الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البربر / إمازيغن هم الأحفاد المباشرون ل (كرو – ماجنون) *

محمد بن زكري

2018 / 3 / 3
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تتوالى الشواهد التاريخية و الاكتشافات الأركيولوجية و نتائج تحاليل الحمض النووي ، لتؤكد أن الليبيين (أو البربر أو الأمازيغ) ، هم مجموعات - سلالية - بشرية قديمة الوجود ، ضاربة بجذورها عميقا في جغرافيا الشمال الأفريقي (ليبيا التاريخية) ، الذي هو موطنها الأصلي منذ ما قبل التاريخ ، و لم تأت مهاجرة إليه من جزيرة العرب و لا من أوربا ؛ خلافا لكل روايات الإخباريين و النسّابة و أصحاب الأهواء .
ففضلا عن آلاف اللوحات الصخرية لفن ما قبل التاريخ ، التي وصفها هنري لوت بأنها " أعظم متحف فني لما قبل التاريخ في العالم كله " ، و التي احتفظت لنا بها مئات المواقع في جبال تسيلي نَ أزغر و أهقار (دزاير و ليبيا) و أكاكوس و تادرارت و الهروج ، حيث إنها تعود إلى ما قبل 20 ألف سنة ؛ فقد كشفت صور الأقمار الصناعية عن مئات من المستوطنات و القرى و القلاع ، مطمورة تحت رمال الصحراء بالجنوب الليبي ، كما تم اكتشاف مستوطنة تيبودا المغمورة تحت مياه المتوسط ، على بعد نحو 4 كم غرب مدينة زوارا (تازوارت) ، و قد تبين أن وجودها يعود إلى 8 آلاف سنة ، أي أنها أقدم من آثار الحضارتين الفرعونية و البابلبة ، و تأكد من تحليل الحمض النووي لبقايا بشرية عثر عليها في مراكش ، بأنها تحمل التحور الوراثي E - L19، و هو أحد تحورات السلالة E – 1b1b1b ، المميزة لليبيين (أو البربر أو الأمازيغ) ، و عمرها يعود إلى نحو 8500 سنة .
ثم هاهي التقارير و الدراسات العلمية الموثقة ، تنتهي إلى تأكيد أن الليبيين (البربر / إمازيغن) ، هم الأحفاد المباشرون ، لإنسان كرو ماجنون ، الذي وُجدت العينة الأقدم له في بلاد الشمال الأفريقي (موطن الليبيين) . و فيما يلي ترجمة لتقرير علمي ، كما نشر بالإنجليزية على (E-M81 Y-DNA Project) ، بعنوان : البربر هم السلالة المباشرة لـ (Cro-Magnon) ، و نصه :
منذ حوالي 37 ألف سنة مضت ، كانت ليبيا و جزء كبير من شمال أفريقيا ، مستوطنة بكائنات بشرية ، تتصف بطول القامة ، و الدماغ الكبير ، و البنية القوية ، عُرفت باسم كرو – ماجنون . و قد عثر على بقايا من هذا النوع ، الذي يُعتبر الأقدم من بين عينات الكرو – ماجنون في المواقع الأخرى (أوربا و الشرق الأوسط) ، و كان من المعتقد على نطاق واسع ، أنهم الأسلاف المباشرون ، لكل من البربر (الأمازيغ) و الايبيريين (سكان أسبانيا و البرتغال) . و الدليل الثقافي يأتي من فزان ، متمثلا في مملكة الغرامنت الكلاسيكية ، ثم الناس الأكثر قِدما في منطقة الصحراء ، العائدين إلى أكثر من 30 ألف سنة .
الأدوات الحجرية العائد تاريخها إلى أواخر مرحلة الثقافات الشولينية و الطيرية ؛ التي عرفت مؤخرا باسم بئر الطير (100 ألف – 30 ألف عام قبل الميلاد) عثر عليها في مواقع عديدة من منطقة فزان ، و حسب أغلب المصادر و كثير من الاكتشافات التي كانت بانتظار روجر و غابرييل لوتز (1955) ، فإن الأذهان تستعيد ثقافات (أو حضارات) منطقة فزان ، التي تطورت على مدى آلاف السنين ، ثم اختفت في ظروف غير مواتية لاستمرارها . حيث تتكدس أدوات حجرية من العصور الماضية ، يقدر عددها بالملايين . و تعود إلى المرحلتين المبكرة و المتأخرة من الفترات : الشولينية (عودةً إلى 500 ألف سنة) ، الليفالوسية (100 ألف سنة) ، الموستية (50 ألف سنة) ، و الطيرية (40 ألف سنة) .
و الكثير من آلهة و إلهات المايثولوجيا (الأساطير الدينية) المصرية و البربرية (الأمازيغية) ، لا زالت ظاهرة الوجود في رسومات الفن الصخري عبر الصحراء ، التي عُرفت بكونها أكبر مجموعة من الأعمال الفنية لعصور ما قبل التاريخ في العالم ، منتشرة بأكثر من مائة ألف موقع .
و الرسومات الصخرية العائد تاريخها إلى 12 ألف سنة قبل الميلاد في فزان ، هي موضوع خلاف واسع ، فالعديد من العلماء يذهبون الآن إلى إرجاع هذا التاريخ إلى زمن أقدم ، في ضوء الاكتشافات الحديثة ، فضلا عن النقد الشديد الموجه أصلا إلى الأساليب القديمة المستعملة حتى الآن في العمل - بالخصوص - منذ نحو 40 - 50 سنة مضت .
وقد أكدت الأبحاث الأثرية ، أن ما يسمى الثقافة الأيبيريّة – الموريّة ** ، (22 ألف سنة قبل الميلاد) هي في الحقيقة ثقافة بربرية صافية ، و أن ذلك الاسم (الأيبيرية) قد أضيف بواسطة الآريين لأسباب سياسية . و يقول علماء الأنثروبولوجيا ، بأن بقايا الهياكل العظمية لسكان المستوطنات المعروفين باسم المولانيين Mouillans" " تعود إلى تاريخ يتراوح ما بين 10 آلاف و 15 ألف سنة قبل الميلاد .
و كانت هذه المستوطنات الصغيرة ، تضم عادة نحو 100 شخص ، معظمهم من النساء و الأطفال ، و قد كانوا يشكلون أكبر مجموعة من السكان ، ذوي الجمجمة الأكبر سعة ، كانت قد ظهرت في العالم كله على وجه الإطلاق ، الأمر الذي يدل ، ربما ، على صلة قرابتها بالأقدمين ذوي الأدمغة الكبيرة من الكرو - ماجنون . وقد أشار الدكتور كارلتون كون إلى أن ملامح الموليين (Mouillan) ، لم يسبق أن تطورت في مثل هذه المجموعات ، ضمن أي تسلسل تطور تاريخي في تلك الحقبة من التاريخ البشري .
---------------
هوامش :
* كرو- ماجنون : الاسم دارج الاستخدام لوصف النوع الأقدم من الإنسان الحديث (Homo sapiens sapiens) . وبتعبير أدق ، إنسان كرو - ماغنون ( (Homo-Cro-Magnonهو حلقة التطور التي تربط بين إنسان نياندرثال (Homo-Neanderthal) و الإنسان الحديث العاقل (Homo sapien)
** الموريّون : هم سكان شمال غرب أفريقيا القدماء ، الذين جاء منهم اسم موراكُش و اسم موريتانيا . (أمور أكوش : تعبير أمازيغي يعني في العربية بلاد الإله أو وطن الرب)

Berbers are -dir-ect descendants of Cro-Magnon:
About 37,000 years ago, Libya, and much of North Africa, was occupied by tall, large-brained, and powerfully built humans, known as the Cro-Magnon. The remains of this type were found to be older than other Cro-Magnon samples from other sites (Europe and Middle East), and it was widely believed that they were the -dir-ect ancestors of the Berbers and the Iberians. Cultural evidence from Fezzan, the home of the classical Garamantes Kingdom, then the most advanced people in the Sahara, goes back to more than 30,000 years. Stone implements dated to the late Acheulean and the Aterian (named after Bir el-Ater) cultures (100,000 – 30,000 BC) were found in numerous sites from the Fezzan area, and, according to most sources, many more await discovery. Rüdiger and Gabriele Lutz (1955) recall the cultures of Fezzan to have evolved over the past hundreds of thousands of years and vanished under adverse conditions. “Stone tools of bygone eras are lying about in millions, from the relics of early and late Acheulian (up to 500.000 years), Levalloisian (100.000 years) and Mousterian (50.000 years) to Aterian (40.000-20.000 years).” Many of the ancient Egyptian and Berber mythical gods and goddesses are still represented on the rock art of the Sahara, in what is known as the largest collection of prehistoric art in the world: well over one hundred thousand sites. The dating of Fezzan s rock drawings to 12,000 BC is widely disputed, and many scholars now call for pushing this date farther back in time on the light of the recent discoveries, and also strongly riticized the old techniques originally used to date the work some 40´-or-50 years ago.
Recent archaeological research has confirmed that the so called Ibero-maurusian culture (22,000 BC), was in fact purely Berber culture, and that the name Ibero- was added by Aryanists for political reasons. The skeletal remains of a population anthropologists named "Mouillans" were said to date between 15,000 and 10,000 BC. These settlements were typically small, of about 100 individuals, mostly of women and children! They posed the largest cranial capacity of any population the world has ever seen indicating, perhaps, their relation to the earlier, large-brained Cro-Magnons. Dr Carleton Coon has pointed out that the Mouillan features have never before evolved in such combinations in any race at that time in human s history.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص