الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يصف الطاغية شعبه بالعدو!

فلاح هادي الجنابي

2018 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


علمنا التأريخ بوضوح من إن الطغاة کانوا دوما يعيشون حالة من الشك و التوجس ولم يثقوا بأحد بل وکان البعض منهم يشکك حتب بالدائرة المحيطة و المقربة منه، وکان السائد و المألوف لديهم إعتبار التطلعات و الطموحات الانسانية بالرقي و التقدم من جانب الشعب بمثابة تحرکات و نشاطات عدوانية ضدهم يجب مکافحتها بشتى الطرق، رغم إن معظم الطغاة کانوا ولايزالوا ينظرون نظرة ريبة الى شعوبهم بإعتبارهم خصوم يناصبونهم العداء.
عندما يعود الرمز الاکبر لنظام الدجل و الشعوذة في إيران، الملا خامنئي ويصف مرة أخرى انتفاضة الشعب الإيراني الهادفة إلى إسقاط حكم الملالي بأنها مؤامرة الأعداء وقال: اؤلئك الذین یحیكون مخططات عدائیة ضد الجمهوریة الاسلامیة حیث ترون نماذج بسیطة لها احیانا فی هذه الاحداث واعمال الشغب ؛ وهی نماذج بسیطة لمؤامرات الاعداء. فإنه ومن خلال ذلك يؤکد مرة أخرى على إستحالة التعايش و الالفة بين هذا الجدال و نظامه من جهة، وبين الشعب الايراني من جهة أخرى.
إنتفاضة کانون الثاني 2018، التي أرعبت النظام و جعلت فرائصه ترتعد من شدة الخوف و الرعب والتي إضطرت الملا خامنئي وبعد ثلاثة عشر يوما من صمت مميت کاد أن يردي به، خرج ليؤکد لغة معكوسة كون المقاومة الإيرانية و منظمة مجاهدي خلق الإيرانية تشكل البديل للنظام. وقال خامنئي آنذاك: «لقد كانوا جاهزين منذ أشهر ... كانوا يعدون العدة لهذه القضية ويخططون لرؤية هذا وذاك، وليعثروا على أشخاص في الداخل ليساعدوهم على تأليب الناس وتحريضهم. انهم من أطلقوا النداء واستخدموا شعار لا للغلاء وهو شعار يرحّب به الجميع [وتمكنوا من] جذب عدد من الأشخاص، ثم ليدخلوا الميدان هم بأهدافهم ويجرون بعدها الشعب من ورائهم»، وهو طبعا لايعترف بحرية الشعب في إختيار الطرف السياسي الذي يمثله و يعبر عن آماله و تطلعاته و يعتبر ذلك خروجا على الحق و العدل الممسوخين لنظامه الارعن.
من الطبيعي و المنتظر أن يعتبر الملا خامنئي و کذلك نظامه الشعب الايراني بمثابة عدو له و لنظامه، ذلك إنه لايوجد مايجمع بينهما أبدا فيما هناك کم هائل من القضايا و الامور التي تفرق بينهم، وعندما يصف الملا خامنئي شعبه بالعدو له و لنظامه فإننا نجد أنفسنا مضطرين للإعتراف بأنه قد قال الحق، ذلك إن هذا الوصف في محله تماما، إذ أن هناك في إيڕان ومنذ إستيلاء التيار الديني المتطرف على مقاليد الحکم في إيران و مصادرة الثورة الايرانية، جبهتان، الاولى تضم النظام و جلاوزته و أدواته القمعية، أما الثانية فتضم الشعب و قواه التحررية الوطنية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران