الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- السيكودراما - يعتمد على الواقعية و تصاحبه العلمية المدروسة بدقّة وعناية من اجل تصحيح الافكار .. الشاعر العراقي كريم عبد الله ...حاورته - الإعلامية رانيا بخاري

كريم عبدالله

2018 / 3 / 3
الادب والفن


" السيكودراما " يعتمد على الواقعية و تصاحبه العلمية المدروسة بدقّة وعناية من اجل تصحيح الافكار ..

الشاعر العراقي كريم عبد الله



حاورته - الإعلامية رانيا بخاري



الشاعر يرفع راية الجمال والحياة مادام هنالك تيار ضده ، ضيفنا
يعتبر صاحب أول مشروع علاجي والذي يسمى " بالسيكودراما " وكان له السبق في هذا المجال وهو أيضا شاعر صدر له عدة دواوين منه " العشق الاسطورة " و" العشق في زمن الغربة " و" تصاويرك تستحم عارية " مجلة دار العرب الثقافية ضيفت الشاعر والطبيب العراقي كريم عبد الله وخاضت معه حواراً موسعا لتخرج بالمحصلة التالية :



*الإنسان لا يستطيع ان يقسم نفسه بالتساوي بين فنيين وان إنجازه الإبداعي لابد ان يتجلى في نوع واحد في حين يظل الآخر أكثر عرضية وأقل شأنا .



- - بالتأكيد لابدّ ان يطغى الأقرب الى النفس والروح على البقيّة ويتجلّى واضحا هذا الانجاز الابداعي من خلال ما يقدّمه على ارض الواقع , لكن هنا مَنْ يكون مبدعا بمعنى هذه الكلمة فيقدّم نفسه الى الواقع من خلال اعمال ابداعية مختلفة وربما تكون بنفس المستوى ولا ضير في ذلك .





*الإعلام والسينما والتليفزيون قدموا صورة نمطية لمرض الفصام .. على سبيل المثال من خلال اشتغال مشروعك على المرضى .كيف تعاملت مع هذا المرض من زاوية طبية ..؟


- ولانّ الاعلام والسينما والتلفزيون وحتى الأدب قدّموا لنا هذه الصورة المزرية لمريض ( الفصام ) بصورة خاصة والمريض العقلي بصورة عامة وتشويهها بكل هذه البشاعة ولما تسببت من ظلم وعار وازدراء ووصمة اجتماعية رافقت وسترافق هذا الانسان المضطهد من قبل المجتمع , تبلّورت عندي هذه الفكرة كردّة فعل لما حصل فقررت ان أعيد لهؤلاء بعض انسانيتهم المسلوبة منّا واثبات مقدرتهم الابداعية وتصحيح النظرة السلبية عنهم وانهم مازالوا بشر ينتمون الى هذا المجتمع وانهم مازالوا يحبّون ويتألمون ويحسّون , لهم احلامهم وامنياتهم وتطلعاتهم كباقي البشر رغم المرض .. قررت ان اقدّم مجاميع من المرضى الراقدين في المستشفى التي اعمل فيها ( مستشفى للأمراض العقلية ) للمجتمع وان اثبت للجميع خطأ النظرة السلبية التي وصمت المريض العقلي بها وسائل الاعلام في بلداننا العربية . لابد في البداية من كسب ثقة هؤلاء المرضى ومن ثمَّ الاخذ بأيديهم الى عالم الجمال والابداع المملوء بالإنسانية والاحترام والسلام .





* لم ينقطع التأثير الغربي على المنطقة العربية كتقليد تجارب مسرحية , مثل مشروع الشمس للاريان منوشكين ومولير إذ كان مشروعهم يعمل على البيوع للتعبير عما يدور فى خلجاتهم بما تحمله من سخرية ..فعلى أي المدارس ينهض مسرحك .؟



- اعتمد مسرحي الخاص على الواقعية تصاحبه العلمية المدروسة بدقّة وعناية من اجل تصحيح افكار هؤلاء المرضى واعادتهم الى الواقع بعدما تضررت عقولهم بسبب المرض . فمسرحي الخاص هو عبارة عن برنامج علاجي طويل الامد يشترك فيه الكثير من المرضى والمريضات الراقدين في ردهات المستشفى وقد مضى على رقودهم سنوات طويلة بصحبة هذا المرض اللعين . تجربتي هذه تجربة عراقية وعربية خالصة لم يسبقني بها احد ما ..لكن للأسف تجاهل الاعلام لمثل هكذا تجربة اعتقد ستكون بعيدة عن الاضواء وعدم اطلاع الجميع عليها .



*هنالك شعراء تكون لغتهم تجميعها لمفردات متداولة فى قواميس أخرى موجودة خارج ذواتهم ولا تنفرد ببصمات جينية خاصة بهم ..هل ذلك ما جعل شعرهم خارج لغتهم .؟


- الشاعر ابن بيئته وواقعه المعاش , يتأثر به ويؤثر به , لا خير في شاعر يعيش في معزل عن عالمه اليومي . الشاعر رسول الى المجتمع الذي اصابه الضرر والانحطاط وانتشر فيه الخراب والموت والظلام ..الشاعر يبقى صاحب المشعل الذي يضيء دهاليز الحياة وينشر الفرح والجمال والابداع كي يغطي سوءة هذا الخراب وخلاف ذلك سيكون خارج السرب .






*الجواهري وسعد صالح وصلا حد اليأس من إمكان تغير العراق وودع سعد بقصيدته الأشباح التي بث فيه نظرته التشاؤمية وكذلك الجواهري ..كيف صاغ الشعر بتلك الثيمة مبشرا بعراق جديد .؟




- حينما يعمّ الخراب وينتشر الموت في ازقّة البلاد ويعمّ الظلام لابدّ للشاعر الحقيقي ان يمسك مشعل الابداع ويحارب جنود القهر والدسائس والزيّف . الشعر رسالة يجب ان تحمل ملامح الامة والبيئة والتاريخ , العراق مذ كان والحزن رفيقه الذي لا يفارقه , حتما سنتكلم بالحزن شعرا ونتنفس هذا الحزن كل صباح ومساء حروفا تنزف الما ودما . الشاعر سيبقى يرفع راية الجمال والحياة والسلام مادام هناك تيار اخر ضده .




* من خلال إشراك المرضى في التمثيل هل نجحت في ازالة الوصم الاجتماعي للمرض النفسي .؟



- جميع المرضى والمريضات الذين عملوا معي في هذه الاعمال المسرحية تحسّنت حالتهم واضطر الاهل الى اخراجهم من المستشفى , واغلبهم عاد يمارس حياته ضمن المجتمع بصورة اعتيادية ومقبولية جيدة جدا . نعم تخلّص هؤلاء من تبعات الوصمة الاجتماعية بعدما استطاعوا مواجهة الجمهور وهم اكثر ثقة بالنفس بعدما أدّوا ادوارا لا يستطيع غيرهم اداءها .. هذه التجربة تسمى ( السايكودراما ) أي العلاج بالتمثيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا