الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أتي لفظ الجلالة (الله) في القرءان مذكر ولم يأتي مؤنث {قل (هو) الله أحد} ؟!

محمد عبد القوي

2018 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القرءان الكريم نزل باللغة العربية كما صرح {إنا أنزلناه قرءانا عربيا} ... {بلسان عربي مبين} ومع ذلك يحتوي القرءان علي ألفاظ فارسية وسريانية وآرامية فكيف ذلك ؟! كيف يحتوي القرءان علي ألفاظ أجنبية وهو في نفس الوقت يصرح بأنه بلسان عربي مبين ؟! أليس هذا تناقض ؟!

ما سبق هي إحدي الشبهات (الأفكار كما أسميها) التي إعتقدت أن القرءان يتناقض في هذه المسئلة وهي فكرة واهية للغاية ، لماذا ؟! لأن كل هذه الألفاظ تم تعريبها من الأساس وأصبحت جزءا لا يتجزأ من اللغة العربية في عمليات تحدث دائما نتيجة تلاقح الشعوب ، واللسان الذي يتحدث به العربي هو هذه اللغة ، هو هذا اللسان العربي فكان القرءان متحدثا بهذه اللغة للبيئة التي هي تتحدث هذه اللغة ، ومن هنا كان القرءان {بلسان عربي مبين} أي بلغة فصيحة كما يتحدثها أهل الموطن الذي نزل فيه القرءان - أي كما يتحدثها أهل الجزيرة العربية ، وكما يفهمون معانيها ومواطنها وكما يفهمون دقائقها ودهاليزها ومصطلحاتها التي تعظم أو مصطلحاتها أيضا التي تبخس ...إلخ

إذن وضح الأمر الآن وخلاصته أن القرءان نزل بلسان أهله ليخاطب أهله ، ليعرفه أهله ، ليفهمه أهله ، ليعتنقه أهله ولكن السؤال هنا ... كيف نشأت اللغة العربية ؟!
وبغض النظر عن الأبحاث الكثيرة التي نشرتها في هذا الشأن ومنعا للتكرار فهناك حقيقة بسيطة جدا وهي أن اللغة تنشئها البيئة وينشئها الحراك الإجتماعي وكل أنواع الظروف المتباينة الإقتصادية منها والسياسية والإجتماعية ...إلخ فما هي بيئة جزيرة العرب التي أفرزت هذه اللغة بمفرداتها ومعانيها التي تقصدها هذه المفردات ؟!

لقد كانت بيئة جزيرة العرب ، بيئة ضنينة شحيحة ، شحيحة بكل شيء ، ليس فيها ألوان بينما فيها لون واحد - صفراء تتمطي في تثائب كسول علي مدي البصر ، أي شيء يتحرك قابل للأكل ، أي شيء يتحرك يؤكل فورا ، لقد جعلت هذه البيئة الضنينة الصراع بين القبائل علي الخير القليل والندرة صراعا صفريا
هنا المرأة في هذه البيئة لا شأن لها لأن هذه بيئة من يمتلك العضلات والقوة والدروع والسيوف ...هنا بيئة الرجل لأنه الذي يبحث عن العشب والكلأ ...هنا بيئة الرجل لأنه الذي يقاتل غيره ليسلبه ما بيده من خيرات ضنينة أو ليدافع عن نفسه وعن قبيلته حتي لا يقتل وتأخذ قبيلته عبيدا وجواري أما المرأة فلا شأن ولا وظيفة لها سوي أن تحتمي في خيمة الرجل حتي لا تسبي وتباع كجارية وعبدة بل حتي كانت لا تستطيع أن تخرج إلي الصحراء لتقضي حاجتها بمفردها حتي لا يترك الأعراب القرود ويتناوبون الإعتداء عليها هي جنسيا
هذه هي المرأة في جزيرة العرب ...لا مكانة لا شأن لا وظيفة لا شيء أما الرجل فهو المكانة وهو الشأن وهو الوظيفة وهو كل شيء

وبما أن اللغة تنشئها البيئة وينشئها الحراك الإجتماعي وتنشئها ظروف البيئة في الأساس فلقد جاءت اللغة العربية مفضلة للرجل عن الأنثي بكثير فلما نزل القرءان ، نزل بلسان عربي أي نزل بلسان يفهمه ويعيه العرب ويعوا ما تقصده جيدا مفرداته اللغوية ومعانيها ودلالاتها ولهذا جاء لفظ الجلالة بصيغة المذكر أي بالصيغة التي يفهمها العرب علي أنها تشريفية تفضيلية حتي لا ينفروا من القرءان كله ويعدوه بخسا قياسا علي بخس المرأة وإنعدام قيمتها عندهم أي أن المعني (المذكر) الذي في القرءان ليس من القرءان ذاته بينما من اللغة التي نزل بها أما المعني القرءاني نفسه والمقصد الحقيقي الغيبي فهو غير معروف لأن الله {ليس كمثله شيء}








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت