الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
غدا يوم اخر !
سليم نزال
2018 / 2 / 25سيرة ذاتية
انهض فى الصباح انظر من حلف النافذه فارى الثلوج تتساقط بغزارة . قلت فى نفسى يا له من يوم !
فقط امس سمعت فى الصباح صوت عصفور يغنى فقلت فى نفسى حتما اقبل الربيع لكنى ارى اليوم انى كنت مخطئا .قابلت جارى النرويجى الذى يسير ابدا مع كلبه فقلت له اعتقد ان لربيع قادم مبكرا هذا العام قال ربما امل ذلك .و تعبير ربما من اكثر التعابير استعمالا فى الثقافة النرويجية .فالنرويجى يميل بطبعه الى عدم التاكيد ان لم يكن واثقا و هناك العديد من الصيغ اللغوية التى يستعملها لكى لا يؤكد على امر ان لم يكن متاكدا تماما !
.و الا ادرى ان كان لللامر علاقه بالطقس لكنه حين يقول اكيد فانه يعنى ذلك .و كان لنا صديق عربى عاش طويلا فى هذه البلاد و عمل مع اللاجئيين عندما بداوا ياتون الى النروج اواخر الثمانينات .كان يشكو بحرقة لا افهم هذه الثقافة يا اخى يقولون شى و يعنون شى اخر . و كان يقول دوما , انا لا اعرف كيف يعيشون و يتفاهمون ؟؟؟ .
و كنت فى تلك الاوقات اعرف امراة كانت تعمل فى الارصاد الجوية فى الجامعة.و كنت حين التقى بها هنا و هناك اقول لها مازحا ماذا تفعلون فى مركز الارصاد الجوية لما لا تحضرون لنا طقسا جميىلا.قالت لى ذات مرة الم تسمع ما قيل حول الطقس قلت لا .قالت عش الربيع بغض النظر عن ما تقوله الارصاد الجوية!!.
قرات هذا القول الجميل فى سنوات لاحقة و اظنه كان لكاتب انكليزى.
.
و هذه المراة كانت بالمقاييس العامة المتعارف عليها امراة تفتقد الى الجمال .و ذات مرة استاجرت غرفه عندها لمدة شهرين لانى كنت بانتظار ان احصل على غرفة فى السكن الجامعى .و بالفعل استاجرت غرفة عندها و ذات مرة جاءت لتلقى نظرة على الغرفة فرات فوضى الكتب فى كل مكان من الغرفه فانفجرت ضحكا..
لكنها كانت رغم فقدانها للجمال المتعارف عليه و انا استخدم هذا التعبير لانى اؤمن بالمثل الانكليزيى الذى يقول كل امراة طيبة جميلة و لكن ليس العكس.
و الطريف ان الحارة تلك كان فيها نسبة عالية من النساء المطلقات .و ما كنت اخرج من البيت حتى ارى العيون ترمقنى كانها سهام فكنت اسرع الخطى حتى اخرج من البيت.ذكرت هذا لصديق فقال لى ما رايك ان نبدل السكن فقلت له ضاحكا هذا يشبه عش الدابير يا صديقى! فانفجرنا ضاحكين.
و بالفعل شعرت بسعادة عندما فتحت ذات يوم صندوق البريد فوجدت رسالة قبول فى السكن الجامعى.
..
وقفت اليوم فى الحديقة و نظرت الى العرزال الصغير الذى كنت اجلس فيه فى الايام الخوالى اكتب و اقرا و اتامل .
وكثيرا ما افكر بميخائيل نعيمه الذى كان يجلس يتامل هذا الكون فى صومعته فى الشخروب . فنحن نحتاج دوما الى مسافة ما مع الناس لكى نتامل هذا العالم الملىء بالصراعات و الحروب و المنافسات . و لصديق تعبير جميل فى هذا .فهو يقول ان علاقته مع الناس مثل قيادة السيارة. اى انه يضع مسافة دوما مع الاخرين .و اظن انه محق فى ذلك!.
ما زال الثلج يتساقط و مع تساقطه ذكريات و ذكريات فى مدن قريبة ومدن بعيدة.غدا يوم اخر !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نتنياهو: أقدر النصائح التي قدمتها لندن وبرلين لكن إسرائيل ست
.. فلسطينية تشكو من حصولها على مساعدات فاسدة في غزة
.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع بعد انسحاب الاحتلال من بلدة بيت ح
.. عذاب وتنكيل.. شهادة أسرى محررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي
.. عادات وشعوب | قصف -هان دان- لجلب الحظ السعيد