الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية العفرينية لما ينظر لها على إنها؛ -شخصية قاصرة-!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 3 / 12
المجتمع المدني


يسألني صديق عزيز؛ "استاذ بير إلی متی سيبقی كرد عفرين مهمشين" ويضيف "حتی في الوساطات هناك من ينوب عنا من كرد الحزيره .. وهل نحن قاصرين لهذه الدرجة؟" ليختم كلامه أخيراً ويقول: "هذا الامر يجعلني اصل لحد الكفر يا رجل اقسم بالله العظيم". أعتقد بأن سؤال صديقنا يدور بخلد أغلبية العفرينيين وبصراحة شغلني وما زال وقد كتبت عن ذلك عدد من المرات عن هذه النقطة حاولت من خلالها توضيح بعض الجوانب.

وبإختصار يمكن القول بأن لها أسباب ثقافية مجتمعية عدة؛ منها تتعلق بالشخصية الكردية الضعيفة التي ما زالت تنظر لنفسها قاصرة تحت السن القانونية وتحتاج لوصاية الآخر، -وهنا العفرينيين يمثلونها بطريقة مكثفة حيث الأخ الصغير في جزء كردستاني هو الآخر يعتبر الأخ الأصغر في العائلة الكردستانية- ناهيكم عن الحسد والغيرة التي تميز عموم الشخصية الشرقية والكردية ضمناً بحيث كل كائن ذاتي منا يحاول أن يجعل من نفسه مركز الكون.

وبالتالي تكون منافستنا للبعض غير نزيهة، لكن في البيئات التي ما زالت تسود فيها القيم العائلية القبلية فإن الزعيم تكون له الكلمة على الجميع مثل بيئتي كوباني والجزيرة، بينما نحن في عفرين فقدنا تلك البيئة ولم ندخل المدنية التي تكون فيها الدور للمؤسسات وليس الأشخاص وبذلك فقدنا الزعامة القبلية ولَم تتوفر بعد الحاضنة الوطنية فأصبحنا كما يقال بالمثل الكردي العفريني؛ "Em bûn Seîdê seîda ma ji herdu îda"؛ أي بمعنى "صرنا سعيد السعيد يلي حرم من كل عيد" بكل أسف.

طبعاً وبقناعتي هناك أسباب أخرى كثيرة منها تتعلق بالطبيعة الجغرافية المحاصرة بإقليم عفرين وإنقطاعها مع الامتداد الديموغرافي الكردي في سوريا وعلى الجانب الآخر فقدان التواصل مع حاضنتها الاجتماعية خلف الحدود مع الجزء الكردستاني الذي بقي تحت الاغتصاب للدولة التركية والتي كانت -أي تلك الحاضنة المجتمعية الكردية- الحاضنة الأم لعفرين وفقدنا تلك الحاضنة جعلت عفرين مثل الوليد الذي فقد أمه الطبيعية لتلتقطه أم بديلة "سوريا" كدولة حديثة مع نهايات الحرب العالمية الثانية وقد زادت من فقدان الثقة بالذات تلك الممارسات الأمنية وسياسات حزب البعث عموماً.

وبالإضافة إلى هذا وذاك فإن العامل الإقتصادي والحالة المادية المقبولة للعفرينيين، جعلنا نكون حريصين على عدم الدخول في صراعات مع من هم أقوى منا -مجتمعياً هنا نقصد- حيث صاحب المال دائماً يكون حريص على إرضاء الجميع ولو على حساب نفسه وكرامته ويبدو إننا نحن العفرينيين تقمصنا هذه الشخصية الهشة وللأسف!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تستبق الاجتياح البري لرفح بإنشاء مناطق إنسانية لاستي


.. إسرائيل.. تزايد احتمال إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات ا




.. الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا


.. اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة الرشوة




.. هل ستطبق دول أوروبية نموذج ترحيل طالبي اللجوء؟ | الأخبار