الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دفتر الايام !

سليم نزال

2018 / 3 / 6
الادب والفن



فكرت اليوم ان اطلب وقتا من خلال الانترنت للذهاب الى البوليس لكى اعمل باسبور جديد لكنى وجدت ان وقت الانتظار قد يكون طويلا و لذا قررت ان انهض باكرا و اكون فى مكتب البوليس المركزى باكرا لعلى اوفر وقت انتظار .ياه! قلت فى نفسى و انا اتذكر بما قاله احدى شخصيات نجيب محفوظ انه يسمع هدير الزمن كصوت الماء فى النهر ..اخر مرة ذهبت من اجل باسبور جديد كان من عشر سنوات(عشر سنوات الفترة الصالحة للباسبور) .قدمت الطلب و اخذ لى البوليس صورة لان الزمن القديم عندما كان المرء ياخذ الصورة بنفسه قد ولى من اعوام عديدة .شكرت موظفة البوليس التى كانت تضع نظارة فوق حاجبيها ثم مضيت فى طريقى.

و انا احب عادة ان اطلب من البوليس ان يضع اشارة غير صالح لللاستعمال على الباسبور القديم لكى يظل معى و احتفظ به كذكرى .الباسبور نوع من تاريخ شخصى على الرغم ان البلاد الاوربية فى دول الاتحاد الاوروبى لا تختم الباسبور لذا يظل لا يحمل ختم كل البلاد التى يزورها المرء .

كنت فى اسبانيا ذلك الصيف فى عز اللهيب الاسباني الذى جعلنى او اكاد اشتاق للبرد النرويجى القارس.
و فى ساعات القيظ كنت اذهب الى مقهى مسقف لكنه مفتوح و يهب عليه الهواء من اتجاهين المخففف للقيظ ..كان صاحب المقهى الطليانى عنده شلة يومية من فنانين و فنانات هواة حيث قام بتعريفى عليهم ثم صرت اجلس معهم و انا ( اخلص ) نفسى فى حوارات محدودة بعض ما اعرفه من الفرنسية التى نسيتها من زمن طويل من عدم الاستعمال و بمساعدة الانكليزية . و انا فى اسبانيا
تلقيت دعوة لحضور مؤتمر حوار حضارات فى الفليبين . و انا لا اطيق السفر الجوى لساعات طويلة .لذا اعتذرت عن المشاركة مع العلم انى احب ان اكون فى تلك المؤتمرات .و قبلها بعامين او ثلاثة دعتنى سيدة امريكية لالقاء محاضرة حول فلسطين فى نادى تديره و لكنى ايضا اعتذرت لذات السبب .و الحقيقة انى اشعر الان باسف انى لم اذهب .لكن الندم لا ينفع .


و لى صديق كان يقول لى دوما انه لا يسمع الا اننى ذاهب من مؤتمر الى مؤتمر خاصة فى الاعوام العشرين الاخيرة.و كنت ارد بالقول ان اهمية المشاركة فى المؤتمرات ليست فى الاوراق التى تقدم فيها فى موضوع المؤتمر بقدر ما هو التفاعل الذى يحصل مع الناس .لقاء اشخاص من افكار مختلفه و خلفيات مختلفه و لقاء اصدقاء قدامى و التعرف على اصدقاء جدد هو ما يمنح هذه اللقاءات رونقها .و لى ذكريات كثيرة من هذه المؤتمرات التى كانت نوع من سيمانارات يتعلم منها المرء كثيرا .حيث يلتقى المرء باشخاص من خلفيات مختلفة و خبرات حياة مختلفة .

و لا تخلو اللقاءات مواقف طريفة يظل المرء يتذكرها لوقت طويل . من المواقف الطريفه التى اتذكرها اننى كنت قد ذكرت لزميلة و نحن فى مؤتمر انى ذاهب للمشاركة فى مؤتمر اخر بعد بضعة اسابيع .قالت لى انها تعرف طبيبا لبنانيا صديقا لها يشارك فى المؤتمر و طلبت منى ان انقل له تحياتها .

قلت لها حسنا سافعل .و لما ذهبت الى هناك كانت القاعة تغص بالمئات من البشر و كيف لى ان اعرف الرجل. نسيت الامر او كدت .و فى اخر ساعة من ساعات المؤتمر وقفت مع كثيرين على مدخل القاعة اودع الزملاء و الاصدقاء القدامى و من تعرفت عليهم من الجدد من الذين كانوا يهمون بالمغادرة .و فيما نحن واقفون ذكر احدهم اسم الطبيب الذى كان يودعه و على وشك ان يذهب .صحت قائلا انت الطبيب الفلانى .قال نعم .عرفته بنفسى و صافحته و نقلت له تحيات السيدة ثم و دعته و مضى . كنت مرهقا من كثر ما التقيت باناس خلال يومين طويلين.كان سفرى فى الليل و لذا كان عندى ساعات من الوقت .قلت لبرلمانية كنت قد تعرفت عليها فى المؤتمر ان كانت تود ان ترافقنى الى مقهى على البحر لنرتاح من ضجيج المؤتمر..واقفت و ذهبنا الى مقهى نثرثر و انا انظر للبوسفور الازرق و فى الذاكرة احداث عاصفة فى تاريخ بلادنا جرت فى تلك الاماكن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا