الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للذكرى والتاريخ: بركات حزب البعث والرسالة الخالدة

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2018 / 3 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


للذكرى والتاريخ: بركات حزب البعث والرسالة الخالدة

لم تقتصر بركات حزب البعث العربي الاشتراكي، حزب الرسالة الخالدة، (أي ثقافة وإيديولوجية ونط العيش البدوي لقبائل العرب الشهيرة التي انطلقت من الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي وحملت اسماً وطابعاً دينياً هو الإسلام، وتجلت بمعلية غزو واسعة وشاملة لحضارات المنطقة وتدميرها عن بكرة أبيها وإحلال ثقافة وأطلق على هذه الحملة العسكرية الأكبر في تاريخ المنطقة اسم الفتوحات الإسلامية)، نقول لم تقتصر بركات حزب البعث العروبي على سوريا وتدميرها ثقافياً وإعادة شعبها للقرن السابع الميلادي، بل امتد ليشمل عدة دول ناطقة بالعربية عبر ممثليات لها-أي للدول- عرفت فيما بعد باسم القيادة القومية التي كان هدفها واستراتيجيتها نشر وترويج وتلميع وشرعنة وقوننة ثقافة الصحراء وغزو القبائل العربية لدول وحضارات الجوار، فيما عرف بالفتوحات، وتدميرها وإنشاء نمط حكم قبلي وراثي عضوض فردي أبوي ديكتاتوري طهراني مقدس معصوم أطلقوا عليه اسم "دولة الخلافة" التي عادت "داعش" لإقامتها أيضاً بنفس النمط على قسم كبير من أراضي "العراق والشام"(وفقاً للتسمية الرسمية)، في الفترة بين 2914-2018 حين أعلن البغدادي صيفذاك قيام دولته من الجامع الكبير في الموصل، وكانت الجزائر العروبية تحت حكم بومدين-الناصرية واحدة من أهم ضحايا المد العروبي القومي البعثي وسياسات الأسلمة والتعريب التي اعتمدها البعث في سوريا وحاول تعميم أنموذجها في بعض الدول العربية غير أن الحركات الإسلامية السلفية كالإخوان والوهابية وسلالاتهما كانت أقوى وسباقة في القبض على القرار السياسي في بقية الدول الناطقة بالعربية..

وكان حزب البعث السوري، وإيماناً منه بشرعية "الفتوحات" وقداستها وضرورة بعث وتعميم وتنميط أنموذجها، قد أرسل بعثات تعليمية تبشيرية قومية ذات طابع سياسي في ستينات وبداية سبعينات القرن الماضي، بعد خطيئة وإثم خروج الفرنسيين من الجزائر، مدرسين سوريين "مستعربين" ( عرب وسوريون أصليون يحملون ثقافة الصحراء)، لبرمجة وتدجين وأدلجة الجزائرين والقيام بعملية تعريب وأسلمة Arabization & Islamization في صفوف الجزائريين وخاصة "الأمازيغ" (سكان الجزائر الأصليين وأصحابها قبل الغزو الرعوي)، لنشر ثقافة الصحراء التكفيرية العنصرية أو ما ما تـُعرف بـ"العروبة" وغسل أدمغتهم وبرمجتهم وأدلجتهم وتعريبهم في واحدة من أكبر مؤامرات وعمليات التطهير الثقافي الفاشية الكبرى الشهيرة التي جرت في المنطقة ضد شعب ما، وهذا مخالفة صريحة للقانون الدولي إذ لا يجوز إلغاء ثقافات ولغات ووطمس الخصوصيات الثقافية لشعب أو مجموعة ما وفرض أخرى بدلاً منها وتعتبر "جريمة" أو عملية تدمير ممنهجة متعمدة للتراث الإنساني (كما جرى سابقاً للثقافات القديمة في مناطق الغزو الكبرى سوريا والعراق ومصر وشمال إفريقيا التي اضمحلت وألغيت على يد القبائل الغازية)، والتي حصد الشعب الجزائري البريء الطيب المسكين، كما الشعب السوري، نتائج التعريب والأسلمة أجيالاً نمت وصاروا شباباً في التسعينات وقطعاناً وجحافل من الـ "دواعش" الجزائرين في تسعينات القرن الماضي الذين كانوا قد تربوا وترعرعوا في المدارس البعثية الجزائرية على يد المدرسين المستعربين من سوريا الذين نقلوا لهم فيروسات الاستعراب التكفيرية الفاشية عبر عملية غسل دماغ جماعية كبرى، ارتكب هؤلاء "الدواعش" من بعدما حقنوا وأشبعوا عنصرية وفاشية وخطاباً وتجميلاً وتلميعاً لبرابرة الصحراء وجرائمهم ضد الإنسانية جرائم مروعة على نفس النمط الداعشي في سوريا والعراق (نفس الثقافة البعثية)، لم يعرفها الشعب الجزائري حتى على يد المستعمر الفرنسي، ودفع فيها الجزائريون أثماناً باهظة حتى باتوا يحنـّون على أيام المستعمر الفرنسي بعدما لاقوه على يد أجيال عملية الأسلمة والتعريب التي رفع لواءها قومجيو الجزائر الفاشيست العنصريون وكانت وزارة التربية البعثية السورية "الجناح أو الذراع الثقافي" لعملية الأسلمة والتعريب" التي ضربت التعايش والتسامح في الجزائر وأقفرتها وأنتجت إرهاباً، كما في سوريا والعراق، لم تعرف له مثيلاً على الإطلاق، و"الخير لقدام"، والسؤال الأهم ما السر أن هذه الدول الثلاث التي رضعت وشبعت من ثقافة البعث ورسالته الخالدة ذاقت وكابدت وعانت داء وتداعيات هذا الإرهاب؟...

إضاءة قانونية
تعريف جريمة التطهير الثقافي وفقاً لمركز جنيف الدولي للعدالة- الأمم المتحدّة
18/ كانون الثاني/ يناير 2016

جريمة التطهير العرقي
تؤكد الصكوك والاتفاقيّات القانونية الدوليّة ان (جريمة التطهير العرقي) هي عملية الطرد بالقوة لسكّان غير مرغوب فيهم من إقليم معين على خلفية تمييز ديني أو عرقي أو سياسي أو استراتيجي أو لاعتبارات إيديولوجية أو مزيج من الخلفيات المذكورة. وهي محاولة خلق حيّز جغرافي متجانس عرقياً او دينياً، في المنطقة المقصودة، بإخلائه من مجموعة معينة. ويتم تنفيذ ذلك باستخدام القوة المسلحة، والتخويف او من خلال الاعتقالات، الإغتيالات، والأكثر وضوحاً هو عمليات الترحيل القسري، أو الاضطهاد، أو طمس الخصوصية الثقافية واللغوية والإثنية، عبر القضاء عليها نهائيا أو تذويبها في المحيط الإثني الذي يُراد له أن يسود. والهدف النهائي من ذلك هو السيطرة على مناطق تقطنها المجموعة التي يجري تهجيرها او تجعلها غير قابلة للسكن من قبلها مرّة أخرى. وقد تكون عمليات التطهير العرقي، وفي حالات عدّة، مترافقة مع مجازر تُرتكب ضد الجهة المستهدفة، مع تعدٍّ واضح على ممتلكاتها وخصوصياتها".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء