الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحة القمر

يحيى نوح مجذاب

2018 / 2 / 26
الادب والفن


صفحة القمر


كصفحة القمر ...
أضاء وجهها بإشراقِ ابتسامة عريضة ملأت فيها كل المكان.
لم يستطع أن يُميِّز بياض وجهها ونصاعته عن بياض الثوب الذي كانت ترتديه، وقد غطّى معالم الجمال الغارق بأنوثتها الساحرة ــ وقد انسدل فوقه قفطان مخملي أسود لم يستر استدارة فخذيها المحشورين ببنطالها المتلاحم مع بشرتها الطرية.
كانت تنظر إليه بعينين ناعستين وهو يهبط السلالم من معرض علوي لملابس النساء.
كان يبدو جذّاباً وقد اعتمر قبعة بُنِّية اللون داكنة مصنوعة من الصوف، حتى ظهر كرجل تركي بهندامه الأنيق الذي لم يتغير كثيراً مع مرور الزمن، فاحتفظ بطرازه القديم منذ عهد الأفندية الأول.
تحرّكت شفتاها مرحبة به بكلمات مبهمة دون أن يستطع التقاط همهمة صوتها الخافت.
قابلها بابتسامة عجلى وايماءة من رأسه جواباً مقتضباً لتحية كبيرة رسمتها بكل جوارحها. وعندما همَّ بالخروج مسرعاً لأمر ما انزلقت درفتي الباب الزجاجي الكبير الأوتوماتيكية لتفتح الطريق أمامه، فاستدار الى الخلف مودعاً، وقدمه على البلاط اللامع يستنهض همته ليغادر ... فكانت بعنفوانها المتغطرس الصاعق وهي مازالت تتابع خطواته بنهم، ويدها اللُّجينية المرفوعة الى الأعلى تُلوِّح له من بعيد... فقابل الأيام لن تكون أشد بخلاً عليها من حاضرها مادامت دفقات الجمال وومضات الحب هي كل ما تحتويه روحها الأثيرية وجسدها الدافينشي العامر ... فلا فِكاك له من إِسار تصنعه الأيام ليُضاف رقماً جديداً إلى حبّات خرزها المنضود في سلسلة القلادة الملتصقة بجيدها الرخام المتلألئ كشلّال الضوء وقد كبلّت فيه كل عاشقٍ معتوه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع