الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عن اعوام الثمانينات
سليم نزال
2018 / 3 / 13سيرة ذاتية
كان اللقاء مع البروفيسور اسرائيل شاحاك من اهم اللقاءات فى تلك المرحلة .كنت اسمع عن الرجل من خلال مواقفه المعادية للصيونية بل حتى لليهودية و هو يهودى طبعا .حتى ان اسرائيل كانت تصفه بالاسامية و بكاره الذات . .
و قد رتب القاء صديقة لنا كانت من كبار النشطاء مع فلسطين فى هذه البلاد .كانت تعمل طبيية و فد امضت بضعة اشهر تعمل طبيبة فى القواعد العسكرية لقوات العاصفة فى جنوبى لبنان فى نهاية سبعينيات القرن الماضى .و كانت تحتفظ بقيثارة لمقاتل استشهد و قد كان يعزف لهم كل مساء .كان التاثر واضحا عليها و هى تستعيد ذاكرة تلك الايام .
كانت بلا شك من الشخصيات المكروهة كثيرا من الجماعات الصهيونية فى هذه البلاد.فقد كان الصهاينة فى هذه البلاد يدركون ان هناك تفدم حتى و ان كان بطيئا فى معرفة القضية الفلسطينية بفضل جماعات التضامن التى كانت تنشط لتعريف المجتمع النرويجى بالقضية الفلسطينة.لم يكن ذلك سهلا فى تلك الايام .فقد كان الصهاينة قد لصقوا كلمة ارهابى بكل فلسطينى .و كان الحديث عن فلسطين فى تلك الاوقات اى اوائل ثمانينات القرن الماضى يتطلب صبرا على الكثير ما كنا نسمعه من الترهات و الاكاذيب التى كانت تردد.
كنت فى بيتها فى ذلك اليوم و قد كان معنا امراة امريكية يهودية فى اوائل الثلاثينيات بدا لى انها من ما يمكن ان يطلق عليهم الثوريون الفضويين . كانت تجدل شعرها بطريقة يشعرمعها المرء انه يعيش عصر تشى غيفارا . و كانت اسرائيل قد طردتها بعد اقامة اشهر فى فلسطين ب بسبب نشاطها .لم يكن يبدو عليها الكثير سيماء المراة الغربية .قلت لها لو انك عرفت غلى نفسك انك فلسطينية لصدقت الامر .قالت بحماس انها كانت تتمنى لو انها كانت فلسطينية .قلت هكذا كان الامر لو نجحنا فى هزيمة المشروع الصهيونى فى بداياته .لكان من يعيش فى فلسطين او حتى من يهاجر اليها يعتبر فلسطينيا بغض النظر عن الخلفية الاثنية و الدينية الخ.المجتمع الفلسطينى من المجتمعات التى تحتوى على اصول عرقية متعددة .و لعل هذا يعود الى طبيعة الارض المقدسة التى انتجت ثقافة و تسامج عبر تاريخها .و هذا ما يفسر انها لم تعرف حروبا اهلية و صراعات داخلية عبر تاريخها .و ان كانت ثقافة التدين المتطرف قد انتشرت بين بعض الفلسطينين فى الاونة الاخيرة فمردها الى انتشار افكار التطرف فى عموم المنطفة.
كنا بانتظار اسرائيل شاحاك الذى كان مدعوا من قبل صديقتنا من جماعات التضامن .كانوا يحضرون الغذاء و كانت مساهمتى انى عملت لهم بناء لطلبهم صحنا من الحمص و قد وجدت حمصا جاهزا مصنوعا فى الصين لكنه ليس بمستوى علب الحمص المصنوعة فى بلادنا لكنه كان افضل من لا شىء .لم يكن حينها سهلا ان يجد المرء حمصا جاهزا فى معلبات كما صار الامر بعد ذلك بعد ان تدفقت اعداد اكبر من اللاجئيين من الشرق الاوسط .كانت ازمات الشرق الاوسط تزداد .بدات من الحرب العراقية الايرانية و حرب الكويت و بعدها بدا يصل اعداد من اللاجئيين العراقيين الى هذه البلاد .
و المهاجرين كما فى كل مكان عادة يحملون معهم طعامهم و تفاليدهم .و كنت افاجا عندما ارى صور اعراس فى تشيلى ممن يتحدرون من اصل فلسطنى انهم يقيمون اعراسا و كانهم لم يغادروا فلسطين.الدبكة الشعبية الخ من تفاليد العرس الفلسطينى .و لعل ما ساعد على الامر العولمة وسهولة الحصول على الاغانى و الموسيقى .
لقاء يهودى معادى للصهيونية كان امرا مهما لى فى تلك المرحلة .لانه ان كان المرء يؤمن بفكرة الدولة الديموقراطية الواحدة فى عموم فلسطين معنى هذا انه لا بد ان يكون قناعة مماثلة لدى الطرف الاخر .و هو امر غير موجدود حتى الان بل المجتمع الاسرائيلى يزداد تطرفا .
كان من الواضح انه رجل متواضع سهل الحديث معه .كما كان من الواضح ان الاناقة اخر اهتماماته .و على الرغم من انه كان يدرس الكيمياء فى الجامعة الا انه اظهر ان لديه افاق واسعة فى الكثير من المواضيع .
اثناء الحديث معه شاحاك استخدمت تعبير المجتمعات اليهودية فى فلسطين . لكنه اعترض و قال انه يعتقد ان الصهيونية نجحت فى دمج المجموعات اليهودية بحيث صار ممن الممكن القول المجتمع الاسرائيلى.لم اشا ان ادخل كثيرا فى مناقشة الامر معه ما زلت اعتقد انه لا يوجد شعب اسرائيلى بل شعوب ينفرط عقدها متى تضعف اسرائيل .كان الاهم لى ان اسمع اراءه فى الصراع .
لكن اكثر ما فاجئنى هو موقفه من اليهودية و ليس الصهيونية و هو فى هذا الموقف يشبه موقف صديقنا جيلاد اتزمون هو موسيقى اسرائيلى مقيم فى لندن معاد لليهودية و الطريف انه دخل فى حوارات حادة مع بعض الفلسطيين ممن يعتبرون ان موقفه يضر بقضية فلسطيين مؤكدين على ان عدائهم ينحصر ضد الاحتلال و الصهيونية .
كان شاحاك من اوائل من نقد اسطورة الكيان الصهيونى و له كتاب فى تاريخ اليهود و اليهودية .
و كان الرجل يعتقد ان لا مستقبل لدولة اسرائيل فى المنطقة و قد كان امرا مهما ان اسمع هذا فى تلك المرحلة و كان ذلك قبل حصول الانتفاضة عام 87 .
و حتى عندما ظهرت ظاهرة ما سمى المؤرخون الجدد فى اسرائيل صار هناك الكثير من التركيز على هذه الظاهرة و الحقيقة ان كتابات و مواقف شاحاك كانت مبكرة على تك الكتابات .
فى اليوم التالى مضينا فى رحلة فى المدينة برفقة صديقتنا المضيفة و الدكتور شاحاك .قلت له اثناء السير الم يكن من الافضل لو كنا نسير الان فى شوارع مدينة حيفا .ابتسم و قال كلاما لا اذكره بالضبط لكن له علاقة بالتمسك بالامل .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات المحلية في تركيا.. استعادة بلدية اسطنبول: -هوس- أ
.. المرصد: ارتفاع قتلى الهجوم الإسرائيلي على حلب إلى 42 بينهم 6
.. بكين تتحدى واشنطن وتفتح أبوابها للنفط الروسي والإيراني
.. الحكومة الأردنية تهاجم دعوات حماس التحريضية | #رادار
.. رمضان ومدينة المليون حافظ.. طرابلس الليبية