الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشكيل العقل الحديث - كرين برينتون

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2018 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تشكيل العقل الحديث – كرين برينتون
ترجمة شوقى جلال
سوف نتناول فى عرض موجز للغاية كتاب تشكيل العقل الحديث الذى يحمل عنوان
The shaping of Modern Mind
By
Crane Brinton
New Yark, 1953
والكتاب بمقدمة بديعه للمترجم الاستاذ - شوقى جلال ناتى بها فى سياق التقديم
والكتاب يتناول بالطبع العقل الاوربى او الامريكى الذى صحا من غفوته منذ العام 1500 ميلادية تقريبا ، فى الوقت الذى توقف فيه العالم الاسلامى والعربى عن الصعود تماما ، بل ومازال سادرا فى غفوته باعتبار اعتقاد راسخ يملاء وجدان العقل العربى والاسلامى ان التاريخ توقف عندهم برسالة السماء وكفى

ولا شك ان التحول من العصور الوسطى الى العصر الحديث لم يكن سهلا ، بل كان صراعا دمويا طاحنا وانقسامات واتهامات بالكفر والذندقة ، ولكنه فى كل الاحوال يسير وليس كما هو لدينا محلك سر بل ربما للخلف در

الغرب اخضع الواقع لضوء العقل ، ولم يتوجه بكل طاقته الى كتابات السلف ارسطو والقديس اوغسطين او الاكوينى – بل الى الطبيعة والانسان – والعقل الاوربى ادرك ان النعيم ليس فى السماء وحدها بل على الارض ايضا

حطم العقل الاوربى ليس الدين ولكن القائمين عليه ، من يحتكرون مهمة تفسيره ، وكان ومازال ولاء العقل الاوربى للتراث ولاء ابداعى ، اذ اخضع التراث للنقد واسقط كل بال ومعوق واحيا الرائع فى تراثه القديم حتى ما قبل المسيحية

بؤرة الصراع ومحور النهضة الاوربية هو قيمة الانسان وتحرره من قيد التبعية
ومع ما وصل اليه العقل الاوربى فانه مازال فى طريق الفهم والاصلاح – يدرك العقل الاوربى مشكلته ويفهم انه يعانى ازمة حضارة ولكنه عكس ما نفعل يحلل الازمة ويرصدها ويخضعها للدراسة دون رقيب او حسيب

ان فائدة عرض الكتاب لاتاتى من كونه يناقش ازمة العقل الاوربى والامريكى الذى يتسيد العالم حاليا فحسب ، ولكنها تاتى لفهم كيف استقرت مفاهيم اساسية فى الغرب عن سيادة العقل والحرية

هذه المفاهيم التى لايبدوا ابدا انها تجد طريقا لتتجذر فى مجتمعاتنا

نحن ربما نتمتع بقشرة الحضارة وسرعان ما يذهب بهاؤها عند اول عارض ، وما انهيار تجارب الديمقراطية فى مجتمعاتنا عن اول صدمة سوى لكونها ليست نتيجة نهائية لاستقرار مفاهيم سيادة العقل والحرية

وهنا يحق لنا ان نعرف لماذا لا تنبت الديمقراطية فى مجتمعاتنا ؟
ذلك لاننا لم نستطع ابدا بناء عقل عربى حديث يستمد الهامه من واقعنا التاريخ الذى يمتد الى ما قبل الاسلام

سنظل فى هذه المأساة المفرغة الى ان ندرك كما ادرك الاوربين قبلنا اننا نستطيع ان نجعل حياتنا افضل من حياة اجدادنا وان نتطلع للمستقبل لا ان نتطلع للماضى بهدف تكرار

لن نستطيع الولوج الى المستقبل الا بسيادة مفاهيم العقل والحرية ، لا بتكرار المقولة الفاسدة بانه لن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها حيث يعتبر هؤلاء ان الزمن توقف عندهم
وان ادوات الماضى هى ذات ادوات الحاضر بل والمستقبل
والى العرض السريع للكتاب فى مقالات قادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي