الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاتلات اسلاموية في تونس.

فريد العليبي

2018 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بغض النظر عن الجانب الحقوقي وما يتصل به من شرعية ترشح مواطن تونسي مهما كان دينه ‏وجنسه ‏ولونه ومذهبه في هذه القائمة الانتخابية أو تلك وحق أى حزب سياسي في اختيار من يشاء على ‏رأس تلك ‏القائمات فإن الجانب السياسي هو الذي يتوجب بحثه لفهم خطوة حركة النهضة بتعيين مواطن ‏تونسي من ‏الديانة اليهودية ضمن قائمتها للانتخابات البلدية المقرر إجراؤها يوم 6 ماي 2018 فمن جانب أول ‏تخاطب الحركة رئيسيا من خلال ذلك الـ "خارج " الأوربي والأمريكي ولا ‏تعير اهتماما لـ "داخل " منهك و مثقل ‏بالأزمات ، لا ترى فيه عاملا حاسما الآن في تحديد معالم الوضع ‏السياسي في تونس ، وهى التى تعلم ‏موقع " إسرائيل " من ذلك "الخارج " فالطريق الى باريس أو ‏واشنطن يمر عبر كسب ود "اسرائيل " لذلك ‏رفضت الموافقة في مجلس النواب على قانون تجريم التطبيع ‏وربطت علاقات مع اللوبي الصهيوني في أمريكا .‏
‏ وإمعانا في هذا التمشي وضعت يهوديا ‏تونسيا ضمن تلك القائمات مستثمرة لونه الديني لتحقيق ذلك ‏الغرض وتأكيد أنها تغيرت نهائيا ولا ‏علاقة لها بـ"الاسلام التكفيري" التى طالما رفعت شعاراته من قبيل : ‏خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ، فهي من "الاسلام الديمقراطي " وحركة مدنية سياسية لا ‏دعوية ، على أمل إغلاق الباب أمام مناورات ‏أعدائها الذين يحاولون تأليب ذلك "الخارج " ضدها مهددين ‏إياها بالسيناريو المصري .‏
غير أن مخاتلات ‏النهضة المتكررة لن تمر بسهولة فالإخوان المصريون الذين يتقاسمون معها الايدولوجيا ‏والكثير من ‏تكتيكات العمل السياسي جربوا هم أيضا هذا النوع من المخاتلة السياسة ، بتعيين أقباط على ‏رأس قائمات ‏انتخابية ولكنهم لم يفلحوا في الإفلات من المصير المحتوم عندما دقت ساعته وهذا المصير ‏هو الذي ‏يقض مضجع حركة النهضة في تونس الآن لذلك ستقدم المزيد من التنازلات على هذا الصعيد ‏في محاولة ‏للنجاح في ما لم ينجح فيه الاخوان المسلمون المصريون . ‏
‏ ومن جانب آخر فإن تلك المخاتلة السياسية تستهدف التغطية على جوهر الحركة الايديولوجي و" حقيقتها ‏‏" العقائدية / الدعوية اللذىن تكشف عنهما خطوة أخرى متمثلة في ترشيح أئمة جوامع في قائماتها الانتخابية ‏في استثمار للوازع الديني لدى الناخبين وهى هنا تتوجه الى "الداخل " بمعناه الواسع فهى لا ‏تلغيه تماما من حسابها وإنما تمنحه قيمة ثانوية، هذا من جهة ، وهى تخاطب من جهة ثانية "داخلها "هى أي تلك الحلقة ‏الضيقة من المريدين الذين يدورون حول الشيخ راشد الغنوشي لتقول لها ما ضر لو ترشح يهودي في ‏قائمة من بين عشرات القائمات فكسبنا من ورائه رضا "الخارج " ووضعنا في نفس الوقت أئمة جوامع ‏ودعاة في قائمات أخرى وكسبنا رضا " الداخل " ؟
‏ إن حركة النهضة بمخاتلاتها تلك لا تدس فقط السم في الدسم لأعدائها وإنما أيضا الدسم في السم والنتيجة واحدة ‏في الحالتين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة