الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كافح السباعي وإحسان والحكيم لتأسيسه في مطلع الخمسينيات / نادي القصة يستدين 1500جنيه لدفع فاتورة الكهرباء ! / من مفارقات المشهد المصري: ثمن اللاعب صلاح محسن يكفي للإنفاق على النادي 680 سنة /الحل : تخصيص 1% من دخل -ثقافة الرِجل - للإنفاق على -ثقافة الدماغ- !!

محمد القصبي

2018 / 2 / 27
الادب والفن


وكأننا نشاهد لوحة سريالية لسلفادور دالي ..
النادي الأهلي يدفع 34مليون جنيه ثمنا للاعب صلاح محسن "22سنة " ونادي القصة يستدين موظفه الإداري جاد حسين 1500 جنيه لتسديد فاتورة الكهرباء المستحقة على النادي عن شهر يناير
والموظف نفسه وزميلاه لم يصرفوا مرتباتهم منذ عدة شهور ..والآن ينبغي تدبير مبلغ 950 جنيها خلال أيام لدفع إيجار المقر في 68 شارع قصر العيني !
!! وخلال السنوات الأخيرة كنا نكابد– أعضاء مجلس الإدارة وبعض من أعضاء الجمعية العمومية – بتبرعاتنا للتغلب عليها
مفارقات كارثية تحدث في مصر التي بحضارتها خصبت منذ فجر التاريخ أدغال الكوكب المعتمة بنور المعرفة !
فاحتياجات النادي من هذا القبيل لاتساوي ما يدفعه ممثل مثل محمد رمضان لسايس الجراج الذي يركن به سيارته الرولزرويس !!
قرارات ثورية !
خلال اجتماع للجمعية العمومية العام الماضي تم الاتفاق على حزمة من القرارات " الثورية " لانقاذ النادي من الإفلاس منها :
-رفع رسم العضوية إلى 200جنيه ..فلو انضم إلى النادي خمسة أعضاء كل سنة فهذا يعني زيادة الموارد حوالي 1000جنيه في السنة
- رفع الاشتراك السنوي من 20إلى 100جنيه ..فإن كان النادي يضم في عضويته حوالي 220عضوا ..ومع افتراض أن جميعهم مواظبون على دفع الاشتراك ..فهذا يعني " إثراء" خزينة النادي بحوالي 22ألف جنيه سنويا ..لكن هذا القرار اصطدم بواقع مزعج..لأن عشرات الأعضاء انقطعت صلتهم بالنادي منذ عصر نجيب محفوظ..وبالتالي هم غير حريصين على دفع الاشتراكات السنوية!وكان ثمة اقتراح بزيادة الاشتراك إلى 150جنيها ، إلا أن الجمعية العمومية رفضته ..حيث رأى البعض أن هذا المبلغ يمثل عبئا على الأعضاء ..
لكن حتى ال100جنيه كاشتراك سنوي لم يكن بالمبلغ المعقول ، فتم تخفيضه بعد ذلك إلى 50 جنيها..ورغم هذا ما زالت أغلبية الأعضاء عازفين عن دفع اشتراك هذا العام .
- رفع الاشتراك في مسابقات الرواية والمجموعة القصصية إلى 50جنيها ..والقصة القصيرة إلى 20جنيها.
هذه القرارات الثورية قد تحقق دخلا للنادي في حدود 15ألف جنيه ..بالإضافة إلى 25 ألفا متوقعة من وزارة الثقافة ..اي أن الإيراد السنوي قد يصل إلى 40ألفا ،..
فهل تكفي للوفاء بالتزامات النادي ؟
أمين الصندوق الناقد ربيع مفتاح يتحدث عن التزامات ثابتة لابد من الوفاء بها وهي إيجار مقر النادي الذي يصل إلى حوالي عشرة ألاف جنيه سنويا ومرتبات العاملين ..وتصل إلى 11ألفا ..ومكافآت الندوات .."حوالي 7ألاف" ..بالإضافة إلى مكافآت الكتاب الذين تنشر اعمالهم في مجلة القصة ..وأيضا أكثر من 15ألاف جنيه مكافآت الفائزين بجوائز مسابقات النادي ..
الحسبة تنتهي إلى أن ثمة عجزا قد يصل إلى عشرة ألاف جنيه يمكن مواجهته بعدم دفع مكافآت الندوات ،وتخفيض مكافآت الكتاب في مجلة القصة ،رغم أن هذه المكافآت تحسب ب " الملاليم " !!!!!
والمشكلة الآن أن دعم وزارة الثقافة ليس مضمونا ..فكل عام ينبغي طرق أبواب المسئولون بها وبإلحاح ..
فالوزارة - خاصة بعد انسلاخ " الآثار " عنها- هي أيضا تعاني مع تعاظم المطلوب منها للوفاء بالتزامات أنشطتها المتزايدة عبر مليون كيلومتر مربع من الجغرافية المصرية ..
وحين طرق رئيس النادي الكاتب نبيل عبد الحميد أبواب صندوق التنمية الثقافية مستغيثا به لإنقاذ النادي من الإفلاس وقال مستغيثا : النادي هيغلق أبوابه !
رد أحد المسئولين بأسى : ونحن أيضا هنغلق !!
خيارات من خارج الصندوق

