الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يتحمل المسئولية عن سياسات ترامب ؟؟؟؟

عوني المشني

2018 / 2 / 23
القضية الفلسطينية


احد الأصدقاء الأمريكيين قال لي ذات مرة وأثناء حكم الرئيس الامريكي بوش الابن " ان الولايات المتحدة تحتاج لجهد عشرون سنة في العالمين العربي والإسلامي لاصلاح ما افسده بوش " موضحا بالتفاصيل ان سياسة الحرب والقتل والترويع التي انتهجها بوش في أفغانستان والعراق أدت الى كراهية لامريكيا وحقد يتنامى مع استمرار هذه السياسة ، وان سياسة حكيمة متوازنة لعشرين عاما ربما لم تتمكن من إصلاح هذا الوضع ، ما أشبه الامس بالبارحة ، وكم من الوقت تحتاج امريكيا لاصلاح ما يفسده ترامب ؟؟!!!
ترامب الذي خَص المسلمين والعرب من عدم دخول امريكيا !!!
ترامب الذي اهان المسلمين في دينهم والعرب في عروبتهم والفلسطينيين في وطنيتهم بقراره الاحمق بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لاسرائيل والبدء بنقل السفارة الامريكية اليها !!!
ترامب الذي يغذي القتل في العراق ويغذي القتل في سوريا واليمن وليبيا!!!
ترامب الذي يريد ان ينهي حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة ضغوطاته لإنهاء وكالة الغوث !!!
ترامب الذي يشرعن الاحتلال والاستيطان ويعادي فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة !!!
ونستطيع ان نواصل ذكر مظاهر سياسته العدائية حتى لا يبقى مكان في المقالة لكلام اخر ، فهو قادر على خلق الأعداء بنفس مقدرته على جمع الأموال !!!!
يحضرني المفارقة بين منظر الأطفال الفلسطينيين كيف استقبلوا الرئيس الامريكي بيل كلنتون في بيت لحم بالاصطفاف على جنبات الطرق مع يافطات الترحيب ، وبين منظر طرد الوفود الامريكية من بيت لحم ورام الله ورشقهم بالبيض الفاسد ، ورغم ان كلنتون يمثل سياسة امريكية حليفة لاسرائيل الا انه لم يكن بهذه الوقاحة في تأييده لشرعنة الاحتلال والاستيطان . ورغم ان الصورتين للشعب ذاته الا انهما يمثلان البون الواسع في الأداء السياسي الامريكي بين ترامب وبوش من جهة وبين بيل كلنتون .
يصعب على الشعب الفلسطيني تقبل فكرة التعاطي مع الأمريكيين ، كل الأمريكيين كمعادين لامتنا لأنهم ليسوا كذلك لم يكونوا ولن يكونوا كذلك ، ويصعب علينا تقبل طرد الوفود خاصة ممن يمثلوا مؤسسات غير حكومية امريكية ويجب ان نعلي الصوت بان هذا ليس من ثقافتنا ولا اخلاقنا ، فالشعب الفلسطيني تقبل ويتقبل برحابة صدر الاسرائيليين ممن يناهضوا الاحتلال ويتفهمون الحقوق الفلسطينية ، ولكن ونحن نستهجن هذا المسلك فاننا نرفع الصوت عاليا بان الادارة الامريكية تتحمل المسئولية عن وصول العداء الى مستوى كهذا ، يجب على الادارة الامريكية ان تفهم ان امريكيا في السياسة ليس قدرا ، وحقوق الشعوب ليست للمساومة في بورصة التجارة الامريكية ، يستطيع شعبنا ان يسترد حقوقه بموافقة امريكية ولكنه يستطيع ايضا ان يستردها بدون موافقة امريكية ، وليس من المقبول ان تعمل الادارة الامريكية على شطب حقوقنا ليأتوا بعد ذلك إلينا ليعلمونا دروس في الديمقراطية وحقوق الانسان !!!!
ربما المواطن الامريكي ليس مذنبا في سياسة ادارته الحكومية ، لكن المواطن الامريكي يتحمل مسئولية اخلاقية وانسانية في رفع الصوت عاليا ضد سياسة بلاده هذه خاصة امام رئيس يحتقر المرأة والأفارقة والمسلمين !!!!! المواطن الامريكي يفترض ان يخجل من سياسة رئيسه هذا ويندد بها ويشكل قوة ضغط لتغييرها ولا يسمح بان تغذي أموال الضرائب التي يدفعها المواطن الامريكي ماكنة القتل والاضطهاد الاسرائيلية .
امريكيا التي وصلت الى حد من العزلة الدولية جعلها مع ثلاث او اربع دول في جهة وباقي العالم في جهة اخرى لا يستغرب ان يتنامى العداء اتجاهها ، فمصالح امريكيا في العالم اكبر من حجم اسرائيل ، واذا لم تسقط السماء على الارض بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل كما تقول نيك هيلي سفيرة امريكيا في الامم المتحدة فقد سقطت هيبة امريكيا كدولة عظمى في العالم اجمع وسقطت معها القيم التي تدعي انها تمثلها وسقط دورها السياسي في الشرق الأوسط .
ربما ليس بجديد كل ما تورده هنا ، لكن الجديد ان على الأمريكيين ان يكفوا عن توجه الاتهامات للشعوب جزافا بأنهم اما ارهابيين او لاساميين او متطرفين ، الكاتب الامريكي اريك عوفر يقول " اذا لم تستطع ان تحول عدوك المهزوم الى صديق فأنت لست منتصر " امريكيا في عهد ترامب حولت اعداءها وأصدقاءها المهزومين والمنتصرين على حد سواء الى أعداء " لأنهم يعارضون السياسات الامريكية والاسرائيلية ، والذي كسبته جراء هذه السياسة هي توسع دائرة العداء لامريكيا ، على الأمريكيين ان يرتدوا الى ذاتهم ويفتشوا في السياسة الامريكية والاسرائيلية ، هناك سيكتشوا حقيقة الاسباب التي تؤجج التطرّف وتزيد الكراهية وتبعث على التطرّف ، نعم على الأمريكيين والاسرائيليين ان يبحثوا في سياساتهم اولا فهناك ، وهناك على وجه التحديد يتم علاج التطرّف والكراهية والارهاب .
ان قادم الايام ستكشف عقم السياسة الامريكية في المنطقة ، سياسة اقل ما يقال انها تضحي بمصالح امريكيا ذاتها على مذبح دعم السياسات العنصرية الاسرائيلية ، وكما يقول برنارد شو " النجاح ليس عدم فعل الأخطاء ولكنه عدم تكرار الأخطاء " وترامب لا يفعل سوى تكرار سياسة بوش الابن وبشكل اكثر بشاعة ، وهذا سيقود الى كل الطرق الا النجاح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق