الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الروس كاذبون

طارق المهدوي

2018 / 3 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


الروس كاذبون
طارق المهدوي
قال المثل العربي الشهير "لا ينبئك مثل خبير" والخبير هنا ليس هو الشخص الذي يتخصص نظرياً في الموضوع محل النبوءة لكنه الشخص الذي سبق له اختبار هذا الموضوع بنفسه عملياً أو كما قال مثل عربي شهير آخر "إسأل مجرب ولا تسأل طبيب"، وقبل أيام عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمراً صحفياً من حيث الشكل وانتخابياً من حيث الجوهر أعلن فيه عن عدة نماذج محاكاة لعدة أسلحة افتراضية متعددة الاستخدامات البرية والبحرية والجوية والصاروخية مدعياً أن بلاده قد أنتجتها مؤخراً، وهو يتباهى بها أمام العالم كله بشكل عام ويهدد بها خصمه الأمريكي التقليدي على وجه الخصوص باعتبارها أسلحة ذات قدرات خارقة غير مسبوقة ليس فقط على تدمير أهدافها لكن أيضاً على الإفلات من جميع المنظومات الدفاعية للرصد والتتبع والوقاية، لاسيما الأجيال الحديثة من منظومة حرب الكواكب الدفاعية الأمريكية التي سبق لها قبل ثلاثين عاماً أن أخرجت بلاده من المنافسة العسكرية على المستوى العالمي، ورغم أن إعلان بوتين قد أحدث في أوساط الناخبين الروس المستهدفين أثراً إيجابياً كما أحدث في أوساط المتخصصين النظريين الأجانب آثاراً تراوحت بين الإيجابي والسلبي والمحايد حسب اختلاف الميول والاتجاهات هنا وهناك لكنه لم ينطلي أبداً على الخبراء العمليين بالموضوع الروسي مثلي، فأنا قد اضطررتُ إلى التعامل عدة مرات على مدى العام الماضي مع إحدى أهم المؤسسات العلمية والبحثية الروسية وهي معهد ومستشفى "فيودورف" لعلاج وجراحة الحالات الحرجة من أمراض وإصابات العيون بعد تصديقي لإعلاناته الكاذبة عن قدراته الطبية الخارقة، ولولا كوني أصلاً ميال للثقة في الروس وبالتالي تصديقهم لما كنت قد سافرتُ إليهم أول مرة عند منتصف العام ولما كنت قد عدتُ إليهم مرة أخرى قبل نهاية العام لينتهي تعاملي معهم بالمزيد من العمى في العين المصابة وشبه عمى في العين التي كانت سليمة قبل عبثهم فيها، وهي نتيجة قد تكون مقبولة من جانبي إذا كان العلماء والباحثين قد حاولوا فعلاً علاجي بجدية وهو ما لم يحدث بل حدث عكسه تماماً حيث كانت تلك النتيجة هي المحصلة النهائية لعبث شرير في عيوني بواسطة عصابات من الأغبياء الجهلاء الفاسدين الكاذبين، فإذا كان أولئك العلماء والباحثين المتخصصين في المجال الطبي موصولين مع نظرائهم المتخصصين في مجال الإنتاج الحربي بموجب المنظومة الشمولية الفاشية المهيمنة على الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية في روسيا، فإن الإعلانات الانتخابية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إنجازاته في مجال الإنتاج الحربي خلال العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين تبدو لي كإعلانات الرئيس المصري جمال عبد الناصر خلال العقد السادس من القرن العشرين، حول إنتاج مصر للقاهر والناصر والظافر وإخوانهم من صواريخ قادرة على تدمير إسرائيل في دقائق فإذا بإسرائيل تحتل ربع مساحة الأرض المصرية في ساعات، أو كما قال مثل عربي شهير آخر "زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً فابشر بطول سلامة يا مربع"!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا