الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطيه والجمهور

أياد الزهيري

2018 / 3 / 11
المجتمع المدني


الديمقراطيه والجمهور
يتضح من خلال الأدب السياسي للنظام الديمقراطي, أن الديمقراطيه نظام سياسي يتحدد بآليات تحكم العلاقه بين السلطه والشعب, أي أن هناك حدين بالعلاقه , الا وهي الحكومه والجمهور. الغرض الرئيسي لهذا النظام هو الحد من التعسف الذي يمكن أن تمارسه السلطه أتجاه رعاياها, بالأضافه الى تطبيق السياده الشعبيه على الدوله وتوفير الحقوق الأساسيه لأفراد الشعب. هذا ما هو مطلوب من الدوله ممثله بالسلطه أتجاه جماهير الشعب, لكن هل هي الصوره الكليه لهذا النظام, حيث لا يكون هناك أستحقاق على الشعب أتجاه هذا النظام السياسي , طبعآ لا, فالشعب يمثل الطرف الأخر بالمعادله لأن النظام البرلماني يفترض وجود قوى مجتمعيه فاعله , تكون الوسيطه بين السلطه وأفراد الجماهير, وهذه القوى تتمثل بالتنظيمات الجماهيريه التي تحدد مطالب الشعب وتكون مراقبه للسلطه, فالنظام البرلماني الذي يتكأ فقط على أعمال السلطه ,هو نظام برلماني أعرج ويمكن أن يتطور بشكل سلبي الى نظام أستبدادي لعدم مشاركة الجماهير بالمتابعه والمراقبه له, وهنا يكون دور الجمهور دور مستهلك, فهو ينتظر فقط حقوق ويشيح بوجهه عن الواجب, في وقت ينبغي على الجمهور أن يكون دوره دورآ منتجآ وأيجابيآ لكي تتكامل الصوره وتدور عجلة النظام البرلماني الى الأمام وبالمسار الذي يجعلها ضمن مسار هذا النظام المتفق عليه شعبيآ.
أن الجمهور الذي يفتقد الى الثقافه الديمقراطيه, سوف يكون أحد معاول الهدم لها , فهو يدعو لها بلسانه ويهدمها بسلوكه, والسبب هو جهله المطبق بالياتها. أنه لا يدرك معنى الحريه بشكلها الأيجابي وبالتالي يوجه ضربه قاصمه لها وذلك بسوء المواقف المتخذه من قبله أتجاه الآخرين , وهذه الأساءه من قبل الأفراد واحد من أخطر العوامل على تحول السلطه نحو الأتجاه العنفي وهو ما يغري الحاكمين بالتوجه نحو الأوليغارشيه (القهريه)في التعامل مع الجمهور بحجة أختراق النظام العام. كما من المهم جدآ أن ينال النظام الديمقراطي أحترام الجميع أو الأكثريه الساحقه, لأن الأعتراف بالنظام من قبل الجمهور أحد أهم ركائزه , وهو من يكتب له الأستقرار والديمومه.
أن في الديمقراطيه متسع للموروث الثقافي والديني مع ما توصل له العقل البشري من نظام سياسي وأداري وعلمي, فينبثق مشروعآ له من الخصوصيه ما يتفق وخصوصية هذا الشعب أو ذاك. فالديمقراطيه يمكن أن تكون ليس ببديل عن المعتقدات أذا حسبناها كآليه تحكم العلاقه بين السلطه والجمهور.
كما أن جهل الجمهور بآليات النظام الديمقراطي أو أغفاله لها تواكلآ سوف ينتهي بها الى أن تكون في خدمة الأقوياء من الأفراد أو القوى السياسيه ذات المال السياسي والتي تمتلك كل عناصر القوه بيدها بسبب ماتراكم لها من أموال عبر فترة ما بعد سقوط الأنظمه السياسيه الأستبداديه , وهي عادتآ تحدث في فتره يغيب فيها القانون ويختل بها النظام . فالديمقراطيه لا يمكن أن يكتب لها النجاح الا بالتكامل والمساهمه الأيجابيه من قبل الأفراد أو الجماعات المجتمعيه الفاعله من أحزاب أو منظمات مجتمع مدني , على غرار المراكز الثقافيه والهيئات الدينيه , لأن العمليه تبادليه وأي أخلال يأتي منها هو أخلال بالعمليه الديمقراطيه برمتها. أن جهل الفرد بآليات العمل الديمقراطي سيوجه لطمه لها, وسيكون أحد عوامل فشلها, وهي صوره نشاهدها يوميآ في المشهد العراقي. هذا التخبط سيقدم خدمه مجانيه للمتربصين بالعمليه السياسيه للقيام بالأستفراد بالسلطه ومحاولة أحتكارها. فمثلآ أن الديمقراطيه البريطانيه لم يكتب لها النجاح والأستمرار الا بسبب وعي الشعب البريطاني لها , وحرصه عليها , عبر وعيه لها, وحضوره في ساحتها. كما أن التواكليه التي تصل الى حد التغافل تقود الى حاله من التسيب والأنكفاء على الذات مما يجعل السلطه بعيده عن المراقبه , مما يتم أستغفال الجمهور وتمرير صفقات ترد بالفائده للهيئه الحاكمه فقط. فالشعب هو أحيانآ من يساهم بعزل نفسه , ويسلم بزمام أموره لمن يخاف منهم عليه.
أياد الزهيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة: أي غارة إسرائيلية على رفح توقع شهداء وجرحي لت


.. لحظة اعتقال مواطن روسي متهم بتفجير سيارة ضابط سابق قبل أيام




.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية