الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اَلْوَضَاْعَة ..!

فيصل عوض حسن

2018 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بالرجوعِ للمَعَاجِمِ اللُّغَوِيَّةِ، فإنَّ مُفردة (وَضَاعَة) تعني قِلَّةُ القَدْرِ والدَّرَجَة، وتعني أيضاً الجُبْنْ والخِيَانَة واللُّؤْمْ والخِسَّة والدَنَاءَة والكَذِب والافْتِرَاء، ويُمكن القول بأنَّ (الوَضَاْعَة) تعني – إجمالاً – الانحطاط الأخلاقي بكافة صوره ومعانيه وأبعاده، وتعكس النشأة/الطبيعة المُنحَطَّة (للموصوف) بهذه المُفردة. قادني لهذا، المقالة المُعَنْوَنَة (كيف يجوز للمهدي أن يختار مصر ملاذاً ومنفى؟)، التي كتبها العُنصُري والمُخرِّب (خال) البشير، في صحيفته (الصيحة) يوم 5 مارس 2018!
حاول الإسْلَامَوِي خال (حَاضِن) الفساد والإفساد و(خائن) الوطن أرضاً وشعب، تَلَبُّس ثوب (النَّاصِح) الغيور على بلده، وقَدَّم تَسَاؤُلاتٍ عديدةٍ في مقالته أعلاه لعلَّ أبرزها، استفهامه عن مُبرِّرات إقدام رئيس حزب الأُمَّة لأن يكون ضيفاً على السيسي الأكثر وحشيَّة ودمويَّة من البشير وعصابته؟! وهل فكّر في التكلفة السياسيَّة والتاريخيَّة (الشخصيَّة والحزبيَّة)، لاختياره مصر كـ(مَنْفَى/ملاذ) رغم (احتلالها) لحلايب وسعيها لتمصيرها؟ ومَدى قُدرة رئيس حزب الأُمة – خلال إقامته في القاهرة – على القول بسُّودانِيَّة حلايب! مُستشهداً بتنازُل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعوديَّة، وتَعَنُّته مع السُّودان برفضه لأي تسويةٍ أو تفاوضٍ أو تحكيمٍ حول حلايب! وأضاف قائلاً، بأنَّه كان على رئيس حزب الأُمَّة الإقامة في السُّودان و(الصبر) على (عذابات) المُعارضة، أو اختيار دولة (أوربيَّة أو آسيويَّة) يُمارس فيها العمل السياسي بحُرِّيَّةٍ كاملة، تَجَنُّباً (للخيانة) والارتماء في أحضان (مُغتصبي) أرضه و(مُنتهكي سيادتها)! مُنَبِّهاً عصابته الإسْلَامَوِيَّةِ، لاتِّفاقهم الرُّباعي مع المصريين، القاضي بتحجيم المُعارضة بينهما، خاصةً عقب قيام (ابن اخته) وعصابته بطرد الإخوان المُتأسلمين (المصريين) من السُّودان!
قبل أن يَتَلَبَّسْ خال البشير ثوب (الفضيلة) و(الوطنيَّة)، كان عليه – هو وابن اخته – توضيح من الذي (فَرَّطَ) في حلايب ولماذا؟ وهل يَتَوقَّف الاحتلال المصري و(غيره) على حلايب وحدها، أم هناك أراضٍ سُّودانيَّةٍ أُخرى مُحتلَّة، يتغافلون عنها ويدعمون احتلال الغير لها؟ ولماذا الصمت على تلك الاحتلالات ومتى تُستعاد أراضينا المُحتلَّة سواء حلايب أو غيرها؟ ولماذا لا يتحدَّث (الخال) الإسْلَاْمَوِي، وابن اخته وإعلامهم المأجور، عن التهام المصريين للعُمُوديَّات النُّوبيَّة الواقعة شمال وادي حلفا، كجبل الصحابة واشكيت ودبيرة وسره (شرق وغرب) وجزيرة آرتي كرجو وفرص (شرق وغرب)؟ ولماذا لا يسأل ذاته و(ابن اخته) عن كيف ومتى ولماذا، أصبحت أرقين ميناءً بَرِّياً لمصر (المُحتلَّة)؟ ومن الذي مَنَحَ المصريين مليون فَدَّان بالشماليَّة (مشروع الكِنَانة)، وسَمَحَ لجَرَّافاتهم المُدمِّرة للعَبَث بمياهنا الإقليميَّة في البحر الأحمر؟ بخلاف مئات الآلاف من ثروتنا الحيوانيَّة دون أي عوائدٍ اقتصاديَّة معلومة! ولماذا لم يسأل الخال (ابن اخته)، عن أسباب (تخصيصهم) للمزيد من أراضينا الزراعيَّة في الولاية الشماليَّة ونهر النيل وشمال كردفان للمصريين، وفق ما نَشَرته صحيفته (الفِتْنة/الصيحة) في 23 فبراير 2018؟! أليست هي نفسها مصر (المُحتلَّة) لحلايب، التي يَتَبَاكَى عليها هذا (اللَّئيم) في مقالته أعلاه؟!
وما قول (الخال) في إفادات مُسْتَوْزِر خارجيتهم المُوثَّقة في برنامج (لقاء خاص) بقناة الشروق يوم السبت 24 فبراير 2018، والتي قال فيها بالنَّص: إنَّ علاقة السُّودان ومصر (قَدَرٌ) لا فِكَاكَ منه! ولماذا لم ينتقد (الخال) إغفال مُسْتَوْزِرهم لموضوع حلايب والأراضي النُّوبيَّة المُحتلَّة، واقتصار اتفاقهم الرُّباعي على تحجيم المُعارضة لدرجة (تقديم الأسماء)؟ وماذا عن (نَفِي) مُسْتَوْزِرْ خارجيتهم – في ذات البرنامج – لأيِّ تَوتُّرات بين البلدين، رغم (الزوبعة) الإسْلَامَويَّة عن الحشود العسكريَّة المصريَّة والأريتريَّة، لدرجة (سَحْب) سفيرهم بالقاهرة قبل شهرين، وإيفاد المئات من سَقَط مَتَاعِهم المُسمَّى (دعم سريع)، لينقلوا إجرامهم وسفاهتهم لمدينة كسلا الآمنة؟ ولماذا وإلى متى يتغافل (الخال) على تجاوُزات (حُثَالة) ابن أخته على حُرمات ومُمتلكات المُواطنين العُزَّل؟! وهل (انتفت) مُبرِّرات (جَلْبْ) سفيرهم من القاهرة حتَّى يعود لمُزاولة عمله قبل يومين؟ أم هو (إقرارٌ) ضمنيٌ بأنَّها تمثيليَّة (تافهة)، لإلهاء الشعب السُّوداني عن (خيبتهم) وفشل رئيسهم المُنكَسِرْ (داخلياً وخارجياً)؟!
المُفارقة الكُبرى والتناقُض والازدواجيَّة، يعكسها الخال حينما (نَصَحَ) رئيس حزب الأُمَّة بالإقامة في السُّودان و(الصبر) على (عذابات) المُعارضة، أو اختيار دولة (أوربيَّة أو آسيويَّة) لمُمارسة عمله السياسي بحُرِّيَّة، وتهديداته الواضحة باتِّفاق عصابتهم مع المصريين، و(اعترافه) بطرد الإخوان المُتأسلمين (المصريين) من السُّودان! فقد أقرَّ الخال، دون أن يشعر، بجريمتين خطيرتين أنكرها (ابن اخته) وعصابته مراراً وتكراراً، حيث أكَّد – حينما طَالَبَ بالصبر على (عذابات) العمل المُعارض – على بَطْش (ابن اخته) وعصابته، ومُمارستهم القمع وتقييد حُرِّيَّات كل من يُعارضهم! كما أقَرَّ باحتوائهم للأخوان المُتأسلمين المصريين بعدما أنكروا هذا كثيراً، على نحو تصريحات مُسْتَوْزِر إعلامهم لصحيفة المجهر السياسي يوم 27 فبراير 2018، والتي قال فيها أنَّ السُّودان لا يأوي أي عناصر من جماعة الإخوان المُعارضة لمصر وغيرها حتَّى يتم طردهم، ووصف تقارير وجودهم في السودان بـ(الشائعات) السافرة! أمَّا حديثه عن اختيار دولة (أوروبيَّة أو آسيويَّة)، فيعكس التناقُض والازدواجيَّة الإسْلَامَوِيَّة المعهودة، فلطالما انتقد هذا (الخال) وأمثاله من سَواقِط إعلامهم التافه، الشرفاء والمُناضلين المُتواجدين في أوروبا والغرب عموماً بأقذع العبارات، رغم أنَّ غالبيَّة المُتأسلمين وأُسَرِهِم يحملون جوازاتٍ غربيَّة، فتأمَّلوا (انحطاطهم) ووضاعتهم ومن والاهم!
بالنسبة لوَحْشِيَّة ودَمَوِيَّة السيسي، نسأل (الخال) عَمَّا فعله تجاه إجرام (ابن اخته) المُتعاظم ضد الشعب السُّوداني، بدءاً بجرائم الحرب والإبادة الجماعيَّة وانتهاءً ببيع الوطن (أرضاً وشعب) ونهب وإهدار مُقدَّراته، واحتواء الفساد والفاسدين بدءاً بعائلتهم (النَّكِرَة)! أين هذا (الخال) من اعترافات (ابن اخته) المُوثَّقة صورة وصوت بسفك دماء آلاف الأبرياء بدارفور؟ لماذا لم نسمع منه كلمة أو نقرأ حرفاً تجاه بطش عصابتهم بالمُواطنين العُزَّل، في بورتسودان وكجبار وأم دوم والحماداب وتابت وهيبان والعباسيَّة تقلي وغيرها؟ أين هذا الخال من أحداث سبتمبر وضحاياها من الأطفال والصبايا، وما يُمارسه مقاطيع (ابن اخته) في الجامعات السُّودانيَّة المُختلفة؟ أمَّا عن استدلال (الخال) بسعي السيسي لـ(تمصير) حلايب بتنميتها وتعميرها وإغراء أهلها، ورفضه لأي تسوية أو تحكيم وتنازُله عن جزيرتين للسعوديَّة، نُحِيْلَه إلى (ابن اخته) ليفسر ويشرح له أسباب (تَقَاعُسه) عن تنمية وتطوير كل الهامش السُّوداني وليس فقط حلايب! وعليه سؤاله أيضاً عَن الذين (يُعمِّرون) حلايب ويُتيحون ملياراتهم للسيسي كالإمارات والسعوديَّة، اللتين تَكَفَّلتا بتنمية وتعمير المُثلَّث السُّوداني المُحتل! رغم أنَّ (ابن اخته) استجدى السعوديَّة للتوسُّط له لدى السيسي، لكنها استَخَفَّت به وحَقَّرته و(أقَرَّت) بـ(مصريَّة) حلايب، حينما وَقَّعَت اتفاق حدودها البحريَّة مع مصر، فلماذا لم يكتب الخال حرفاً واحداً في هذا الشأن؟! وبدلاً من نُصح (ابن اخته) بعدم التعامُل مع السعوديَّة والإمارات لتآمرهما على السُّودان، نجده (هَلَّل) كغيره من الإعلام الإسْلَامِوِي المأجور – ولا يزالون – لِمَنْحْ المزيد من مُقدَّراتنا الوطنيَّة والسياديَّة لهاتين الدَّولتين المتآمرتين بجانب مصر (المُحتلَّة)! ودونكم الأراضي الممنوحة للسعوديَّة لمُدَّة 99 عاماً، بشروطٍ ما تزال مجهولة حتَّى الآن، ومئات الآلاف من الأفدنة للإمارات التي أدخلت الأمراض النباتيَّة عمداً لتخريب بلادنا، بخلاف التهامها لمنفذنا البحري الرئيسي على العالم (ميناء بورتسودان) وغيرها من مُقدَّراتنا الوطنيَّة والسياديَّة!
لقد عَمَدْتُ بمقالي هذا، تأكيد (وَضَاعَة) المُتأسلمين، بعدما جَمَعوا كافة معاني ومضامين هذه المُفردة كما أشرنا إليها في صدر المقال، كالكَذِب والدَّنَاءَة والخِيَانة وغيرها من صور وأشكال الانحطاط، بجانب ازدواجيَّة معاييرهم وكَيْلِهِم بمكاييلٍ مُختلفة تبعاً لمصالحهم وشَهَواتهم التي لا تنتهي. وما (الخال)، إلا تِرْسٌ صغير في آلة الفساد الإسْلَامَوِيَّة يسعى بكل ما أُوتي للتغطية على كوارث البشير (ابن اخته)، وولي نعمته بعدما التقطهم من اللاشيئ منذ بواكير عهدهم المشئوم، ومَكَّنه من مؤسسات الإعلام لتضليل الرأي العام وإلهائه عن الكوارث الحقيقيَّة التي يصنعونها، واستقطاب التافهين والمأجورين لمُساندتهم في مهامهم الدنيئة.
ولطالما تَحَدَّث هذا الخال عن الآخرين، ووصفهم بعباراته المسمومة، وتَنَاسى ذاته و(ابن اخته) وأشقَّائه الفاسدين، ومن يُساندهم من سَوَاقِط عصابتهم المأفونة، أين كانوا قبل يونيو المشئوم وكيف أصبحوا الآن. لذلك، من الأهميَّة بمكان (التوثيق) لحقائقهم المُخجلة، ومُحاكمتهم تاريخيَّاً ريثما نقتلعهم ونُحاكمهم (جنائياً) على جميع جرائمهم ضد السُّودان وأهله، وهذا واجبٌ أخلاقيٌ ورسالي تجاه بلادنا الأبيَّة وأهلها الطيبين.. وللحديث بقيَّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي