الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تماهي الأنتماء الديني والثقافي لأبناء الجاليه في الأخر البعيد

أياد الزهيري

2018 / 3 / 8
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


يعيش أبناء الجاليه العراقيه في بلدان المهجر في حيره من أمرهم. أنه صراع الهويه , وتصراع القيم , وأختلاف الثقافات , وتباين العادات والتقاليد. أنه بالحقيقه أشتباك فكري , وصراع نفسي يعيشه شباب في مقتبل العمر , وحدهم من يعاني , وليس هناك من يد تمتد أليهم , وتعينهم على ما حل بهم من واقع وجدوا أنفسهم في خضمه , وليس لهم يد في صنعه, والأدهى من ذلك أن من أتى بهم وهم عوائلهم قد تخلوا عنهم , انا لا أعني مأكلهم ومشربهم , بل ما هو يماثل ذلك ,أو أكثر منه أهميه , الا وهو أنتماءاتهم , وهوياتهم . أنها مصيبة المصائب لجاليه شدة الرحال من غربه عاشوها في بلادهم في زمن دكتاتور مستبد , فآثروا الرحيل على التسليم له , والأذعان لحكمه الجائر, لكن لم يدري هؤلاء أن هناك غربه من نوع أكثر تنتظرهم , وستصليهم بنارها الحاميه بالرغم من تواجدهم في بلاد يكسوها الجليد. أنها صدمة تمزق الهويه للجيل الثاني من أبناءهم.
أن من الأمور الخطيره في التغير البيئي والحضاري هو ظهور ظاهرة التحول الديني والثقافي للأنسان , وهي ظاهره أنسانيه لا يختص بها أنسان دون أخر , وقد وقع هذا التحول في كل بقاع الأرض التي حصلت بها هجره , والمهاجرين منهم من ينشد التغير عن قصد ومنهم من أجبر على الرحيل لسبب من الأسباب , والمجموعه الثانيه هي موضوع بحثنا. أن المحموعه الثانيه قد تكون هجرتها خوفآ على قيمها التي يراد لها أن تستلب من قبل مستبد , فتقع فريسه لأستلاب من نوع أخر الا وهو حالة التماهي في الأخر من قبل الأبناء المراد صيانتهم والحفاظ عليهم ممن خافوا عليهم منه في بلدانهم الأصليه.
أن ما يزيد من معاناة هؤلاء الشباب , ويسرع من تماهيهم بالأخر , هو عدم المبالات , أو قلة المعرفه من قبل الآباء بما يجري من تغيرات على أبناءهم , وما يعانوه من صراع تصادم القيم في وجدانهم , ومدى أنعكاسه على صحتهم ومستقبلهم, لم يقف الأمر عند هذا الحد , بل لم يكن بالأفق من يرعاهم على مستوى مؤسسات , سواء كانت دينيه أو تعود لمؤسسات تمتد لمؤسسات في بلدانهم الأصليه. صحيح العراقيون جديدي عهد بالهجره بعيدآ عن وطنهم الأم , لكن هذا لا يعني عدم وجود من له الخبره والهمه الوطنيه والدينيه على أبناء جلدتهم. هناك الكثير من التجارب وخاصه اليهود قد تعرضوا الى الهجره , ولكن حافظوا على كيانهم اليهودي , فلم ينصهروا أو يفقدوا معالمهم الدينيه والثقافيه, السبب هو أستمرارهم لحالة التثاقف , وممارسة الشعائر التي تطبع خصوصيتهم بدون توان, كما أن هناك جانب عزز الأول وهيأ له, الا وهو التعاون بينهم في الجانب الأقتصادي, وهو جانب يتمثل بالأرشاد , والتوجيه , والعون المادي لكي يكون عنصر نافع لجاليته ولهويته, بينما هناك نموذج أخر أخفق بالحفاظ على هويته وهم مجموعة الغجر , الذين يعيشوا حاله من الشتات المكاني والذهني , والأنتمائي, فهم لا شك يمتلكون ثقافه تختص بهم ولكنهم وصلوا بها الى حد أقرب للتلاشي والسبب لا شك هو حالة الأسترخاء في الحاله الجديده والتماهي بها , ولعدم وجود رابط ديني أو شعائري يربطهم الى بعضهم, كما لم يوجد لهم كيان مادي يجمعهم للقيام بطقوسهم الثقافيه , وهي حاله أقرب الى وضعنا كجاليه عراقيه مهدده بالتلاشي والأنقراض لعدم وجود مقومات للأستمرارنا . فلم توجد لدينا أماكن ثابته تجمعنا , ولم تكن لنا برامج عباديه ولا ثقافيه تجذب أبناء جاليتنا بمستوى عالي ويستطيع أن يبرز معالم ديننا وثقافتنا بالشكل الذي يغرز الأعتزاز والأنتماء في نفوس أبناءنا. أن أبناء الجاليه تتعرض الى حاله من المسخ الأنتمائي بسبب ضعف وهشاشة الوجودات الثقافيه والدينيه في بلاد المهجر , كذلك هو ضعف وأختلاف القائمين عليها , كما أن الكثيرين منهم ممن لا يدرك وظيفة هذه المؤسسات , أو يقصر نشاطها على جزئيه معينه وأن كانت مهمه , بالأضافه قصورهم على التخطيط لمستقبلها ورصد ضعفها وعدم أمتلاكهم لخبره تؤهلهم لقيادة هكذا وجودات , بل هم أحد أهم أسباب تقوقع هذه المؤسسات , والمسبب الأكبر في تشتتها . هناك الكثير ممن زجه بنفسه لا لخدمة الجاليه بل لخدمة نفسه التواقه لأشباع الكثير من نزواتها , وسد الكثير من نقائصها, كما لا يمكننا أعفاء من له القدره على العطاء وينأى بنفسه كسلآ وتواكل .
أن المتابع لشجون وهموم الجاليه العراقيه في بلاد المهجر , سوف لا تخطأ عيناه من رؤية فتور الهمه عند الكثير من العوائل والمنظمات الأسلاميه والثقافيه , فمثلآ على سبيل المثال هناك تراجع كبير وخطير في التثاقف في المجال اللغوي, وهو من أهم عناصر ومقومات الهويه الثقافيه والدينيه , وهذا ما سوف يهدد التواصل الثقافي مع البلد الأم ومع الموروث الثقافي وحتى بين جيلي الأباء والأبناء مما يشكل فاصله واسعه بينهم , مما يشكل أشبه بالقطيعه بين جيلين. أن هناك جيلآ معومآ ينتظر من يرسيه على ساحل ينجده من غرق التيهان القيمي والثقافي, ينقذه من الذوبان في مجتمعات حلوا فيها . طبعآ لا يتصور البعض أن ما نحذر منه ضرب من الخيال أو أسطوره من الأساطير , أو مبالغه من المبالغات . أرجعوا الى ما حل بالعرب الذين هاجروا الى العالم الجديد سواء في الولايات المتحده الأمريكيه أو كندا أو أستراليا أمتدادآ الى أمريكا اللاتينيه , أنظروا , فهم على حافة التلاشي والذوبان , فلم يبقى للكثير منهم حتى أسماءهم , وقد سمعت من بعضهم يقول كان جدي مسلمآ , وأن اهلي من بلاد الشرق. لم تكن هذه التجربه الوحيده فالأتراك الذين جاء بهم الأحتلال العثماني الى أوربا الشرقيه قد تلاشت آثارهم وأنقرضت تقاليدهم فلم يبقى منهم الا حكايات باهته عن تاريخ قد ولى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو