الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل العيب بالدين أم برجال الدين؟

داود السلمان

2018 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هنا أعني المسلمين والدين الاسلامي حصراً ولا أعني سواهم، وقبل كل شيء لا نريد أن نذكر مفهوم الدين، وما هو الدين، ولا نريد أيضا أن نوضح ما المقصود برجال الدين، ولماذا لم نقل علماء الدين، أفضل من الرجال الدين، ونترك هذا الى مقالات أخرى، وندخل بصميم الموضوع.
كل دين لا يخلو من خرافات واساطير وترهات، والدين الاسلامي مشمول بهذا معنى، بل الصحيح هو المعني كما اسلفنا، لكن كيف نميز الغث من السمين؟، الصحيح من السقيم؟، الخرافة من الحقيقة؟. وطبيعي أن العقل هم من يحدد هذا الاطار لهذه المعضلة أو المشكلة، بمعنى أن كل ما يخالف العقل والوجدان والواقع المشهود فهو باطل ولا أساس له من الصحة، وأي عبادة أو معتقد لا ينفعني في حياتي كالدعاء أو غيره من المعتقدات، فعلى العاقل أن يرميه في سلة المهملات ويتخلص منه. وثمة حديث لا اعلم مدى صحته يقول: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا). وحقيقة هذا الحديث فيه فلسفة عميقة، وتأمل، وتفكر، وتدبر، وهذا الحديث حفظته منذ أكثر من خمسة وعشرين سنة. وبحسب فهمي لهذا الحديث أنه مطلوب من البشر موضوعين اثنين هما: الدنيا والآخرة، بمعنى أن لا نسعى لجهة ونترك الأخرى، وأن فعلنا ذلك فنحن لا نفهم معنى الحياة ولا معنى الممات، وأما الحياة الدنيا فيجب علينا أن لا نضيّعها، لأنها منحة من الله، فليس من العقل ولا من المنطق الافراط والتفريط بها، او نعيشها كالسراب، والا لماذا منحنا الله اياها.
موضوع الدين مفهوم أخلاقي أكثر مما هو موضوع اطاعة عمياء بحسب نظرية نفذ ثم ناقش، بل أن الاخلاق هي من وراء الدين، وبحسب الفلسفة الكانتية فأن الذي يمتلك اخلاقا سيحصل على دين، أي دين يراه هو صحيحاً ومنسجماً مع الواقع ومتطلبات الحياة.
ان الذي يسيء للدين هم رجال الدين أنفسهم، ولا اقول جميعهم، بل جُلهم وهو ما نقرأه في كتب الفقه وما نسمعه ونشاهده في الفضائيات الاسلامية، وما تنشره المواقع الالكترونية من مقاطع فيديو لشيوخ معممين وهم يفتون ويتفوهون بكلام لا يمت الى الانسانية بصلة، ولا ينتمي للروح الشفافة ولا للأخلاق الحميدة الحسنة، ومنافيا لحقوق الانسان. فتاوى كلها تدعو الى العنف والقتل والتطرف والارهاب، والاساءة الى المرأة بشكل صريح وعلني.
فكان موقف العقلانيين واضحاً في هذا الاطار، ومع ذلك فهؤلاء الشيوخ كفروهم على رؤوس الاشهاد، ومنهم من قتل، ومنهم من سُجن، ومنهم من نفي عن وطنه، خصوصاً في مصر وفي السعودية، وغيرها من البلدان العربية.
فهؤلاء يعتقدون أن كل من يرد عليهم، وكل من ينتقدهم، وينتقد اقوالهم وافعالهم، زنديق، كافر، خارج عن الملة!. فلو كان هؤلاء يعقلون لما حكموا على خصومهم ما حكموا، ولترووا قليلاً، لأنهم لا يريدون أن يسمعوا غيرهم، اذ اخذتهم العزة بأنقسهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ


.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا




.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل