الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-لا أوثان في الحزب الشيوعي، فلتفتح الأفواه-

حسن ناجي

2018 / 3 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هذا العنوان ليس من عندي، هذا عنوان سلسلة مقالات بدأها القائد الشيوعي الفرنسي "موريس توريز" ونشرت على صفحات "اللومانتيه" عام 1931، قبل 87 عاما، كانت الغاية منها معالجة الخلافات داخل الحزب، فتح صفحات اللومانتيه لنقاشها تحت هذا العنوان. اتذكر هذا الشعار منذ قرأت كتاب توريز "ابن الشعب" في بداية السبعينات، حين كنا في اتحاد الطلبة وكان الكتاب، الذي صدر في 1937 وترجم الى العربية في الخمسينات، ضمن المنهج التثقيفي لتنظيم الاتحاد في اعداديتنا... ايام التلمذة!
وصفحات "البرافدا" أيام لينين كانت منبرا للصراع الفكري والسياسي بين قادة الحزب البلشفي.
وفي الحزب الشيوعي العراقي وقبيل المؤتمر الوطني الخامس في بداية التسعينات، فتحت مجلة "الثقافة الجديدة" أبوابها للآراء الناقدة لكل شيء في الحزب، فكريا وسياسيا وتنظيميا وماليا... الخ. وكانت تلك الآراء والمقالات مادة غنية في التحضير والاعداد للمؤتمر الخامس عام 1993، جرى جردها وبلورتها وتقديمها للجان التحضيرية للمؤتمر ضمن مواد العمل، لجان اعداد التقرير السياسي والبرنامج والنظام الداخلي.
وبعد المؤتمر الخامس، كان في كل عدد من "طريق الشعب" صفحة عنوانها "وجهات في النظر" اقترحها واختار عنوانها "مفيد الجزائري"، ذاته رئيس تحرير طريق الشعب حاليا، الذي لا يسمح الآن بنشر الآراء النقدية. كانت تلك الصفحة مخصصة للآراء الأخرى من رفاق الحزب، المعارضة لسياسة الحزب ونهجه. لكن بعد حين قصير لم تعد قيادة الحزب تتحمل الآراء النقدية لرفاقها، فألغت الصفحة.
الآن صحف الحزب ومجلاته، في بغداد والمحافظات، مغلقة امام الآراء النقدية والمعارضة، كلها على لون واحد ورأي واحد، ويجري التطير والنفور حتى مما ينشر في الانترنيت وصفحات التواصل الاجتماعي... الرقابة على أشدها!
ولا أدري أي ماركسيين هؤلاء الذين يتطيرون من النقد ويخافوه وينفرون منه، بل ان بعضهم يحقدون على الناقدين، وبعض آخر يخوّن من ينتقد، فالماركسية منهج وفكر نقدي في طبيعته ومحتواه، ومن يفكر بطريقة ماركس لا بد أن يكون ناقدا.
يا جماعة الخير، حتى حين كنا تلاميذ في مدرسة اتحاد الطلبة بداية السبعينات، كان من بين مواد التثقيف الداخلي الأساسية لأعضاء الاتحاد، مادة معدة ومكتوبة بخط اليد عنوانها "النقد والنقد الذاتي خبزنا اليومي". هذا قبل ما يقرب من خمسين عاما.
لا أقصد هنا قادة الحزب الشيوعي العراقي فقط، بل حتى الكثير من كوادره وأعضائه الآن، يظنون النقد عداءً وشتما. وهذا خلل وانحراف عن المنهج الماركسي وعن تقاليد ومثل الحزب الشيوعي كرسته البيروقراطية الحزبية المتجذرة والمزمنة والمتكلسة.
قادة الحزب الشيوعي بشر، يخطئون ويصيبون كما البشر الآخرين، ليسوا أئمة معصومين، ليسوا مقدسين، يأتون ويذهبون ويتغيرون وليسوا ثوابت مثل قضية الحزب وفكره ومبادئه ومثله النضالية. وسياسة الحزب ومواقفه أيضا ليست مقدسة، تخطئ وتصيب.
لن أطيل، لأن كل هذا من البديهيات... وأنا أذكر بأمور تعلمناها في اتحاد الطلبة، في مرحلة الاعداد الشيوعي الأولى.
"لا أوثان في الحزب الشيوعي... فتفتح الأفواه" هكذا تعلمنا... وهذا ما يحتاجه الحزب الشيوعي العراقي اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعارف
Almousawi A.S ( 2018 / 3 / 4 - 11:28 )
تحية طيبة
حاولت التوسع
في معرفة خلفية مكوناتك الفكرية
ودراساتك
بالبحث من خلال اسمك
فلم اجد غير مقالتين في
2009 / 4 / 12
وفي
2018 / 3 / 3
والفرق 9 سنوات
فهل لي بالفضول عن شخصيتك
واسباب العودة بعد هكذا غياب
مع فائق التقدير سلفا

اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا