الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طه حامد الشبيب في روايته (حبال الغسيل) رواية تحكي الوجع العراقي المزمن

شكيب كاظم

2018 / 3 / 13
الادب والفن


يوم قرأت رواية (حبال الغسيل) هذا العمل الروائي المبهر، شأنه شأن كل الأعمال الروائية التي خرجت من يراعه الروائي العراقي الدكتور طه حامد الشبيب، بقيت عدة أيام، لا استطيع ان اقرأ أو اكتب، لقد تلبست أجواء الرواية المتسارعة الضاجة بأحداثها، نفسي وتشربتها، حتى ما عدت استطيع منها؛ من أجوائها فكاكا، لقد تركت شخوص الرواية اثرها البالغ في روحي ووجداني: المرأة العجوز، أم سعدون، وموسى الهادلي؛ ترجمانها مع قائد القوة الأجنبية، فضلا على بابلي والأستاذ أبي زيد، الصحفي الزائر لمبنى وزارة الدفاع المفترضة، بغية إجراء تحقيق صحفي مع ساكني مبنى الوزارة، كلفته به الصحيفة التي يعمل بها، والذي تواصل ام سعدون إضفاء صفة الأستاذ عليه، مع إنها تنادي الكل بأسمائهم المجردة، حتى الهادلي المترجم، على الرغم من كبر سنه تناديه باسمه المجرد، لا بل أنها عنفته يوم اطلق لنفسه العنان، وهو يحاور قائد القوة الأجنبية. انها شخوص قريبة من واقع الحياة المفعم بالتوتر والقلق والاشتباك.
ان يستوقفك عمل روائي ما او قصصي، فهذا يعني ان العمل الإبداعي قد نجح في مهمة التوصيل، أما ان يشغل كل حواسك ويصبح جزءا منك لأيام عدة، لا يكاد يبارح مخيلتك، فهذا حقا مؤشر على ان العمل الروائي، قد سجل درجة عالية في عملية الإيصال والبوح والتأثير والنجاح.
منذ سنوات (1995) تعرفت على صوت جديد في عالم الرواية العراقية، الذي تكاد تسجل ريادته للروائي العراقي الراحل غائب طعمه فرمان، من خلال روايته (النخلة والجيران) 1966. قبل (النخلة والجيران) كانت لنا محاولات في الكتابة الروائية، (الدكتور ابراهيم) 1939، و(اليد والأرض والماء) 1948 لذي النون ايوب، (شمخي) لعبد الودود العيسى، او (عباس افندي) لعبد الرزاق الشيخ علي 1959، ومن قبلهم محمود احمد السيد (في سبيل الزواج) 1921 و(مصير الضعفاء) 1922، تعرفت على هذا الصوت الفريد والمقتحم لدنيا الرواية العراقية، يوم كنت اقرأ فصولا من روايته الاولى (انه الجراد) التي نشرتها جريدة (الجمهورية) بلحقات الحقها الناقد الكبير الدكتور علي جواد الطاهر بدراسة نقدية، ومنذ (انه الجراد) فان الروائي طه حامد الشبيب بتدفق يغبط عليه، يواصل الحرث والزرع في عوالم الرواية، التي تؤتي اكلها كل عام، رواية جديدة.
كل من كتب الرواية، او اكثرهم على وجه الدقة، بدأ بالقصة القصيرة، انهم يرونها تمرينا على العوالم الصعبة، يرونها سباحة في النهر قبل تقحم عوالم البحار الضاجة بعاتي الموج، انها كوة صغيرة يطل منها المبدع، على الآفاق الواسعة، الاه طه حامد الشبيب، الذي شاءت له موهبته العالية، الا السباحة في يم الرواية واقيانوسها، انه لا يضرى دخول عوالم الجداول والانهار، فشأن ماهر مبدع مثله ان يلج الفن الاصعب، وكان له ما اراد، موهبة تزيدها الارادة المثابرة تألقا وذيوعا وتأثيرا.
لقد قدم لنا فن الرواية، روايات الحيز الضيق، واعني بذلك الروايات التي تدور احداثها في مكان محدد، او زمان محدد، مع قلة شخوص الرواية، من هذه الاعمال رواية (الشيخ والبحر) للروائي ايرنست همنغواي، الذي نال جائزة نوبل عام 1954، ومثلت في شريط سينمائي ابدعته هوليود، وجسد الشخصية الرئيسة فيه عجوز السينما الامريكية الراحل سبنسر تريسي (توفي 1960) في الرواية تلك ليس هناك سوى الشيخ سانتياغو والطفل والبحر بهدوئه يشمل الشيخ الذي ازمع الصيد، حتى اذا نال بغيته هاجمه سمك قرش واتى على صيده الثمين، تاركة اياه هيكلا عظميا.
هناك رواية (فندق البحيرة) للروائية البريطانية انيتا بروكنر الحائزة على جائزة (بوكر) الادبية فضلا على رواية (قصة غريق) لغابرييل غارسيا ماركيز، دان براون كتب عملا روائيا باهرا يقترب من عوالم الرواية البوليسية ورائدتها اجاثا كريستي، كتب دان براون ما يقرب من خمس مئة صفحة، لينقل لنا احداث روايته من خلال حلم، يحلم به بطل الرواية (لا نغدون) وعلى مدى يومين!! استيقظ روبرت لانغدون، فقد كان يحلم (...) كان جسمه دافئا ومرتاحا تماما، فقد امضى معظم ساعات اليومين الفائتين نائما بعمق. جلس في سريره بكسل، وتذكر الان لماذا استيقظ فجأة.. فكرة اغرب من الخيال. ص490.
واذا كان الحيز الزماني الذي ادار فيه براون عمله الروائي (شفرة دافنشي) ضيقا، فانه كان ينفتح على عوالم واسعة في العاصمتين الفرنسية والبريطانية.
في الرواية العربية ذات الحيز الضيق، هناك رواية (ميرامار) لنجيب محفوظ، الاحداث تجري في (بنسيون ميرامار) بمدينة الاسكندرية من خلال رؤية شخوص الرواية واسماعهم: عامر وجدي وحسني علام ومنصور باهي وسرحان البحيري وطلبة مرزوق وزهرة.
الموهوب العراقي الراحل يوسف الصائغ، الشاعر والمسرحي والروائي، قدم لنا عملا فخما هو (اللعبة) لقد ادار يوسف الصائغ احداث روايته (اللعبة) في حيز مكاني محدد، عيادة الدكتور رافع وبيته، وظلت احداثها تنقل من خلال شخصيتي الدكتور رافع وزوجته غادة، كما ان اكثر احداثها تنقل للقارئ من خلال جهاز الهاتف، نقرأ نصوص مكالمات هاتفية طويلة يجريها الدكتور رافع مع زوجته، مغيرا صوته متقمصا شخصية محب ومغامر ناقلا لنا اسقاطاته النفسية ونوازعه العابثة الشاكة المغمسة بالاثم، وصولا الى الاشباع. واذا كانت (اللعبة) رواية محدودة الحيز مكانا، فانها كانت منفتحة زمانا.
الاه، الروائي طه حمد الشبيب، لم يرض لنفسه، الا امتلاك الخصيصتين: زمان روائي محدد، يوم وثلث اليوم، اثنتان وثلاثون ساعة من عمر الزمن، منذ ان ذهب الصحفي ابو زيد لاجراء مقابلة صحفية لجريدته مع بعض ساكني وزارة الدفاع، وهو هنا يستوحي حياة الاديب والقاص والمترجم الاستاذ موسى جعفر، انه يوظف مواهب موسى جعفر (موسى الهادلي)، في سرده الروائي، مترجما حديث ام سعدون؛ سنية ال ربيعة، في مفاوضاتها مع قائد القوة الاجنبية فضلا على مكان روائي محدد، بناية وزارة الدفاع المفترضة، ويظل يؤكد هذه الصفة (المفترضة) وهو ما يتميز به السرد الروائي لدى طه حامد الشبيب، انه يظل في رواياته؛ كل رواياته التسع على ترديد لازمة معينة، ويظل مواصلا تردادها طوال الرواية، لا يمل منها ولا يكل، ويظل على وصفه وزارة الدفاع بالمفترضة، حتى اذا قاومت وزارة الدفاع، وبالحري قاوم ساكنوها الفقراء والبسطاء، القوة الاجنبية المهاجمة، ترك لفظة (المفترضة) ليصفها بـ(الحقيقية) لقد قاومت وزارة الدفاع ببسالة القوة الاجنبية المدججة بالسلاح، التي حاولت اخراجهم من ابنية الوزارة التي سكنوها، بعد ان غادرها اهلوها، لا بل تركوها وخذلوها، فلماذا اذن لا يصفها بوزارة الدفاع الحقيقية لا المفترضة؟!! لقد كانت افتراضا واصبحت حقيقة واقعة.
في كل رواية من روايات طه حامد الشبيب: التي قرأتها (مأتم) و(الضفيرة) و(خاصرة الرغيف) و(مواء) و(طين حري) كانت لازمة مثل هذه يكررها قاصدا عامدا، لا عبثا او فضل قول او رمية من غير رام.
من تعرف على الاديب والمترجم موسى جعفر، يجد ان الروائي طه حامد الشبيب، رسم له صورة منتزعة من الواقع، مع شيء من خيال يفترضه العمل الروائي، تخليدا لصداقة ووفاء لذكرى ((ما هذه التخريفات؟ لابد اني كنت محموما حقا، ولا ينقصني سوى تفصد جبيني عرقا، والا من ذا الذي يصدقني ان قلت ان الكتاب المفتوح على ركبتي الشيخ المتلاصقتين كان باللغة الانكليزية؟ قال لي انه يكره قراءة الروايات الا باللغة التي كتبت بها اصلا، وانه يقرأ الان رواية للورنس. ثم اخبرني بان اسمه موسى الهادلي. عمره تجاوز السبعين بكل تأكيد، ومع ذلك فثمة حمرة تتفجر من وجنتيه المكورتين وابتسامة رحبة تفيض من عينيه الكليلتين المستظلتين بحاجبين كثين. وجهه ابيض يتماهى مع بياض كوفيته وبياض دشداشته.
اصابعة المتشبثة بدفتي الرواية دقيقة فيها من الخفر ما جعل مخيلتي تستحضر اصابع عروس.. رقيقة كأن لا جلد يغطيها حتى لتحسب ان الدم سينفر من يده ان صافحته.. هل قلت ان عينيه مبتسمتان؟ الواقع، كنت اعني ان كل انملة في وجهه تبتسم وقد تراءى لي انه غير قادر على التجهم)) ص12.
ولانه موسى جعفر في واقع الحياة مترجم بارع، فان الروائي وظف هذه المزية، ليكون (ترجمانا) هكذا تصر سنية ال ربيعة؛ ام سعدون، على وصفه، ترجمانا بينها، هي التي فرضت وجودها ومهابتها على الجمع الساكن في وزارة الدفاع، قائدة للجمع في مفاوضاتها مع قائد القوة الاجنبية التي تروم اخراجهم منها، بعد ان اتهمتهم القوة، بانهم يؤون بعض المسلحين، جاء هذا الاتهام، بعد ان انفجرت احدى سيارات القوة في وقت سابق امام مدخل الوزارة، ومع ان للقوة مترجمها، الا ان سنية ال ربيعة؛ المرأة العجوز عمرا الشابة ارادة وقوة وحيوية، لا تثق بمترجمتهم، فتصطنع موسى الهادلي مترجما لها، حتى ان الهادلي في ساعة من ساعات فيوضاته، ينسى مهمة المترجم التي انتدب لادائها، ليواصل الحديث مع قائد القوة الاجنبية مبينا وجهة نظرهم ازاء الهجوم المتوقع ((ارتفع صوت الهادلي اعلى مما كان عليه.. لعله استفز برد القائد العسكري.. ارتفع ولكنه هذه المرة جاء باللغة الانكليزية، فصار موسى يرطن مباشرة بلغة محاوره. اي ان لغة ام سعدون الان غابت كليا عن مسمعها فاذا كانت قبل قليل لا تفهم بعض الكلمات في (فصيحة) الهادلي فانها باتت لا تفهم اية كلمة على الاطلاق مما يتراشق بها الرجلات. فصرخت بموسى ان يتوقف عن الرطانة ويفهمها ما يدور.. لا لا بد ان الهادلي كان في عالم آخر.. انه يختض ولقد رفع ذراعه اكثر من مرة يسند بها عقاله على رأسه وهو يناقش الرجل.. انه في حمأة معركة وجود فكري، فهل سيعبأ بصراخ ام سعدون؟ واقصى استجابة لها بدرت منه، بل انها الاستجابة الوحيدة في الواقع، التفت اليها بالهياج العصبي ذاته .. لخاطر الانبياء خليني اناقش هذا الجاهل.. مو وقت ترجمة بعدين بعدين اني افهمك) ص76.
الروائي طه حامد الشبيب في عمله الروائي (حبال الغسيل) اتخذ من حبال الغسيل معنى رامزا، الى عملية الفضح وتعرية المستور والظلم الذي اقترف، واذ نجد على الغلاف الاول للرواية، ان اوراقا من ورق اللعب معلقة على حبال الغسيل، بدل الملابس فان الروائي اراد ان يحيل قارءه الى المعنى الرمزي، لقد انتهت اللعبة، وانكشف المستور وظهر الباطن والمكتوم، وان الروائي الشبيب يفتح افق روايته على هذا المشهد الرامز الموحي ((اذن فامامي اينما التفت اعمدة هائلة مغلفة بالمرمر، واينما وجدت هذه الاعمدة وجدت حبال الغسيل ترفرف عليها ثياب ملونة رجالية نسائية وملابس داخلية، رجالية طبعا، ذلك ان ملابس النساء الداخلية، كما اعلم لا تنشر جهارا على حبال غسيل، وانما تنشر مغطاة بقطع ملابس اخرى ولذلك لم استغرب اني لا اراها..) ص9.
شاء الروائي طه حامد الشبيب، ان يأتي بالوجه الثاني من ثنائية الموت الذي تصبه القوة الاجنبية المهاجمة، شاء ان يأتي بالوجه الثاني؛ الحياة في مواجهة الموت، كما هو البياض في مواجهة السواد والنور في مواجهة الظلام والخير في مواجهة الشر؛ هذه الثنائيات التي كانت اسس فلسفات ومعتقدات شاء الروائي الشبيب استخدامها،الحياة في مواجهة الموت والفناء، فلقد اراد الراوي المركزي للرواية استاذ ابو زيد في فسحة الهدنة التي طلبتها ام سعدون من قائد القوة الاجنبية، ان يتم العرس بعد انجاز مهمة جمع رأسين على ضوء شرع الله على وسادة واحدة، عرس مرتضى بن الحاج اسماعيل البلام من سمية بنت خضرة الحتروش، ان يستغل هذه الساعات الاثنتي عشرة الباقيات من الهدنة لاتمام العرس، وينشغل الجمع نساء ورجالا صغارا وكبارا بانجاز مراسيم العرس، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، اذ بعد اذان المغرب الذي حددته ام سعدون وقتا لاتمام متطلبات الزفاف، ولم تبق سوى ست ساعات على انتهاء الهدنة، يدبك الجمع الذي ينتزع الفرح من ركام الموت والظلام، ويهزج واذ يطلقون النار في الهواء فرحا وحبورا كما هي عادة العراقيين، ولان اولئك الواقفين خارج السور وعند البوابة الرئيسة، لا يعرفون من عادات اهل البلاد شيئا، تفتح القوة الاجنبيةالنار على الجمع المحتفل، الذي يريد معرفة معنى الفرح الذي غادر حياته منذ عقود، فتحيل العرس الى فجيعة لم ينج منها حتى العروسان، اذ كانت غرفتهما خالية مفتحة الابواب... ((عندما هوت ذراعي وقد كانت تسند جبيني وتستر عري عيني وتراءى لي عبر رقراق الدمع غرفة العرس مفتوحا نسيت ما انا فيه ووثبت ناطا مثل ملدوغ. ودونما اي تحسب لوجود العروسين، داخل غرفة دخلتهما اولجت رأسي في فتحة الباب وصرخت .. مرتضى مرتضى. ولما لم يجبني العريس، صرت انادي على العروس. اني ارى الغرفة امامي بكاملها. بارضها وفضائها وبالفراش المزدوج المنبسط وسطها.. اراها خالية من اي اثر للعروسين ومع ذلك واصلت صراخي باسمهما. ثم دلفت الى الغرفة غير مصدق ما ارى، وطفقت انبش بعيني كل موجود فيها فكأني رمت البحث حتى في الشقوق بين البلاطات وثنايا الجدران. لا اثر لهما.. لا اثر لا ليس لهما. اثر) ص210.
لغة الحوار، حوار شخوص الرواية، كانت مزيجا من العامية والفصيحة انها فصيحة غير معربة كانت نقلا لمستويات الشخوص، فحوار يجرى على لسان الصحفي استاد ابي زيد او المترجم موسى الهادلي، لا شك يختلف عن لغة ام سعدون او بابلي بن عبيسة، مما دفع به لان يصف الهادلي بانه اكبر راطون في العالم، مع ان الهادلي حاول النزول من علياء لغته وفهمه الامور الى مستوى فهم بابلي، الذي طلب منه تفسير اقواله (عمي موسى اسم الله عليك.. حشاك حشاك من التهلوس، بس كلامك صار ما ينفهم) ص133.)
واذ يحاول موسى الهادلي تبسيط الامور، تزداد على بابلي التباسا، فيندفع (عمي ... الامور انلاصت علي اكثر.. الله يساعد الحجية عليك عمي موسى,, هذي شلون تفتهمك؟ انت اكبر راطون بالعالم) ص134.
واذا كانت لغة الحوار مزجا بين العامية والفصيحة، اقترابا من فهم الشخوص، فان لغة السرد الروائي في رواية (حبال الغسيل) جاءت عالية المستوى فالروائي طه حامد الشبيب مدمن قراءة، مدمن كتابة، ورجل يعيش في فضاء، ادمانيه هذين، اراه لن يجترح الا لغة تواكب هذين الادمانين وتنهل منهما!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81