الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- تأهيل - الخطاب التحريفي

فؤاد النمري

2018 / 2 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


"تأهيل" الخطاب التحريفي

يستوجبني الموضوع بداية أن أشجب بشدة مصادرة هيئة تحرير "الحوار المتمدن" لحق القراء في التعليق على المقالات المنشورة بحجة أن كاتب المقال هو من يطلب منع التعليق . بعد أن يُنشر المقال للعامة يصبح ملكية عامة لا سلطان لأحد عليه، لا للكاتب ولا للناشر . جميع الكتاب الذين يمنعون التعليق لا يكتبون إلا الهذر وهم يعلمون ذلك ولذلك يشترطون المنع والناشر يشاركهم في توكيد الهذر .
عبد الحسين شعبان كتب أمس بمناسبة إنقضاء مائتي عام على ولادة كارل ماركس , ومن باب التكريم لماركس نقل تمثاله للمتحف ليستريح هناك من كافة المهام التي تأبطها لقرنين طويلين ويبعد عنه شر المفترين علية وما زالوا يبحثون عن قضاياهم تحت أبط ماركس مثل حضرتي وأنا الماركسي البدوي العشائري . عبد الحسين شعبان يرفع عقيرته صائحاً يا أيها المفترون .. " ماركس ليس برموثيوس هذا العصر .. أن الزمن تجاوز الكثير من أحكامه واستنتاجاته .. إذا كان منهجه الجدلي صحيحاً، فليس جميع مقولاته صحيحة، وحتى لو كان بعضها صحيحاً، فإنها ليست صحيحة لعهدنا، خصوصاً في ظل الثورة العلمية- التقنية، أو أنها كانت صحيحة لذلك العهد، فإنها لا تصلح لعهدنا – وهكذا لم يبق عبد الحسين شيئاً صالحاً من ماركس !!

خطاب المحرفين هو نفس الخطاتب الذي يخطبه عبد الحسين شعيان حيث يبدؤون بالإدعاء أن بعض أقوال ماركس فاتها الزمن، وزاد عليهم السيد شعبان فادعى أن كل أقوال ماركس لم تعد صحيحة ؛ ويحاجج أن أحداً من العرب ومن العراقيين بشكل خاص لم يقرأ ماركس كما هو، ناسياً أو متناسيا أنه هو نفسه عراقي عربي ولي أن أدعي هنا وأنا الماركسي العشائري البدوي بأن العربي العراقي السيد شعبان لم يقرأ ماركس كما هو، ودلالتي القاطعة على ذلك هو أن السيد عبد الحسين شعبان يعتبر أزمة الرهن العقاري لعام 2008 في الولايات المتحدة هي أزمة النظام الرأسمالي مع أنها العكس تماماً، بل أن الولايات المتحدة لم تعد دولة رأسمالية منذ سبعينيات القرن الماضي كيما تكون أزمة الرهن العقاري في العام 2008 أزمة رأسمالية .

أنا أكتب هنا لأحذر القراء العرب، العراقيين وغير العراقيين، من قراءة عبد الحسين شعبان لأنه وبكل بساطة لا يحسن قراءة التاريخ إذ يقول فيما يقول .. "لاشكّ أن الذي مات هو النموذج أو الموديل السوفييتي، وقد أثبت فشله وعدم صلاحه وبالتالي انهياره "
في مؤتمر يالطا في فبراير شباط 1945 بدأ الحديث ونستون تشيرتشل، وهو من كان بصلي للرب حالما يفبق كل صباح كي يحفظ ستالين من كل مكروه لأنه الوحيد القادر على حفظ السلام في العالم، بدأ يقول .. الشعب في بريطانيا أخذ يميل إلى اليسار إعجاباً بكم ولذلك لن يعيدوا انتخابي رئيساً للوزراء " وعقب روزفلت بالتساؤل .. ألا يعجبكم هذا يا رفيق ستالين !؟ .. بل إن روزفلت نفسه مال إلى اليسار فكتب في ذكرته اليوية قبل أن يموت .. "سيبني ستالين وليس تشيرتشل عالماً يسوده السلام والديموقراطية" .
فيما بعد يالطا حبن كان النظام الإشتراكي يدهش العالم بإنجازاته احتل الاتحاد السوفياتي برلين وسحق هتلر غول الغرب الرأسمالي ورفع راية المنجل والشاكوش فوق رايخ هتلر الثالث . وانجز إعادة الإعمار في فترة قباسية كانت محل إعجاب غورباتشوف الشديد كما كتب في البريسترويكا وشرع في تنفيذ الخطة الخماسية الخامسة 1951-55 وكانت أضخم مشروع تنموي في تاريخ العالم والتي بسببها تم اغتيال ستالين في 28 فبراير شباط 1953 وكان الإتقلاب على الإشتراكية بقيادة العسكر ورجلهم في الحزب نيكيتا خروشتشوف . حقائق التاريخ تقول العكس تماماً مما يقوله عبد الحسين شعبان، تقول أن النجاحات الباهرة للإشتراكية السوفياتية هي ما استحضر إليها الإنقلاب . ولذلك قلنا أن شعبان لا يحسن قراءة التاريخ وحذرنا من قراءته .

في خطابه يفتتح الإجتماع التأسيسي للأممية الشيوعية (الكومنتيرن) في 6 مارس آذار 1919 أكد لينين نجاح الثورة الإشتراكية على الصعيد العالمي . الإنقلاب على الإشتراكية السوفياتية لم يبطل تأكيد لينين بل إن قيام الاتحاد السوفياتي بتحرير شعوب العالم من غول النازية ثم من عبودية الإمبريالية إنما هو تأكيد على تأكيد لينين .

وأخيراً أعيد التأكيد على أن عبد الحسين لم بقرأ ماركس كما هو وقد عزا تقادم الماركسية إلى الثورة التقنية الحديثة بينما كان ماركس قد تحدث في كتابه (رأس المال) عن التقدم التقني كعامل رئيسي في انهيار النظام الرأسمالي .

إكتشاف ماركس للقانون العام لحركة الطبيعة مكنه من قراءة التاريخ قراءة علمية بحيث يمكننا القول أن الماركسية إنما هي قراءة التاريخ قراءة علمية ولا يمكن وصف من يسيء قراءة التاريخ بأنه ماركسي . عبد الحسين لا يقرأ التاريخ في حقيقته وإلا لعرف لماذا دولار 2012 لا يساوي أكثر من سنتين من دولار 1970 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صديقي النمري، صباح الخير
محمد البدري ( 2018 / 2 / 23 - 06:48 )
وهل صحيح ان التقدم التقني اصبح عامل رئيسي في انهيار النظام الرأسمالي حسب ما في الفقرة قبل الاخيرة؟ خاصة لو اضفنا ان التقدم التقني من السبعينات الي الان يفوق ما قدمه العلم من تكنولوجيا علي مدي قرن تقريبا قبل السبعينات؟ بل وانتشر بسرعة انتاجا واستهلاكا في جغرافيا كثيرة ولم يرافقها ظهور بروليتاريا بذات الشروط التي دفعت البلاشفة للثورة علي الارض الروسية اللهم الا عاطلين ودول هامشية غير منضبطة اجتماعيا ولا مؤهلة سياسيا. تحياتي


2 - التطور التقني
فؤاد النمري ( 2018 / 2 / 23 - 09:29 )
صديقي العزيز محمد
صباح الورد والياسمين

في العام 1995 زارني رفيق بارز ترافقنا لسنوات طويلة في سجن الجفر الصحراوي
زارني ليسأل نفس السؤال الذي تسأله الآن بعد أن قرأ كتابي -أزمة الاشتراكية وانهيار الرأسمالية- متسائلاً .. هل ما زلت مؤمناً بأن المستقبل للإشتراكية ومصانع تويوتا كانت توظف 40 ألف عامل واليوم تكتفي بتوظيف 4 آلاف فقط وتنتج نفس الإنتاج بفضل التقنيات الحديثة !!؟
فأجبته في الحال .. ها أنت تأتي بالبرهان الذي ما بعده برهان يؤكد انهيار النظام الرأسمالي ففضل القيمة الذي كان بحققه 40 ألف عامل هو عشرة أضعاف ما يحقق 4 آلاف وهو ما لا يشجع على توظيف الأموال في الإنتاج الرأسمالي وحين يفقد النظام الرأسالي خاصية التمدد أو التوسع فذلك يتسبب بمقتله

الخطأ الفادح في هذا السياق هو أن العامة بعتقدون أن سعر السلعة في السوق يتحدد حسب قيمتها الاستعمالية بينما هو في الحقيقة قيمة الشغل البشري الذي تختزنه السلعة

للصديق محمد كل محبتي وتقديري


3 - في مسألة التوسع والتمدد
محمد البدري ( 2018 / 2 / 24 - 12:35 )
أول الاسئلة: اين ذهبت العمالة التي تم توفيرها بفضل التكنولوجيا، ما يقرب من 36 الف عامل في حالة تويوتا فقط.
عندما تكون معدلات البطالة حول 4 % فهناك اتفاق في التقييم الراسمالي كمؤشر علي عدم وجود بطالة. في بداية هذا العقد كانت نسبة البطالة في اليابان 5.5%. أما كوبا فهي 1.8%. بافتراض ان مواصفات ساعة العمل متطابقة، وهو ليس كذلك باي حال والا لكان لكان لكوبا شأن آخر. أنا شخصيا علي دراية كاعمق ما تكون علي مواصفات ساعة العمل في دول هي الان باعتراف رؤسائها شبه دول وهوا ما لا اوافق عليه فقوله هذا ليس الا لرفع الروح المعنوية لا اكثر.

تحياتي ومودتي واحترامي للصديق الاستاذ النمري


4 - التساؤل الشرعي
فؤاد النمري ( 2018 / 2 / 24 - 16:09 )
فعلاً أين فائض العمل ؟؟؟
لو فائض العمل تمثل بقعود العمال في بيوتهم بلا عمل وبلا أجر لرأينا مجاعات تهلك البشر في البلدان المتقدمة تقنياً كاليابان والولايات المتحدة
ولما لم يكن هناك مجاعات فأين انصرف فائض العمل إذاً !؟
فائض العمل انصرف في إنتاج الخدمات ولذلك بتنا نرى أن دولار 2012 لا بساوي أكثر من 2.1 سنت من دولار 1967 قبل أن تغرق أميركا في حرب فيتنام ولا بد أن الين هبط بنفس المقدار
كل هذا الهبوط في قيمة الدولار إنما هو بسبب تورم حجم الخدمات السرطاني حيث وصل حجم الخدمات في أميركا إلى 80% من حجم الاقتصاد الوطني في الثمانينيات فالخدمات تستهلك النقود ولا تنتج سنتيماً

تحياتي الخاصة للباحث الصديق محمد البدري


5 - بتعبير آخر
محمد البدري ( 2018 / 2 / 25 - 01:18 )
ذهب فائض العمالة التي تسببت فيها التكنولوجيا الي الخدمات. ... فليكن. اي انهم عملوا باجور وانتجوا خدمات. لكنهم كبشر لازالوا يأكلون ويشربون ويسكنون ويلبسون وهذه كلها سلع سوقية لا تنتجها الخدمات بل المصانع الغذائية والكسائية وشركات المعمار والبناء والنقل ... الخ، وهذه كلها تحت هيمنة قوانين السوق الراسمالية بمعني ان فائض العمالة البشري بسبب التكنولوجيا لازال في سوق العمل ووجدت له قنوات تغطي احتياجاته رغم الاستغناء عنه في سوق لم يعد يستوعبهم الي سوق آخر قادر علي امتصاصهم.
كان هدفي من التعليق السابق ان اجد اين تقع قوي العمل في الخريطة الرأسمالية، خاصة بعد القول في تعليق سابق ان امريكا استزرعت الرأسمالية في الشرق الاقصي. فلتذهب امريكا الي الجحيم لكن تبقي القضية الماركسية بكل عناصرها حاضرة في جغرافيا أخري. من كتابك ازمة الاشتراكية وانهيار الرأسمالية كان سقوك الستالينية علي يد خروشوف يمثل ازمة. لكن المجال مفتوح في جغرافيا جديدة. واذا انهار الدولار في الغرب فهناك عملات صاعدة (هي عمل مصادر كفائض) في اماكن أخري. ما اقصده ان البخر من محيط ربما يمطر علي جبل آخر بعيد. مع ارق تحياتي ومودتي واحترامي


6 - لا رفيقاً لي مثل الباحث محمد البدري
فؤاد النمري ( 2018 / 2 / 25 - 07:05 )
الباحث الطباخ محمد البدري يتناول جميع العناصر والمواد التي استحضرها ويطبخها بمهارة الشف الحاذق ويقدم وجبة مثلى لي وله سواء بسواء

في الخمسينيات كان عدد العمال في الولايات المتحدة الرأسمالية أكثر من 60 مليونا في العام 1975 صدر إعلان رامبوييه ينعي النظام الرأسمالي
ما بين الستينيات والتسعينيات انتقل نصف الطبقة العاملة التي تبيض ذهبا كل يوم إلى طبقة البورجوازية الوضيعة التي تنتج الخدمات، تستهلك معظم الانتاج القومي ولا تبيض نقيرا
لهذا السبب بات على الولايات المتحدة في التسعينيات أن تستدين كل عام ترليون دولار وهي مدينة اليوم بأكثر من 20 ترليون دولار فائدتها السنوية أكثر من 500 مليار
في الأسبوع الماضي خطبت زعيمة الديموقراطيين في البرلمان لثمان ساعات متصلة تندب حظ الولايات المتحدة التي تستدين كل دقيقة مليون دولار

في رامبوييه أعلن الخمسة الأغنى كفالتهم للدولار المكشوف من كل غطاء لكن تلك الدول ليست على استعداد لأن تغطي عحز الولايات المتحدة في الانتاج، فتقدمت الصين تبعاً لمؤامرة نكسون - بنغ 72
عمال الصين بغطون استهلاك أميركا الفائض مقابل دولارات بقيمة 0.0058 غم ذهب للدولار
الصين تحفر قبرها

اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024