الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توفيق بوعشرين .. لقد -طحنوه -

سليمان الهواري

2018 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


توفيق بوعشرين .. لقد "طحنوه "
***********************
الآن وقد سقطت البقرة والكل يشهر سكينه و يشحذه ..
هل ما يحدث لبوعشرين محاكمة حقيقية ام هو شيء آخر ؟ .. هذه يقينا ليست مجرد محاكمة رجل من يا ايها الناس فقط .. انه فعل اغتيال اخلاقي يبيد الحجر واصل وفصل بوعشرين وكل ما يرتبط به .. بمعنى ان هذه ليست قضية اخلاقية عادية تعرض على المحاكم كما كل يوم .. الامر يتعلق ببوعشرين مدير و صاحب جريدة الأخبار الاكثر انتشارا في المغرب . وهو الذي يطالبه زعيم الاحرار و وزير الوزراء بخمس مئة مليون سنتيم كتعويض في المحاكمات الأخيرة وهو نفس المبلغ تقريبا الذي حوكمت به جريدة المساء سابقا ايام البطل الصحفي المتحول جينيا من عمود شوف تشوف وما ادراك ما نيني .. اي ست مئة مليون حوكم بها نيني لما كان معه بوعشرين نفسه في قيادة سفينة جريدة المساء و ادى فيها نيني سنة من السجن خرج بعدها زعيما اعلاميا و صاحب جريدة و قناة و جاه و ثروة يعلم الله وحده كيف لم يتم دفع الذعيرة الكبيرة واي الجهات عقدت معه صفقة عمره الصحفي .. نيني هذا بالمناسبة هو من نزل على بوعشرين زميله في هذا المسار الصحفي البئيس بمقال ناري يدينه و يلبسه كل جرائم الاغتصاب في العالم من اول ساعة اعتقال وكأنه مدفوع كما كان في شوف تشوف كي يشوف العالم كله في اتجاه واحد هو ادانة الرجل شعبيا و اعلاميا و انسانيا قبل ان يقول القضاء كلمته ... وما رافق هذا الى اليوم من انخراط كل المواقع و المنصات والابواق الرسمية في تثبيت الادانة في عقول الناس بما يعني ان الامر اكبر من مجرد رجل يستغل موقعه الصحفي والمالي ليغرر بصحفيات فقيرات ومبتدئات ليشبع فيهن نزواته الجنسية ..
والشيء بالشيء يذكر فمن منا لا يعرف ما يدور في كل مؤسسات هذه النخبة الثقافية والاعلامية من فساد ينخر كل بنياتها .. ألا نتذكر صرخة ليلى الشافعي الكاتبة والمثقفة ضد قيادات اتحاد كتاب المغرب وهي توجه لرئيسه العلام تهما قذرة حقا ولكل من معه عندما هددت برفع دعوى قضائية ضدهم مع تفاصيل لياليهم الخمرية و الجنسية .. فلم لم يتحرك القضاء لحظتها و يعتقل هذه الاسماء المتورطة او على الاقل تقام لهم قضية علنية يعرف فيها المغاربة من يمثلهم ثقافيا في أعز واجهة ثقافية بالبلد .. أم ان الامر كان مجرد فلتة تمت إعادة اصحابها لجادة المتحكمين و النافذين في البلد ؟
انه نفس الامر مع بوعشرين ، لكن السيناريو هذه المرة محبك جدا والكاميرات مزروعة في كل جنبات مقر جريدة الاخبار وهي تلتقط.كل تفاصيل مايقع في اركان الجريدة المتهم صاحبها بعلاقات عضوية مع رئيس الحكومة السابق بن كيران الذي انتهت خدماته للنظام وقام بإخصائه في عز فحولته من داخل الحكومة التي طرد منها مذموما مدحورا ، ومن حزبه بعد تأليب فريق العدالة والتنمية الحكومي ضد كل من و ما هو بنكيراني .. هل توفيق بوعشرين يمتلك كل هذه الخسة الأخلاقية كي يزرع كاميرات في مكاتبه دون علم أحد و يصور ذبيب النمل في جريدته قصد ابتزاز ضحاياه من الصحفيات حتى يتحكم في مسارهن المهني و العهري كما ايسكوبار او هكذا يراد تصوير مدير جريدة الاخبار الذي يتهمونه بتوريط زملائه الصحفيين في مواقف و تصويرها و من خلالها يفرض عليهم مواقفه و توجهاته اللاوطنية .. أوووف .. هكذا نعتت المواقع توجهاته باللاوطنية في إحالة للعمالة لجهات أجنبية وهو الذي يصول ويجول في اروقة الدولة وحكوماتها كما بيت أمه الى حدود أسبوع قبل ان تقع السماء على رأسه ..
توفيق بوعشرين ليس ملكا ولا قديسا وهو غرق في بحبوحة العيش بما يكفي كي يعتقد انه امتلك زمام القدر في يديه .. بوعشرين صديق هشام العلوي ابن عم الملك او الامير الاحمر كما يسميه الاعلام الخارجي الذي زاره في امريكا كما كان يحكي الجميع في بداية الألفية عندما كان يجهز جيشه الاعلامي لربيع مغربي مفترض قد تتدخل امريكا فيه لجعله البديل المحتمل للنظام عند اول هبة جماهيرية لكن الامور لم تمش كما يفترض ان كبار العالم تخطط دائما .. بوعشرين الذي رافق هشام الامير في البوسنة مدة كافية كي يصبحا اصدقاء يهاتف بعضهما البعض كما لو انه الحب بينهما قبل ان يخترق توفيق الحجب وينتقل من صحفي مبتدئ في الاحداث المغربية الى شريك في الايام ثم المساء ثم وجهة نظر ثم مملكة أخبار اليوم وملحقاتها ..
انها قصة صعود واحد من ابناء الشعب الفقراء .. والفقر لم يكن يوما عيبا .. توفيق ابن الاسرة المحافظة الذي عاش مرحلته الجامعية في صفوف حركة ثورية كانت تسمى حركة الاختيار الاسلامي وان ظل هو دائما في اقصى يمينها رغم نشاطه الواضح في فصيلها الطلابي الذي أعلن في فاس بداية التسعينات فيما يعرف بطلبة الميثاق .. وموقعه هذا هو الذي جعله من لحظتها صديقا مقربا للمدعو حامي الدين المتهم حينها بقتل الشهيد ايت الجيد وهو الامر الذي تعمق مع الزمان حتى صار حامي الدين برلمانيا وقياديا بارزا في العدالة والتمنية حين صار بن كيران وزيرا اولا لحكومة الربيع العربي بعد انتفاضة حركة عشرين فبراير التي نقلت العدالة والتنمية الى موقع رئاسة الحكومة وجعلت من توفيق بوعشرين لسانا يوميا يعبر عن توجهات الفصيل الاخواني و صوتا لبن كيران يمجد كل سياساته الموغلة في خدمة الاسياد و ضرب كل مقدرات الشعب بكل فئاته ..
من لا يعرف مواقف بوعشرين العدائية لحركة عشرين فبراير ؟
هو نفسه توفيق بوعشرين الذي يعرف العالم علاقته بموزة القطرية بما يعني انخراطه كصوت اعلامي في موجة ربيع الاخوان الدامي هو الذي اتهم لحظة بالاشتغال وسيطا ان لم نقل قوادا لأحمد منصور مع حامي الدين الاخواني في اقتناص زواجات اللذة بعيدا عن صداع المشرق العربي ..
وطبيعي ان يعرف بوعشرين نفس مآل بن كيران من الحط والاهانة والتخريب بنفس ما تلقاه الاخوان في المشرق من نهاية مأساوية في مصر خصوصا و في فلسطين و كل المنطقة عموما .. وهذا ليس لان بوعشرين ينتمي للاخوان المسلمين او للعدالة والتنمية المغربية فالعالم يعرف ألا علاقة له بهم ولا بتنظيمهم فبوعشرين شاب صاعد عانقه الحظ و مال الاعلام وهو الرجل الذكي حقا و النبيه حقا حين استثمر في كل شيئ حتى في ظاهرة الاخوان ليبني له وضعا لا يحلم به اي صحفي مغربي و اغلبهم ممن لهم مواقف شريفة يعيشون الكفاف والعفاف بينما نوع السيارة التي يمتطيها بوعشرين تدل عن واقع الحال الذي وصله حتى ظن مخطئا ألا قوة قادرة على تغيير هذا الوضع رغم ان مؤشرات كثيرة تتابعت تبشر كلها بقرب انتهاء زمن حكومات العدالة والتنمية مهما جددت حتى في نخبها المنبطحة جدا ..
وكان يجب ان يسقط توفيق بوعشرين كنقطة أمام كاسحة الالغام التي قد تكون محطتها المقبلة يوم محاكمة البرلماني حامي الدين وامكانية اعتقاله وفق المعطيات الجديدة التي ظهرت في قضية الشهيد الطلابي ايت الجيد .. ولما لا الوصول الى بن كيران نفسه وارغامه على الصيام و صمت الدهر بدل طلعاته الدنكشوطية كل مرة هو الذي قال للعالم انهم لن يسلموا اخاهم حامي الدين المطلوب رأسه للرفاق وكأنه في غزوة داحس و الغبراء .. قد يكون يعتقد انه لازال يملك ما يشفع له عند ابواب القصر بما قدم من خدمات خيالية قبل ان يمسحوا به الارض وهو لا يعلن توبته و شعبويته وكل مرة يوجه التهم للتماسيح والعفاريت و التحكيم ..
من يستطيع ان يزرع كاميرات مراقبة دقيقة في جنبات مقر جريدة الاخبار بشكل احترافي دون ان يعلم أحد و يستمر البوس و التقبيل و الشد و ربما اكثر في ردهات الجريدة .. و الكل سعيد بنجاحات الجريدة و سعيد بلحظات الاستمتاع والحب داخلها .. من حرك مجموع الصحفيات المشتغلات في الجريدة بعد مدة طويلة كي تقدمن شكاوى برئيسهن .. ؟
هل المغتصبة تتلذذ باغتصابها ووتستمر في عملها وبرامجها و سفرياتها وونجاحاتها الاعلامية ام هناك من زرع هذه المتشبهات اللواتي لا علاقة لهن بالصحافة سوى خضرة عيونهم و اجسادهن المغرية و قدرتهن على التمايل المفرط .. من توسط لبوعشرين حتى يشغل هذه الكوارث بعيدا عن اي كفاءة او معيار صحفي .. ؟
نعم انه زمن القحبنة .. وتوفيق بوعشرين واحد من هذا الزمن .. ولم يكن يوما بوعشرين لا معارضا للنظام ولا صحفيا مؤمنا بخطه النضالي في الاعلام مبشرا بمجتمع المؤسسات والمحاسبة والديموقراطية والحوار والانفتاح والتسامح وو .. من دافع عن بن كيران حد الموت يستحيل ان يكون مناضلا ولا مؤمنا بقيم الشعب الفقير والمكافح .. توفيق بوعشرين من اولاد الفقراء الاذكياء الذين شقوا لانفسهم طريقا صعبا وسط غابة السياسيين والاقتصاديين و الصحفيين حتى وصلوا مواقع الترف ووالمسؤوليات والعلاقات الخيالية بالنسبة لهم .. توفيق ابن الاسرة النظيفة لا يمكن ان يرتبط اسمه بالاتجار بالبشر وهو الاسم المخفف للقوادة .. ولا يمكن ان يغتصب بالقوة وهو الذي يمتلك اسطولا من النساء اللائي تدرن حوله وكلنا يعرف المستوى الاخلاقي عندنا بما يكفي لألف بوعشرين ان يشفي هوسه الشبقي والجنسي كما يريد .. قد تكون له علاقات جنسية بشكل رضائي وهذا امر عادي وقد يكون وعد صحفية جميلة بالزواج ثم اخلف لتجده مرتميا يقبل زميلتها في نهاية الممر كل هذا ممكن مع سيادة العبث و طغيان المال و بعض السلطة المعنوية .. لكن ان يصل الحال الى فعل مدبر ومخطط كما لو اننا في شبكات المافيا الايطالية فان الامر يدعو للريبة ويجعلنا ننتقل من سؤال الاخلاق عن بوعشرين الى خلفية السياسة ومن يزعجهم خط بوعشرين في السلطة ..
لنخلص الى كون فعل التحرش مدان من الجميع بشرط تحقق وقوعه مقابل ما سمعنا من شهادة صحفية مشتكية كل ما في كلامها يجلب الريبة والتشكيك وهي الصحفية التي تتحدث عن باباها وماماها و بكرتها المصونة وكأنها في روضة اطفال تقارب موضوع الشرف والاغتصاب بالطبيب والبكرة لنتاكد من نوعية صحفياتنا ..
يبقى فقط ان نحلم ان تكون محاكمة بوعشرين محاكمة عادلة بعيدة عن اي ضغوط رغم استبعادنا للامر ومهازل محاكمات شباب الريف في عكاشة مستمرة تؤكد ان مطلب المحاكمة العادلة واستقلال القضاء لازالا بعيدين عنا .. وباشواط كبيرة ..
يقينا نحن في الضفة الاخرى لكل مواقف بوعشرين الذي كان طول الوقت صوتا لآلة القهر في البلد لكن مساره و صفته و شروط اعتقاله و كل هذه الملابسات تجعلنا نشك في المقصد من كل هذه الجعجعة ..
لننتظر المحاكمة في يوم المرأة العالمي لنحكم جميعا ..
**سليمان الهواري **








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف