الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امسيات رائعة !

سليم نزال

2018 / 3 / 1
سيرة ذاتية


كان لحضور عازف عود ماهر من فلسطين مع زميل له اثره الطيب علينا فى تلك الاوقات.كنا نجلس معا نغنى و نفرح و نتحدث فى امسيات رائعة .و قد تعلمت من خلال التجارب انه ان اردت ان تفشل فى امر عام فابدا بوضع اهداف كبيرة .حينها اعتقد ان الفشل يكاد يكون مضمونا .
و الامر الاخر انه فى جلسات الفرح لا يوجد زعامات.و لم يكن احد منا زعيما و لم يكن هناك احدا راغبا فى هذا الدور.و لعل تلك التجربة التى استمرت بعض الوقت كانت من اكثر اللقاءات بين الفلسطينين فائدة و روعة.و كان ينضم الينا احيانا اصدقاء عرب غير فلسطيين فتزداد الامسيات ثراء على ثراء.

و انا اظن بمجرد ان يجتمع الفلسطيين و يتبادولون الاراء و الخبرات هذا بحد ذاته امر رائع .اصلا لا يمكن لاى عمل ايا كان ان يتاسس بدون ان يعرف الاشخاص بعضهم البعض بصورة معقولة.
كان الشاب عارفا جيدا و كان يعرف عزف الاغانى الكلاسيكية العربية و كنا نحن جميعا مستمعين و فى احسن الاحوال كورس نغنى وراءه.

و كنت اعتقد انه بمجرد حصول لقاءات فنية بهذا الشكل امر مفرح و ان حصل ان و كانت هناك افكار لكى تطورها لا باس لكن بدون تكبير الحجر.اقول هذا الراى لاننا جربنا العشوائية و التسرع و كلها تجارب بات بالفشل .

كان الشاب العازف مرتبط بعلاقة مع مجموعة من المتضامنيين مع فلسطين من من يعملوا فى حقل انتاج افلام عن الانتفاضة او عن حياة الفلسطيين فى فلسطين.

ذات يوم قال لى انه يوجد عندهم فيلم وثائقى تم تصويره و انه يامل ان اترجمه الى النرويجية.و انهم جماعة متضامنة و على ان اعمله مجانا .فقلت له ارجو ان تحضر لى الفليم.

كانت خبراتى فى ترجمه الافلام لا تتعدى فلمين ترجمتهم لمجموعة يسارية . و الحقيقة انى لم اكن متحسما يومها لللامر لكن صدف ان كان فى زيارتى صديقنا الدكتور الياس الذى شجعنى على ذلك .
احضر صديقنا و معه احدى المتضامنات الفيلم الوثائقى و جلست اترجمه و الترجمه امر مرهق لى لانه خارج اطار تخصصى.و علي المرء ان يتوقف مع كل جملة يقولها الشخص الى الجملة الثانية و هكذا .الفلم كان مقابلات مع صبايا فلسطينيات يتحدثن عن تجربتهن الحياتية فى ظل الاحتلال :

.لقد ترك الفليم اثرا كبير على نفسى و صار عندى رغبة قوية ان التقى و لو مرة مع الصبايا الذين تمت المقابلة معهن.و بقيت لوقت طويل اتساءل ماذا جرى لهؤلاء الصبايا .و هل حققن احلامهن ام انهم مثل الكثير من بنات بلادنا تتوقف كل طوحاتها مع قدوم اول عريس.لكنى لللاسف لم اعرف عنهم اى شىء سوى من خلال الفيلم.

كانوا صبايا رائعات فى بداية العمر.تحدثن عن احلامهن و طموحاتهن فى الحياة و فى الوقت نفسه كان يصفن مشاعرهن عندما كانوا يرون سيارات الاحتلال قادمة الى القرية حيث تنشر الخوف بين الاهلين لان معنى هذا انهم قادمين لاعتقال اشخاص من القرية.
سلمت الفليم لاحداهن من المجموعة الفنية النرويجية و دعتنى الى الغداء فى مطعم و قدمت لى باقة ورد شكر . قلت لها انا الذى على ان شكرك .انت نرويجية تتضامنى مع شعبى من منطلق الاحساس بالوقوف فى وجه الظلم اما انا فشعبى الذى يعيش تحت الاحتلال .و اهم من هذا ان ترجمتى لا تعادل شيئا مقارنة بما عانته الصبايا الذين قابلتموهن من خوف و قلق اثناء قدوم اليات الاحتلال الى القرية لاعتقال .
لا ادرى بالضبط كم استمرت الامسيات الموسيقيه لانها توقفت فيما بعد .لكنها كانت بحق امسيات رائعة حقا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت