير مخصص لبحث هذا الامر والباحث حامد عبدالصمد في برنامجه صندوق الاسلام يقوم بشرح هذه الامور

سبق ان استعرضت كتاب ميخائيل الكبير والاسماء التي اطلقت على العرب المسلمين

ختاما لكم وافر الودوالتقدير


3 - الهجره من الشرق الى فلسطين وسوريه
ال طلال صمد ( 2018 / 2 / 24 - 13:21 )
الاخ العزيز- تحيه عراقيه عطره
عند دراسه تاريخ الامبراطوريه الفارسيه وخاصه بعد توقيع معاهده الصلح المذل بين هيركولوس وبين قاءد فارس الكاثوليكي شهرواراز في اورفا في تركيه الحاليه في العام 629 ميلادي وتقرر اعاده مستعمرات بيزنطه الشرقيه ومنها فلسطين الى السياده البيزنطيه بدءات عوده المهجرين وبخاصه اهل القدس - 35000-من الاهواز الى القدس
وتبعها استمرار عوده المهجرين مع استلام السلطه في فارس - ماويا - الملك الفارسي الميسيحي -
ان ما ذكرته من تسميات حول هؤلاء الناس صحيحيه
ولكنها لا صله لها مطلقا بثحاري الربع الخالي وبدوها - عربا واعرابا-
من الضروري اهمال الروايه العباسيه - الاسلام - والتي كتبت في فارس وفي القرن التاسع الميلادي - والتي انكرت واهملت تاريخ المسيحيه الشرقيه تماما
اشكرك واسلم لاخيك - صمد ال طلال


4 - الاستاذال طلال صمد المحترم
وليد يوسف عطو ( 2018 / 3 / 7 - 11:01 )
شكرا للمعلومات الجديدة التي زودتني بها .

قد نتفق او نحتلف مع هذه القراءة لكنها تبقى مبحث جديد على المكتبة العربية

ختاما تقبلوا وافر الود والتقدير


5 - الصديق جيفارا ماركس من الفيسبوك
وليد يوسف عطو ( 2018 / 3 / 7 - 11:02 )
شكرا على حضورك المستمر


6 - الزميل والصديق مراد الو المحترم
وليد يوسف عطو ( 2018 / 3 / 7 - 11:03 )
يسعدني تواصلكم معنا واعجابكم بقلمي

تقبل وافر الود والتقدير

اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة