الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والعلمانية وإلحاد البعض

عبدالاحد سليمان بولص

2018 / 3 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين والعلمانية وإلحاد البعض .

تنشر آراء كثيرة على هذا الموقع وغيره حول الأديان من قبل دعاة الالحاد معتبرينها خرافة أنتهت مدة صلاحيتها وهذا حق تحفظه لهم حرية الرأي والعقيدة المستندة الى قوانين حقوق الانسان المعمول بها في العالم المتحضر ومن المفترض بالملحد أن يكون قد درس نصوص الدين الذي كان عليه ووصل إلى قناعة بعدم صحة مبادئه قبل غتخاذ قراره بالالحاد.

ما يلفت النظر هو أن بعض الملحدين من الخلفية الاسلامية عند تخليهم عن مبادئ دينهم يلجأون إلى حشر جميع الأديان ووضعها في سلة واحدة على مبدأ " حشر مع الناس عيد " بدل الاكتفاء برفض ما كانوا يؤمنون به ولا أعلم إن كان تصرفهم هذا يعتبر محاولة للتخفيف من ردة فعل مراجعهم الدينية ضدهم.

من المفروض بالملحد أن يكون على علم ودراية بوجود عدم تطابق بين نصوص الأديان المسماة بالسماوية تصل أحياناً إلى درجة الاختلاف والتعارض الأمر الذي يجعل وضعها في كفة ميزان واحدة خطوة غير واقعية وفيما يلي لمحة عامة ومختصرة عن تلك الاختلافات بين هذه الأديان دون الدخول في التفاصيل:

أولاً : اليهودية.

تحوي شريعة موسى تشريعات كثيرة مقيدة للحريات الشخصية وتنظر نظرة دونية إلى المختلف معهم من أتباع الأديان الأخرى غير اليهودية وتعتبرهم وحيوانات نجسة وذلك على أساس كون الاليهود " شعب الله المختار" وأن الديانة اليهودية هي أول ديانة توحيدية ظهرت قبل ما يزيد عن 1900 سنة حين كان الانسان لا يزال يعيش حياة بدائية ويحتاج لمن يسيره لذلك سنت تعاليم شريعتهم بما يشبه قوانين العقوبات المعمول بها حول العالم حالياً وعموماً لا تسعى الديانة اليهودية للتبشير بين الشعوب الأخرى ولا تعترض على اليهودي الذي يترك دينه.

ثانياً: المسيحية.

ظهرت الديانة المسيحية بعد اليهودية بما يقرب من 1300 سنة في زمن يسمى مسيحياً بعصر النعمة ووضعت نظاماً جديداً تجاوز شريعة موسى وأعطت أتباعها الحرية في الاختيار بين الخير والشر موضحة لهم تبعات إختيارهم المؤدي أما الى الخلاص أو الموت الأبدي وفرضت التبشير االسلمي بمبادئها لجميع شعوب العالم أجمع دون فرض ولا تحاسب المسيحي الذي يترك دينه.

ثالثاً: الاسلام.
جاء الاسلام بعد المسيحية بنحو 600 سنة وقد أخذ العديد من مبادئ شريعة موسى وكذلك أخذ من النصرانية وهي الفئة الأبيونية المنشقة عن المسيحية العقائد التي تخص المسيح ( عيسى بن مريم) والتي تتعلق بولادته وصلبه وقيامته وصفته النبوية التي تختلف عما ورد في العقائد المسيحية السائدة وكفَّر الاسلام كل من لا يقبله ديناً وفرض شريعته بالقوة على أبناء الدول التي إحتلها ( فتحها) حين وضع أمام أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين ( النصارى) ثلاثة شروط أحلاها مر وهي الاسلام أو دفع الجزية أو القتل في حين إعتبر أتباع الديانات غير الكتابية كفاراً ليس أمامهم غير الاسلام أو جز الرقاب كما حلل قتل المسلم الذي يترك دينه أستنادا إلى حد الردة والحديث النبوي الذي يقول " من بدل دينه فاقتلوه".

بناءً على ما تقدم ونظراً للتطورات الحاصلة حول العالم والتقدم الكبير في حقوق الانسان وتشريع الأمم المتحدة لقوانين لا تنسجم مع بعض مبادئ الأديان فقد لجأ اليهود إلى لجم التطرف الديني الذي لا يتماشى مع قوانين العصر كما قامت المسيحية بسحب البساط من تحت أرجل رجال الدين الذين كانوا إلى القرون الوسطى يتدخلون في الشأن السياسي للدول المسيحية وبشكل مرفوض لكن في المقابل لم يتمكن الاسلام من إتخاذ قرار مماثل لسببين رئيسيين الأول إيمانهم بأنّ ما ورد في القرآن هو كلام الله المنزل لا يجوز المساس به والثاني ربط الاسلام بين الدين والدولة منذ أوائل نشوئه حيث كان الخليفة رئيساً دينياً ودنيوياً ولا زالت دساتير معظم الدول الاسلامية تنص على كون الاسلام دين الدولة وترفض تشريع أية قوانين تتعارض مع نصوصه.

لذلك ارى أن على المسلمين الذين لم يعودوا يتقبّلون مبادئ دينهم ويقررون اللجوء الى الالحاد عن قناعة أن يكتفون بتسجيل إعتراضهم على المبادئ التي خرجوا عنها دون الحاجة إلى خلط الأديان الأخرى التي من المؤكد ليس لهم إلمام كامل بنصوصها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا


.. #shorts -21- Baqarah




.. #shorts - 22- Baqarah


.. #shorts -23- Baqarah




.. #shorts -24-Baqarah