الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تماهى مع النّظام، واشتم العرب السّنة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ليس بالضرورة أن تؤيد الثورة حتى تصبح ثورياً. هناك طريقة جديدة، أن تشتم الإسلام والعرب، وتكون مزايداً ولن يمسّك النظام بأذى.
تقول لي صديقتي التي تقيم منذ عشرين عاماً في ألمانيا: لم أستطع أن أتخلى عن ثقافتي خلال كل تلك الفترة، ولا أقصد بثقافتي مجموع القيم الفكرية. بل التّرهات. أنتمي لبقعة جغرافية سورية تعتبر نفسها كشعب الله المختار، وعندما يتحدثون عن أبناء منطقتهم يسمونهم" شعبنا" وقد لا حظت أنهم ليس هم من يستعمل هذه الكلمة فقط، بل أغلب من ينتمون للبيئات السّورية المغلقة.
تقول صديقتي بأنها استعانت بمراجع غربية لتكتب بحثاً عن الغزو الإسلامي والمتاجرة بالرّق، ولتكتب عن بعض العلماء المسلمين في مجالات علميّة الذين كانوا نتاج تلك المرحلة
تقول صديقتي: " أكتفي بالبحث أن أطرح رأي الكاتب دون أن أدلي بدلوي، فالقارئ يستطيع تمييز الصّح، والخطأ، ولست ملزمة بإرشاده"
تحدثنا حول بعض كتاباتي، وقالت أنها تتابع الأدبية منها ولا تتابع السّياسية، لكنّها قالت لي من يضع لك الإعجاب لا يقرأ في أغلب الحالات، وإن أغفلت مرة وضع إعجاب له فسوف يحذفك ربما من صداقته.
ضحكت، وقلت لها: ليس تماماً. هناك ثلاثة، أو أربعة يقرؤون ما أكتب، والباقي يضعون الإعجاب وأكون في طور تصحيح المنشور.
قلت لها: أنا أيضاً لم أكن أقرأ خارج نطاق ما يقدمه لي "شعبي" من قراءات فأبصم عليها بالصّح والخطأ حسب التوجّه الذي أنتمي إليه، وعندما بدأت بمرحلة الوعي أعاني من اضطهادهم.
ضحكت صديقتي وقالت: أقرأ منشورات شعبي، وفي كثير من الأحيان أشعر أنهم يكتبون ألغازاً، وقد عدت إلى كتاباتي، فوجدت لا أحد يفهمني إلا تلك المجموعة. لكن الموضوع أصبح واضحاً عندّي، وقد توضّح أكثر عندما ذهبت إلى سورية قبل عام حيث رأيت أنه لا بأس ان تشتم المسلمين السّنة بدلاً ان تكتب بحثاً موثقاً بالدلائل عن التاريخ. لن يقترب منك النّظام لو أصبحت علمانياً تشتم العرب السّنة.
هل العرب السنة جميعهم إرهابيون، وهل كانوا جميعهم عرباً. ما ذنبهم عن كان أجدادهم أطلق عليهم كلمة العرب؟
الموضوع ببساطة هو تماهي مع موقف النّظام وربما النّظام العالمي، وتبييض الصفحة، وإخراج الحقد الدفين إلى السّطح.
سألتها عن رأيها بالموضوع السّوري، أجابت أنّ جميع الفصائل والمليشيات مستفيدة مادياً، وتتاجر بالسلاح والبشر والمخدرات، لكن الشعب الفقير البسيط. ليس أمامه سوى الله يعتمد عليه في غياب الحلول الأخرى. من يباد هم السّنة العرب الفقراء، وغيرهم من بقية الطوائف والقوميات من الفقراء.
قلت لها: لكن الإسلاميين أخافوا العالم.
قالت: المسلم البسيط مؤمن بالله، وليس جميع المسلمين مؤمنين. هم من أدخلوا مفهوم الفكر العلماني كونهم ارتبطوا بالبرجوازية المتمدنة، بينما الطائفيون ارتبطوا بالإقطاع والعشائرية. لا تصدقينهم. عندما يتجرّأ أحدهم يشتم شيوخ وزعماء دينه وعشيرته كما يشتم ابن تيمية مثلاً، فعندها سيكون صادقاً مع نفسه، لكن القادم أعظم، والانتقام قادم لا محال.
سألتها، وماذا علينا أن نفعل؟
قالت تكتبين للتاريخ، وعندما يصبح التّغيير سوف يتغيّر هؤلاء وفق اللون الجديد.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي