الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آه كوريستان

آزاد آميدي

2018 / 3 / 13
القضية الكردية


آه يا كوردستان
لدينا وطناً مازال ينزف، والجميع يتحرك حسب أطماعه ومصالحه ، متناسين بذلك نهائيا معاناة الوطن والشعب ، والأكثر من ذلك نزفه الذي لم يتوقف حتى هذه اللحظة، ولعل ما حدث في كركوك وفي شنكال وفي كوباني والان مايحدث في عفرين لخير دليل على صحة قولي.
تحركات "مبهمة" تدار في داخل الوطن والمنطقة ، هدفها الأساسي يكمن، في إلتهام حصتها من "الكعكة" الكوردستانية الدسمة ، حالها حال من سبقوها في هذه الحرفة.
عصابة "متباهية" بقناع الوطنية ، كفرت مجتمعها وابتعدت عن قيمه واهدافه ، لا لسبب واحد مقنع، فقط كي يكون لها نصيب الأسد، في جني المزيد من الأرواح والارباح المادية والبشرية، واستنزاف ما تبقى من شباب الوطن، بأكذوبة أسموها قيام دولة كوردستان العتيدة متسترة عُريها بستار محاربة الارهاب المكشوف والمهتري.
وهم في حقيقة الامر أساسا لا وطنية لهم، الا التكالب على أرزاق الشعب الكوردي، وبيع كل ما يقع بين أياديهم، حتى وصل بهم الأمر بان باعوا أعراضهم . فأطلقوا عليه التجارة الحرة والاقتصاد الكوردستاني المستقل ، قبح الله وجههم من سوء افعالهم وفشلهم واصبح الاقتصاد المستقل كيدهم في نحرهم ...
وان سياساتهم ومناهجهم التي تفتقر بالكامل - حتى في نظر الامي – لادنى درجات من المصداقية، ولا تخدم البتة ولو بأي شكل من الأشكال، مأساة هذا الوطن وشعب هذا الوطن، الغاية من تلك السياسات والمناهج تكمن في صيانة (السلب والنهب ) حتى وان كان على شلاء الوطن ،ولا لشئ الا إثبات وإشباع الغرور المزروع والمتمكن في تلك الأنفس المريضة التافهة والعقيمة.
من يرى حال البلاد، وسلوك بعض من أهل البلاد في كوردستان اليوم، يدرك بأنها حقا قد أُستباحت بالكامل ، لشلة من السراق و"النهابة" في الداخل ، وأبيحت أكثر فأكثر للقوى الأجنبية (العربية) (الفارسية) و(التركية) الناهمة من الخارج.
هناك كذلك من يتظاهر بانه يعمل لمصلحة الشعب الكوردي اليــوم ، ذلك الامر ليس لأجل عيون أهلها وإرضائهم وتلبية احتياجاتهم، فقط لأجل إنتهاز مكانتهم ونفوذهم والحفاظ على مناصبهم ومراكزهم والحفاظ على الاموال الطائلة التي سرقوها من الشعب ، الاموال التي كانت من المفروض ان تستغل لبناء مؤسسات الوطن الاقتصادية المتنوعة، والتي يزخر بها الوطن في مقدراته الزراعية والصناعية والسياحية والثروة المائية والحيوانية ناهيك عن ثرواته البترولية الهائلة. .
القاسم المشترك بين الذي ينهب في الداخل، والذي ينهب من الخارج، هو رغبة الطرفان واستماتتهم ، في المحافظة على وجود الصراعات بداخل كوردستان بنية دوام سلطة المتصدرين للمشهد السياسي بداخلها . وكأن لا يوجد غيرهم في كوردستان وان الوطن طابوا على اسمائهم ، فهم وحدهم من يحق لهم بيع كل شئ، من أجل أن يبقوا في هرم السلطة، وهم وحدهم من لهم الصلاحية التامة وهم وحدهم الصالحين لكل زمان ومكان ، ولهم فقط حق التصرف بالبلاد والعباد ، بغض النظر عن ما يتصفون به من عنجهية وفوضوية باسم الوطنية والكوردوارية الكاذبة ، وكأن البلاد بين ليلة وضحاها، قد أصبحت ملكية خاصة لهم. لا تحق لغيرهم المشاركة فيها.
الجميع بات يعلم بأنه عندما يتحالف المال والسلطة في ظل وجود السلاح في يد الجبناء والعملاء ، فأن الكثير من الأشياء في أي وطن تسقط وتصبح "مباحة"، فالمعادلة جدا بسيطة وظاهرة بصورة جلية، وقد عرفها واستخدمها بجدارة، كل الحكام الذين استبدوا بشعوبهم استبداد شديدا، فأركعوها واستعبدوها شر إستعباد، حتى أصبحت هذه الشعوب عاجزة بالكامل تقريبا، عن معرفة الوطني المخلص وتمييزه من الفاسد العميل الخائن وجعلوا الشعب لا يعرف اين تقع حقوقه الأساسية التي سلبت منه.
ما نراه اليــوم هو إن السلطات المتحكمة بذلك الشعب، صارت تمارس القمع و العنف، بواسطة تحريك أجهزتها القمعية الميليشياوية ، مدعية بانها جيشها الجرار الذي سيحرر وينقذ الوطن وأهل الوطن من الفقر والحوع والامية والمرض ومن براثن المحتلين المستعمرين .
تلك العصابات نجدها الأن وبوضوح، باتت تسيطر على تلك الشعوب البسيطة، فتشيع الخوف بين المواطنين، وتتفنن في شراء الذمم وبشتى الوسائل والطرق، فقط كي تضمن ولاء الذين يعملون معها وتحت إمرتها، بغرض دوام تواجدهم في مناصبهم لأطول فترة ممكنة.
تحاول تلك القوى المتسلط المستبدة ان توطد وترسخ التخويف وفرض الولاء ، لأجل أن تتاكد تماما بأن الشعب قد تبنى تلقائيا سلوك "الطاعة العمياء" وهي الصفة الغالبة التي يطمحون ويعملون لأجلها.
كل هذا ساعد بطريقة "نموذجية" في إيجاد تلك الأيادي والعيـون المتربصة بـ كوردستان من الخارج بمساعدة عملائهم في الداخل ، والتي تنتظر بفارغ الصبر فرصتها للانقضاض على الوطن ومقدراته ولإشباع اطماعهم الخسيسة ، وبجميع الطرق المباحة وغير المباحة أيضاً.
وأخير .. ولأني لا أريد الاطالة، فقط أود التذكير، بان بمساعدة تلك الميليشيات وتعاملها المباشرة في وضع الحماية الكاملة لتلك "الشخوص" السياسية الإنتهازية العميلة المارقة ، فإنها وبدون أدنى شك، ستدخل مباشرة في إطار بيت الطاعة العمياء المذكور آنفا وتصبح ادوات طيعة لحماية هؤلاء الخونة واللصوص .
وهذا في حد ذاته، له معنى واحد لا غير. وهو ان جوانب الفساد والدمار للوطن واهل الوطن، قد تستمر الى ما لا نهاية في حالة سكوت الشعب وعدم مطالبته بحقوقه ... وآه ثم آه يا كوردستان المهزومة الجريحة المنهوبة المسلوبة.
~~~~~~~~~~








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد


.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في




.. غضب عربي بعد -الفيتو- الأميركي ضد العضوية الكاملة لفلسطين با


.. اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق




.. أربك الشرطة بقنابل وهمية.. اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية ب