الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدخل فظ في الشأن العراقي

مرتضى عبد الحميد

2018 / 2 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


(كل ثلاثاء) (تدخل فظ في الشأن العراقي)
تصريح "ولايتي"عن الشيوعيين والليبرالين، وعدم السماح لهم بالعودة إلى الحكم! لايمكن توصيفه إلا بأنه تغميس خارج الصحن، وتدخل غير مسبوق في الشأن العراقي الداخلي، فضلاً عن أنه مليء بالمغالطات، ويفتقر الى أبسط مقومات الديبلوماسية، رغم أنه كان وزيراً للخارجية الأيرانية على مدى (16) عاماً، وكان الأنطباع السائد أنذاك، أن الأيرانيين بارعون ديبلوماسياً وزادت مناسيب هذا الانطباع في محادثات الملف النووي الأيراني.
الملفت للنظر أن زيارته للعراق، ليست سياسية أصلاً، بل هي دعوة من لجنة الاوقاف والشؤون الدينية البرلمانية للمشاركة في تأسيس مجمع للتقريب بين المذاهب الأسلامية. ويبدو أنه أصيب بالعدوى من الوزير العراقي الذي يعتقد أن دجلة والفرات ينبعان من أيران! عندما تناول في تصريحه منع الشيوعيين والليبراليين من العودة للحكم، وكأنهم كانوا على رأس السلطة طيلة السنوات العجاف بعد (2003) ولحد الان، بينما يعرف القاصي والداني أنهم لم يستلموا الحكم في يوم من الأيام.
إلا ان كل هذه التساؤلات سوف تتبخر تحت شمس الحقيقة، وهي أن "ولايتي" يريد أن يساهم في الحملة الشرسة ضد الشيوعيين وتحالف "سائرون" لأنه يهدد بهدم المعبد على رؤوس دهاقنة المحاصصة الطائفية والتعصب الأعمى، ويفتح نوافذ للأمل والتفاؤل ببناء عراق يكون سيد نفسه، دون تبعية لأحد، عراق ديمقراطي مدني قادر على تجسيد أحلام العراقيين في الحياة الحرة الكريمة والعيش الرغيد والمستقبل الوضاء.
لقد أضحى الهجوم على الشيوعيين والديمقراطيين، قاعدة من قواعد السلوك السياسي في العراق، وفي دول الجوار الاقليمي، من قبل مغتصبي السلطة، والعابثين بأمن الوطن والمواطن، وكل المعادين للشيوعية، لا سيما حينما يحقق الشيوعيون إنتصاراً أو نجاحاً معيناً لصالح كادحي شعبهم ومحروميه. ويزداد الهجوم شراسة حتى يتحول الى حملة مسعورة، كلما كان الأنتصار كبيراً، أو نوعياً، كما يحصل الاَن بسبب تشكيل تحالف "سائرون" المعبّر عن مصالح الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي، وإنهاء ملف المحاصصة البغيضة التي أدخلت العراق في نفق شديد الظلام، ولا بصيص في اَخره.
لكن المؤلم والمحزن في اَن واحد، هو أن، بعض الأصدقاء قد تأثروا سلباً بما جرى ضخه أعلامياً من دعايات مغرضة وإفتراءات لا أول لها ولا اَخر، بالتزامن مع الدعوة لمقاطعة الأنتخابات، الموجهة تحديداً لجمهور القوى الديمقراطية والمدنية، وليس إلى جمهورهم، الذي يتعاملون معه بسياسة القطيع، مستغلين الهويات الفرعية وتدني مستوى الوعي، وتقديم الرشا للبسطاء من الناس.
إن الكثير من هؤلاء الأصدقاء، عدا نفرٍ ضئيل، لا أحد يشك في حرصهم، ورغبتهم في حماية الحزب من أي خطأ محتمل، أو من أي مساس بدوره وتاريخه النضالي.
بيد أن هذا التحالف "سائرون" يكاد يكون التحالف الوحيد المؤثر، العابر للطوائف، والساعي لبناء دولة مدنية ديمقراطية تستطيع إنتشال العراق من الهاوية. ومن يخامره الشك في ذلك، عليه الأطلاع والتدقيق في التحالفات والأئتلافات التي ستخوض الأنتخابات القادمة، وسيرى العجب! إن لم يصب بالصدمة أيضا.

24/2/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة