الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إحتمالات لصفقة القرن في جنوب شرق آسيا

حمدى عبد العزيز

2018 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



غالب الظن أن تسوية الصراع الكوري الشمالي - الأمريكي لن تنجح إلا بإقرار حق كوريا الشمالية في برنامجها النووي وربما شرعنة دخولها النادي النووي ، مقابل تنازلات خاصة بخفض التسلح النووي وخاصة الصواريخ الموجهة نحو الولايات المتحدة وحلفائها ،وتعهدات بعدم المبادرة بأي هجوم علي كل من كوريا الجنوبية واليابان مقابل وقف أي استفزازات تجاه بيونج يانج ، وبدء مباحثات سلام بين الكوريتين ، والبدء نحو فك الحصار الدولي علي بيونج يانج .. وخاصة بعد الفشل الأمريكي المهين في تركيع كوريا الشمالية التي استطاعت أن تشكل تحدياً حقيقياً للأمن القومي الأمريكي ..

وقد تدخل الصين علي الخط مع الولايات المتحدة كضامن لمباحثات السلام وخفض مستوي التهديد النووي ..

إذن فمن المتوقع أن تقفز مسارات حل الأزمة متجاوزة المطلب الأمريكي بنزع القدرات النووية لكوريا الشمالية إلي الوصول لحل خفض مستويات التهديد النووي

وربما ستشهد الشهور المقبلة إجابات أخري علي أسئلة الموقف الذي تصاعد في السنوات الأخيرة في تلك المنطقة الملتهبة التي تضم الكوريتين واليابان والمجاورة للصين والمواجهة للولايات المتحدة الأمريكية ..

ولعل دبلوماسية الأولمبياد الشتوية والتي جرت بزيارة وفد كوري شمالي بقيادة شقيقة زعيم بيونج يانج إلي كوريا الجنوبية علي رأس وفد رياضي أنضم للرياضيين بكوريا الجنوبية ليشكلا فريقا موحدا للكوريتين في خطوة غير مسبوقة منذ إنفصال الكوريتين لعلها (أي تلك الدبلوماسية ) تفعل مافعلته دبلوماسية التنس الشهيرة التي بدأها نيكسون مع الصين ، وتحلحل إحدي أصعب الأزمات الدولية التي أخفقت الولايات المتحدة الأمريكية وبشكل واضح في خلق مسارات تحقق مكاسب جيوسياسية حيوية في تلك المنطقة الملاصقة لجنوب العملاق الصيني ..

ربما يمكن للولايات المتحدة الأمريكية فيما بعد الرهان علي إمكانية تفكيك نظام بيونج مع تسارع خطوات إنفتاحه علي الشطر الكوري الجنوبي بالتوازي مع جره إلي مصيدة مايسمي بالإنفتاح علي العالم الخارجي بشكل تداعب فيه نماذج الإستهلاك في سيول وودول العالم الرأسمالي لتنوعات من الشعب الكوري الشمالي الذي يعاني أثار الحصار الإقتصادي ..
ربما ..
وربما يسقط رهان الولايات المتحدة الأمريكية علي ذلك أيضًا
كل الأمور وكل الاحتمالات واردة في هذا العالم الذي تحتدم صراعاته وتتعقد ..

ولما لا ..؟
العالم يتحرك بسرعة والهيمنة الأمريكية علي العالم تواجه أزمة حقيقية
وربما لو انتقل التركيز الأمريكي أكثر إلي منطقة الشرق الأوسط حيث منطقة إلتقاء الطرق الدولية والإحتمالات المؤكدة بتجدد تفجر ينابيع الطاقة في تلك المنطقة الحيوية والتي لاتزال تمثل القاعدة الأساسية للدفاع عن حلم الهيمنة الإمبراطورية علي العالم والمسرح الدولي الحقيقي لإدارة الصراعات في هذا العالم وفي القلب من ذلك نصب شبكة الدفاع المتقدم عن الهيمنة ضد العملاق الصيني الذي يتقدم بخطي هائلة تهدد تلك الهيمنة ، وكذلك حصار المغامرة الروسية التي إذا ماافلتت بغنيمة إستطاعتها كسر الحصار الأمريكي والوصول للمياه الدافئة وكسب معركة النفوذ في سوريا وتحييد تركيا وإبطال فاعليتها علي الجبهة الروسية كعضو في حلف الناتو .. إذا مااحدث ذلك فإن شكل التنافس والصراع علي مناطق النفوذ في العالم وقبل كل ذلك علي الأسواق في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية سيشهد تغيراً لن يكون بالطبع لصالح إنفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالهيمنة علي العالم

المسألة مجرد تصورات نظرية قد تخطئ ..
وقد تقترب من الصواب ..
فالواقع له تعقيداته وتجلياته التي تستعصي أحيانًا علي الرؤي النظرية حتي لو كانت هي ناتج تحليل حركة أطراف هذا الواقع وصراعاته المتشابكة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا