الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة ذكرى تظاهرات يوم الندم والانتخابات القادمة!

نادية محمود

2018 / 3 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من المعلوم ان العراق شهد تظاهرات عديدة، المحلية منها والتي أنصبت على مطالب محددة مختصة بفئات معينة مثل العمال، وسواق الشاحنات، او طلبة الجامعات، والفلاحين وغيرهم، والقطرية منها والتي عمت مدن عديدة بمجرد اندلاع شرارتها. الكثير من تلك التظاهرات نظم ضد الخصخصة وضد الفساد ومن اجل الخدمات وضد سياسات المحاصصة، ومن اجل ان لا تكون بغداد قندهار. الا ان من المهم التذكير اليوم، والحكومة واحزابها مقبلة على تنظيم جولة جديدة من الانتخابات، بيوم الندم، اليوم الذي نظمت فيه التظاهرات في السابع من شهر اذار عام 2011، من قبل العديد من المجاميع الشبابية والمدنية بعد مرور عام واحد فقط على انتخابات 2010! نظرا لخيبتهم بالحكومة المنتخبة!
رفع المتظاهرون في تظاهرات يوم الندم لوحات لاصابع مقطوعة ملوثة بلون الدم بدلا من اللون البنفسجي، في اشارة الى ندمهم على التصويت لحكومة واحزاب لم يروا حدوث اي تغيير في حياتهم، من حيث توفر الخدمات او ايجاد فرص عمل او اي انجازات اخرى، بعد انتخابهم لها!
ولكن ما عسى المتظاهرون وغيرهم ان يقولوا الان وبعد سبع سنوات من تلك التظاهرات؟ خاصة وان الحملة الانتخابية للاحزاب ذاتها، وللميلشيات ذاتها، التي تكاثرت كالفطر في السنوات الماضية، والتي خلع بعضهم بزاتهم العسكرية ليضعوا اربطة عنق ليرشحوا انفسهم للانتخابات، تسير على قدم وساق!
حين اعلنت الجماهير ندمها على ما فعلت من تصويت للاحزاب الاسلامية انذاك، كان ذلك في عام 2011، اي حينذاك لم يظهر داعش، ولم يحتل ثلث اراضي العراق ولم يتشرد 3 ملايين مواطن، ولم ترتكب جريمة سبايكر، ولم تخصخص الكهرباء، ولم تعلن حالة التقشف، ولم تنخفض اسعار النفط، ولم تتوقف التعيينات في الدولة، ولم تتسع الاضرابات من مختلف الاوساط الكادحة والعمالية، ولم يختطف الناشطون المدنيون ويقتلوا من الشبان السبعة، وهادي المهدي، وافراح شوقي ولم تقتحم الجامعات ولم تحرق مقرات الاحزاب غير الاسلامية.. ولم.. ولم..!
فماذا ستقول الجماهير الان وبعد سبع سنوات من يوم اعلان الندم على ما انتخبوا وما بصمت ابهامهم، ماذا ستقول تلك الجماهير الان عشية الدخول الى الانتخابات؟ هل يمكن ان تشارك مرة اخرى؟ وتعض اصبع الندامة مرة اخرى؟ خاصة وان الاحزاب الاسلامية قد وصلت الى مرحلة لا تخجل فيها من الاعتراف باعمال الفساد وتتفاخر به على شاشات التلفاز، بعض منهم تخلى عن رفاقه لان، وبتعبير التظاهرات التي عمت لبنان، طلعت ريحتهم! حيث وصلت الامور الى حد اصبح فيها صعبا حتى للبعض منهم من غض الطرف عن تلك الجرائم والانتهاكات. اعترافات بهاء الاعرجي الاخيرة والتي يؤكد فيها جهارا على استناده واحيائه للطائفية من اجل ان يكسب "جمهورا" له. اصبحت تعلن علانية وبدون اي تردد، من اجل ان يكسبوا مواقعا في السلطة، والتي ادخلوا المجتمع برمته من اجلها -اي مصالحهم- في حرب دموية طائفية، لم تنتهي وليس معلوما متى تنتهي!
لقد كان معلوما مآلات العملية السياسية القائمة على اساس المحاصصة والطائفية، ودستورها، والذي شهدناه وعشناه، الذي هو خلق سيناريو اسود ودموي للجماهير، مكوناته الفقر، والتشرد والحروب والجهل.
لذا، ان الادعاء بان الناس هي التي انتخبتهم لا يعبر عن الحقيقة كاملة، لان تلك الاحزاب لجأت الى كل الطرق اللاشرعية من اجل السيطرة على السلطة والحكم. حتى وان ذهب الى انتخاباتهم نفر قليل، فانهم سعوا ويسعون الان بكل الطرق لشراء اصوات الفقراء، ولارهاب المجتمع، والهجمة على الشيوعيين والعلمانيين، والتشهير بهم من على وسائل الاعلام، رغم الادعاء بالديمقراطية، ناهيك عن القتل والاختطاف والتهديد. ان القصص تتوالى عن اعتقال باسم خشان في هذه الفترة هي من اجل حرمانه من الترشيح للانتخابات!
من اجل ان لا "يعض احد اصبع الندامة" مرة اخرى، فان نمطا اخرى من الانتخابات يستند الى الارادة الحقيقية للجماهير، بتمثيلهم واختيار مرشحيهم من الجماهير نفسها، وليس من الاحزاب التي اختبر الجميع حقيقتها كفئات تعبر عن طبقة فاسدة تنهب الثروات من اجل بناء سلطتها واقدامها في الحكم، امر ممكن وواقعي بقدرة واقعية هذه الانتخابات التي تجري اليوم، والتي يعرفون مقدما نتائجها. يجب رفض انتخاباتهم وديمقراطيتهم الكاذبة والزائفة، ليس حتى لا يعض احدا اصبعه نادما في الغد فقط، بل من اجل خلق حياة تليق بالبشر في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا