الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إزالة التجاعيد السياسية

واثق الجابري

2018 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تؤكد الإحصائيات أن ما يقارب 90% من العراقيين دون سن 50 عام، بينما ممثليهم في البرلمان والحكومة ما يقارب 90% فوق 50 عام! وهذا ما يُثير تساؤلاً مشروعاً، هل بالفعل البرلمان والحكومة ممثلان للشعب، ومحقان بالحكم ومحققان لرغبات الشعب وبالذات الشباب؟ وهل أصبحت الضرورة لقفزات نوعية الى الأمام، من أفكار بليدة صدئة؟ ونحتاج الى الشباب بعقول ناضجة، تزيل تجاعيد العملية السياسية؟
الإنتخابات ليست عملية تجميل لإزالة تجاعيد هَرِم، وجمال وجه على علل وفقدان مؤهلات الأدوار، وطاقات لا يأتي بها مظهر خارجي.
مع إقتراب الإنتخابات وإنقسام الشارع بين الناقم والرافض والداعي للتغيير والآمل بالمستقبل الأفضل والموالي المستميت، وأمام هذا تستعد الكتل السياسية لترتيب أوراقها، فيما لو عدنا للمواطنيين لوجدناهم مجتمعين على رؤية واحدة وبوصلات متعددة، وهم على أمل إنتخاب شخص، كل يعتقد أنه الأفضل والقادر على إنقاذ العراق من الواقع المزري، دون إعارة أهمية لمن تعني لهم الإنتخابات تحقيق مصالح فئوية، فيما ينقسم المرشحون بين شباب جدد، وكهول سياسة أن أُعيد إنتخاهم سيكون لهم بنهاية الدورة القادمة ما يقارب 18 عام في السلطة.
أوجد تكرار الأشخاص في عدة دورات من عام 2003م، فقدان لثقة الشارع بتغيير تلك الوجوه، وربما بعض من الجمهور وصل لحد الإحباط، لقناعته بدكتاتورية برداء ديموقراطي، وبناء هش على تراكمات أخطاء أفسدت إدارة الدولة، والفرق واضح بين الوجوه الجديدة والشباب في العمل السياسي، مع وجوه كلحت وصدأت، وعندما تسأل الأخير يجيبك: أن التغيير ليس بتغيير الوجوه بل المناهج والبرامج، وأكثرهم لا يتحدث إلاّ بالمدح لماضيه، وكأن أسطورة نجاحه أفشلها الآخرون، أما حديثيّ الولوج للساحة السياسية وبالذات الشباب، ستجد الإندفاع والبرامج العصرية التي تختلف كثيراً عن إجترار الماضي، وعصرية أفكار تناغم جيل يماثله ويتفقان على التخلص من الفشل بالتغيير.
إن كل التساؤلات تدور حول الخوف من تلوث الشباب مع الفاسدين، أو أنهم سيصبحون أداة سهلة بيد المخضرمين المعمرين، الّذين أمتدت جذورهم الى عمق مزاج المواطن الذي يأس من إقتلاعهم، وعلقوا حياة المواطن بالتهديد المعيشي وعودة الدكتاتورية والإرهاب في حال غيابهم عن الساحة، ودفعوا الجماهير الى الفئوية والطائفية والمصلحية، والسؤال الأهم ما فائدة الشباب حشراً في قوائم يتسلط عليها شخصيات معتقة في العملية السياسية، لا تقبل التزحزح عن مكاسبها؟
لا ينفع تجميل تجاعيد وجوه سأمها الشارع العراقي، ولا يمكن القناعة بأن من فشل طيلة 14 عام، قادر على جلب برنامج جديد، وإلاّ لو كان يملك فما الذي منعه!
مهما كانت الآراء فأن تغيير الوجوه لا نختلف عليه، وحاجة المجتمع للتمثيل الحقيقي في الحكومة والبرلمان أحد أهم الحقوق، والشباب لابد لهم من تبوء مراكز القرار، وصوت الناخب هو من يستطيع تحديد الخارطة السياسية المستقبلية، ولم تعد بعض الشخصيات تجاعيداً في العمل السياسي، بل آفات مستفحلة لابد من إزالتها، بما أن التجميل لا ينتج جيلاً بذات جمال الظاهر، فأن الوجوه التي صدأت، لا يمكن تجميلها بشعارات إنتخابية ونتيجتها طلاق مسؤولية مواطنة، وحتماً عندما تُزال تجاعيد العملية السياسية، ستظهر عيوب وآفات لو تمكنت لإبتعلت ما تبقى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال


.. أوروبا تسعى لشراء أسلحة لأوكرانيا من خارج القارة.. فهل استنز




.. عقوبات أوروبية مرتقبة على إيران.. وتساؤلات حول جدواها وتأثير


.. خوفا من تهديدات إيران.. أميركا تلجأ لـ-النسور- لاستخدامها في




.. عملية مركبة.. 18 جريحًا إسرائيليًا بهجوم لـ-حزب الله- في عرب