بالطبع الوضع المالي لنادي القصة صداع كلي ومزمن في رأس رئيسه نبيل عبد الحميد و أعضاء مجلس الإدارة ، و لايكاد اجتماع للمجلس أو حتى جلسة ودية أو مكالمة هاتفية تخلو من الحديث عن هذا المأزق التاريخي

وخلال رئاستي للجنة المسابقات في النادي منذ عدة سنوات ، اقترحت السعي نحو جذب كتاب من الأقطار العربية للاشتراك بأعمالهم القصصية والروائية في مسابقة النادي ..وقيل لي حينها أن القيمة المادية المتدنية للجوائز لا تمثل إغراء أمام الكتاب العرب ليقدموا على الاشتراك فيها ..وكان ردي أن المئات من الأدباء في دول الخليج وغيرها من الأقطار العربية الأخرى لاتعنيهم القيمة المادية للجائزة ..بل مكانة مانحها ..ونادي القصة معروف في العالم العربي بمكانته المتميزة وعراقته وأسماء مؤسسيه يوسف السباعي وطه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وعبد الرحمن الشرقاوي، ولايخفى على أي أديب في الجغرافية العربية أنه أول نادي قصة تأسس في العالم العربي ،وأشهرها حتى الآن ..ومازلت أرى أن الأخذ بمقترح مثل هذا سيمثل موردا مهما للنادي ، لو عشرون كاتبا عربيا تقدموا سنويا لمسابقة النادي برسم اشتراك 50دولارا ..فالحصيلة 1000دولار سنويا ، بما يعادل 17700جنيه ..

مصر الخير
على أية حال كانت ثمة خيارات أخرى
طرق أبواب جهات معنية بالثقافة..مثل وزارة الرياضة والشباب ..وزيرها عضو في المجلس الأعلى للثقافة ..فالوزارة ترتبط جينيا بالمشروع الثقافي للدولة المصرية..فلماذا لاتشمل النادي بدعمها ؟ الناقد أحمد أبو العلا والكاتبة منى ماهر عضوا مجلس الإدارة طرقا ابواب الوزير ، وثمة ردود إيجابية ..لكن على ما يبدو الوزارة لن تمنحنا دعما ماديا ، بل نتشارك معها في تنظيم انشطة ثقافية تحت رعاية النادي في مراكز الشباب والأندية التي تشرف عليها ..
لم لا..؟ هذه خطوة بالغة الأهمية للنادي ..أن نخرج إلى الشباب ..نصل لهم في منتدياتهم ..الأندية والجامعات ..وكثيرا ما طالبنا بذلك .. وهذا يدعم توجه الناقد د. شريف الجيار في مشاركة النادي في أنشطة ثقافية داخل الجامعات
لكن هذا .. وكما يقول سكرتير النادي حسن الجوخ رغم أهميته لن يكون بديلا عن مورد مالي قوي للوفاء بالتزامات النادي ..مرتبات وإيجار وفواتير كهرباء ومياه ومسابقات أدبية ، ومكافآت ندوات ..
من أين ؟
البعض اقترح طرق أبواب جمعيات الدعم الغنية ، الاقتراح راق الغالبية ، وبدأ رئيس النادي يتواصل مع جمعية" مصر الخير "" ووعد المسئولون بالجمعية ببحث الموضوع ، وبالفعل زارت النادي إحدى المسئولات بالجمعية مرتين،وطلبت تقريرا عن نشأة النادي وأنشطته ، وبعد فترة طلبت تقريرا آخر..وبدا من سير المفاوضات أن الجمعية يمكن أن تقدم 80 ألف جنيه دعما للنادي على أربع دفعات ..اكتست جدران النادي الباهتة بلمعة التفاؤل.. إلا أن المفاوضات طالت ليخيم القلق على أجواء النادي
لكن نائب رئيس النادي الكاتب محمد قطب ما زال يتمسك بالأمل ..مرددا : مصر الخير لها مصداقيتها في دعم الثقافة الجادة والتنويرية ..لذا سيكون موقفهم إيجابيا في دعم النادي .
ولانملك سوى أن نعقب بكلمة واحدة : يارب !
لكن لو حدث هذا ، فهل هو دعم دائم ..أي ستلتزم الجمعية بتقديمه سنويا ؟ أم لعام 2018 فقط ، وبعد ذلك يعود رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة للعبة الكعب الداير على مؤسسات الدولة.
ولماذا لانبحث عن حل جذري يتسم بالديمومة لأزمات منتدياتنا الثقافية ..حل من خارج الصندوق ؟

ثقافة الرِجل وثقافة الدماغ
منذ عدة أسابيع بسطت صحفنا صفحاتها لخبر العام ..نجاح النادي الأهلي في عقد صفقة لشراء
شراء اللاعب صلاح محسن ب 34مليون جنيه ..
غالبية القراء يقينا سيلتهمون تفاصيل الخبر وصورة الللاعب بأعينهم ، لكن ماذا لو وقعت عين أحدهم مصادفة على خبر من بضعة سطورمنزوي في إحدى الصفحات عن أن نادي القصة مهدد بإشهار إفلاسه بسبب عجزه عن تدبير 50 ألف جنيه سنويا ؟!..لوكان هذا القاريء من النوع الموبوء بالتأمل والتمعن وإخضاع كل شيء لمعامل التفكير في رأسه ..فسوف تتحرك أنامله على سطح هاتفه المحمول ضربا وجمعا وطرحا لينتهي بشهقة مفزعة : ثمن اللاعب صلاح محسن يمكن أن يغطي ميزانية نادي القصة لمدة 680 سنة !! مفارقة بالطبع كارثية لاتليق بالدولة التي نتفاخر بأنها منشأ الحضارة والمعرفة
والحل ؟
قد يراه البعض جنونا ..لكنه من خارج الصندوق ، وقد يكون فيه خلاص مصر الثقافة .. أن نرفع شعار" الغني ينفق على الفقير"، لتغدق "ثقافة الرِجل" ولو بالفتات على ثقافة الدماغ ،
فإذا كان سوس الفقر ينهش في أثاث نادي القصة المهتريء .فهناك سوق لاعبي كرة القدم في مصر وحجم تعاملاته السنوية لاتقل عن المليار جنيه : فلماذا لاتتبنى وزارة الثقافة مشروع قانون تتقدم به إلى مجلس النواب لاقتطاع 1% من حجم تجارة اللاعبين تخصص لدعم المنتديات الثقافية الأهلية !! العائد لن يقل عن 10ملايين جنيها سنويا ، دخل كفيل بأن يجعل نادي القصة منافسا لنادي دافوس !!!!
هذا ما قلته لبعض زملائي في النادي ، تطلعوا إلي صامتين ..لكن العيون وشت بما يدور بدواخلهم : مايقوله القصبي لوحة سريالية شبيهة بلوحات سلفادور دالي !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة