الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يعتقد به البهائيون

راندا شوقى الحمامصى

2018 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتقد البهائيون اعتقادا راسخا بأن جوهرَ التعاليمِ التي أعلنها حضرة بهاءالله للعالمِ هو أن الحقائقَ الدينية أمرٌ نسبي و ليس مطلقاً والظهوراتِ الإلهية هي عمليةٌ مستمرةٌ ومتجددة. إن جميعَ الأديان الكبرى في العالم أساسُها إلهي ، وأن جميعَ مبادئِها و أصولِها متوافقةٌ بالكامل، آمالُها ومقاصدُها واحدة، تعاليمُها هي تجلياتٌ متنوعة لحقيقةٍ واحدة، و وظائفُها وأدوارُها متممةٌ بعضُها بعضاً. تختلفُ الأديانُ وتتباينُ فقط في الجوانبِ غير الجوهرية (التعاليم الفرعية) لمبادئِها، فرسالةُ كلٍ منها تُمَثَلُ مرحلةً من المراحلِ المتتابعةَ في تكاملِ المجتمعِ الإنساني.

إن هدفَ حضرة بهاء الله رسولِ هذا العصرِ الجديد والعظيم للعالمِ الإنساني ...... ليس طمس أو تشويه الظهوراتِ السابقة بل إتمامَها وإكمالَها وتحقيق التصالحُ بين الأديانِ لا إشعال فتيلِ البغضاء جراء اختلاف المعتَقدات، التي من شأنها أن تُمزِّقَ المجتمعاتِ الحاليةَ وتوقعُها في الفوضى.

لم يكن هدفُ وغايةُ حضرة بهاء الله أن يقلِّلَ من شأنِ السلف من الأنبياءِ أو أن يحطَّ من قيمةِ تعاليمهم بل أن يُؤكدَ من جديد الحقائقَ الأصليةَ المكنونة في تلك التعاليمِ و يبينَها بحيث تتفق واحتياجات العصر الذي نعيشُ فيه وتتناسبُ مع قدراتِه وتتلاءمُ مع مشكلاتِه وما يضطرمُ فيه من بلايا واضطراباتِ.

تُعلِن رسالةُ حضرة بهاء الله أنَّ زمنَ الطفولةِ والصبا للجنسِ البشري قد ولّى وأنَّ التشنجات والاضطراباتِ العنيفةَ المرتبطةَ بمرحلةِ بلوغِه الحالية تُهيؤه وتُعِدُّه ببطء وبصورةٍ مؤلمة للوصولِ إلى مرحلةِ الرشدِ والكمال، وتُبشِّرُ بطلوعِ عصرٍ هو فخرُ العصور إذ يتبَّدلُ فيه السيفُ والسنان إلى شفرةِ المحراث، ويأتي الملكوتُ السماوي الموعود من قبل حضرةِ المسيح، ويضمنُ حتماً استقرارَ الصلحِ العالمي إلى الأبد.
لا يزعمُ حضرة بهاء الله أن ظهورَه هو خاتمةُ الظهوراتِ الإلهية بل يتعهدُ أن يمنحَ البشريةِ التي هي في مرحلة حرجةٍ من قَدَرها معيارا أكملَ وأتم من الحقيقةِ المفوَضةِ إليه من قبل الله تعالى والتي سيتمَّ الكشفُ عنها في مراحلَ مستقبليةٍ تبعاً لتطورِ البشريةِ المستمر وغيرِ المحدود.

يُقِرُّ الدينُ البهائي بوحدانيةِ الله ووحدانيةِ الرسل، ويعتقدُ بوحدةِ الجنسِ البشري وجامعيتِه وينادي ويُصرِّح بضرورةِ بحتميةِ اتحادِ العالم الإنساني ويُؤكدُ بأنه يقتربُ منه تدريجياً. يعلنُ الدينُ البهائي أن الروحَ الإلهيةَ الخلاقةَ والساريةَ في كلامِ المبعوثِ الرباني هي وحدها التي تستطيعُ أن تضمنَ اتحادَ بني البشر وتحققَه في هذا العصر. فضلا عن ذلك فإن الدينَ البهائي يكلِّفُ أتباعَه الفريضةَ الجوهرية وهي تحري الحقيقةِ بلا قيود ويدينُ جميعَ أنواعِ التعصب والخرافات ويصرِّحُ بأن غرضَ الدينِ هو تعزيزُ السلامِ والتفاهم. يعلنُ الدينُ البهائي أيضاً انسجامَه وتوافقَه الضروري مع العلمِ و يعتبرُه السببَ الأعظمَ لصلحِ العالمِ والتقدمَ المنهجي لمجتمعِ العالمِ البشري.

يدافعُ الدينُ البهائي بصورةٍ قاطعةٍ عن مبدأ المساواةِ بين الرجلِ والمرأةِ في الحقوق والواجباتِ بشكل مطلق، ويُؤكدُ وجوبَ التعليمِ الإجباري ويسعى لإزالة الفقرِ المدقعِ والثروةِ المفرطةِ، كما يلغي المؤسسةَ الكهنوتية، ويحظُرُ الرِّقَ والزهدَ والتقشفَ والتسولَ والرهبنة، والدين البهائي لا يجيزُ تعَدُّدَ الزوجات كما يذمُّ الطلاقَ ، ويؤكدُ ضرورةَ إطاعةِ الفرد التامة للحكومةِ التي ينتمي إليها، كما أنه يمجِّدُ أيَّ عملٍ يؤديه المرءُ بروحِ الخدمةِ ويرفعه إلى مرتبةِ العبــادة، وإضافة على ذلك فإنه يحضُّ على انتخابِ لسانٍ عامٍ دولي أو إبداعِه ويحدِّدُ الخطوطَ العريضةَ للمؤسساتِ التي يتوجبُ عليها أن تضمنَ تحققَ الصلحِ العام للعالمِ الإنساني واستمرارَه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - nice
الجندي ( 2018 / 3 / 4 - 20:17 )
nice
على كل حال شكرا على فتح باب التعليقات
على كل حال عندي سؤال
البهائية كدين لا يؤمن بالنار والجنة ولكنه يؤمن بالقران الكريم
فكيف تفسرون ذلك؟؟؟؟؟؟ ام كلامي فيه خطا ؟؟؟؟؟


2 - البهائيون يؤمنون بالجنة والنار ولكن بمعاني آخرى
راندا شوقي الحمامصي ( 2018 / 3 / 4 - 23:32 )
السيد الفاضل/الجندي
أشكر مروركم وتعليقكم
البهائيون يؤمنون بالجنة والنار ولكن بمعنى آخر غي المتعارف عليه في الإسلام
فالجنة والنار ليست أماكن بل حالات للروح ويستطيع الإنسان أن ينعم ببعض بشارات الملكوت وهى المواهب الروحانية، وبيده كذلك أن يذوق عذاب جهنم الذى هو عباره عن الحرمان من هذه المواهب حتى ولو كان لا يزال يحيا بجسده وعلى ذلك فجهنم هى فقدان الترقى الروحانى. -وأما المكافأه الآخروية فهى الكمالات والنعم التى يحصل عليها فى العوالم الروحانية بعد العروج من هذا العالم، وهذه المكافأة الأخروية هى نعم وألطاف روحانية كالنعم الروحانية فى الملكوت الإلهى والحصول على مرغوب القلب والروح. وكذلك المجازات الأخروية، يعنى العذاب الآخروى، هو عبارة عن الحرمان من العنايات الإلهية الخاصة والمواهب الرحمانية والسقوط فى أسفل الدركات الوجودية، وكل من يكون محروماً من هذه الألطاف الإلهية ينطبق عليه حكم الأموات عند أهل الحقيقة- (ع.ع)
فتفاوت البشر فى مراتب الأخلاق والكمالات الروحانية وهو التفاوت الذى كثيراً ماتحجبه عوامل البيئة والجاه والثروة والثقافة – سوف تنكشف حقيقته فى العالم الآخر حيث يكون مدى الحياة أوسع .


3 - شكرا
الجندي ( 2018 / 3 / 5 - 07:57 )
شكرا على الاجابة سيد راندا


4 - المساواةِ بين الرجلِ والمرأةِ
بولس اسحق ( 2018 / 3 / 5 - 08:45 )
دعينا يا سيدتي الرائعة نبدأ البحث في الكتب البهائية، وربما الأقدس خير بداية لأنه كتاب التشريعات، لنرى هل بالفعل التشريع البهائي يعدل ويساوي بين الذكر والانثى ام لا:
1-التوريث:
بالنسبة للطبقات السبع: نلاحظ أنه دائما الرجل يأتي قبل المرأة وله دائما أسهما أكثر من النساء حوالي ستين سهما،حيث يذكر الاباء 330 سهما، ثم يذكر الامهات 270 سهما وايضا الاخوة لهم 210 اسهم ومن ثم جاء ذكر الاخوات ولهن 150 سهم، نلاحظ في التوريث لا يوجد شيء اسمه مساواة.
2- بيت العدل الأعظم:
لأثبات التساوي بين الذكر والانثى يجب أن نرى بالفعل هل هناك اعمال و واجبات معطاة للجنسين ام لا، فبيت العدل الأعظم يشرف على النظام الإداري العالمي للجامعة البهائية وينتخب أعضاؤه من بين جميع البهائيين الذكور البالغين في العالم في مؤتمر عالمي يشارك فيه أعضاء كافـة المحافل الروحانية المركزية مرة واحدة كل خمس سنوات، اذا الذكور استولوا على المناصب التنفيذية، واما الحج فالمرأة البهائية غير مشموله به، ومن ثم يأتون بشعارات رنانة زاعمين أنه هناك مساواة حقيقية بين الرجال والنساء!!
3-إذا كانت جميع الأديان جيده، فما الحاجة لدين جديد ؟؟ تحياتي .

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد