الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لي نعجةٌ واحدة

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2018 / 3 / 14
القضية الفلسطينية


مما لا شك فيه أن أول شيء يتبادر إلى أذهاننا عند قراءة العنوان خاصةً لمن يعرف الآية، "إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ"، الآية (23) من سورة ص، يدرك وللوهلة الأولى بأن المقصود من الحديث برمته "الطمع"، هو نفسه الطمع الذي لازم البشر على مر التاريخ وحتى منذ خلق آدم، فإبليس نفسه؛ طمعِه بالتفرد والصدارة جعله يوسوس لآدم وحواء، ومن ثم تغيير مسار حياتهما؛ وبالطبع هذا كله بإرادة الله سبحانه، ومن ثم وبعد نزولهما إلى الأرض والعيش فيها حسب ما قدره الله لنا؛ جاء طمع قابيل الذي أودى به لقتل أخيه هابيل؛ واستمر الحال على هذا المنوال حتى يومنا هذا، وسيستمر حتى قيام الساعة، فالأمر مفروغٌ منه، لأن الطمع بذاته؛ هو من أهم وأصعب الإختبارات التي تم وضعها من الله سبحانه وتعالى للبشر، كمقياس لصلاحهم وفلاحهم وتقواهم في الحياة.
والمتتبع لقصص السابقين وحتى للقصص التي تحدث في وقتنا الحاضر، يدرك حجم المخاطر التي يشكلها الطمع على المجتمع برمته، فأثر الطمع يظهر وبدون مقدمات في تهدم القيم والمبادئ لدى البشر، فطمع الشخص ينتقص من حقوق الأخرين، وأحياناً يؤثر على سير حياتهم، الأمر الذي يؤدي بهم إلى تغيير وجهتهم ومعتقداتهم بدرجاتٍ عالية، وبهذا يكون الأمر؛ تحقيق طمعٌ شخصي سبب رئيسي في دمار وتدمير مبادئ حياة لدى أشخاص أخرين جُل ما يتمنونه هو العيش بسلام، وعلى الرغم من أن للطمع مكانه يحاسب عليه العبد أي بما سببه للأخرين من إشكاليات، إلا أنه وللأسف غير مدرج في تعاملات الحياة.
والأصل في الطمع؛ أن يكون طمع الإنسان في دينه لا في الحياة برمتها، وبهذا يكون الطمع هنا محموداً، كأن يطمع الإنسان في عمل الخير والإكثار منه، أو الطمع بكثرة الإستغفار ودخول الجنة كما جاء على لسان سيدنا إبراهيم في سورة الشعراء "وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ" (82)، ولكن الواقع يختلف كثيراً عن هذا الأصل؛ فالإنسان يطمع بكل ما في الحياة ويركن دينه جانبا وكأن الأمر لا يعنيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدنا داؤود الملك والقاضي
شجاع وبيخاف ( 2018 / 3 / 14 - 19:36 )
اخ يوسف اسمح لي بمداخلة لشرح بيان الاية دون المس بموضوعك عن الطمع
ففي هذه القصة موعظة للقاضي وهنا كان سيدنا داؤود باستعجاله الحكم بتعاطف مع الاقل ملكا ضد الاغنى وهذا ما يحصل مع اغلبنا في الواقع او عند قراءة قصة
فالتعاطف يكون مع الفقير ومن هذا الباب اذا طالعت رموز اليسار والثورية افقرهم معاه مليون دولار وقد دخلوا على الشعب كفقراء ومعدمين شاتمين للبرجوازية فاذا هم اكثر لهطا وفسادا
نعود للاية فاستعجال سيدنا داؤود عليه السلام كان في اهمال المهنية كقاضي فقال ( حسب النص
قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ (إِلَىٰ-;- نِعَاجِهِ ۖ-;-) وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ-;- بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ-;- وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ
فالقاضي مهمته رد المظلمة دون النظر لما عند الظالم الافتراضي من املاك بل يبقى في موضوع القضية
والاخ قال انه الح عليه ليكفلها لا لياخذها له لانه ابوالنعجة شكله مهمل في رزقه واهله فاراد اخية كفالة النعجة لترعى مع نعاجه ويقدم ناتجا لاخيه


2 - 2سيدنا داؤود الملك والقاضي
شجاع وبيخاف ( 2018 / 3 / 14 - 19:49 )
وطالما نتحدث في ظلال القصة نتذكر صندوق التقاعد الفلسطيني الذي صفره فياض في محافظ السندات الامريكية لبنوك افلست وانكسرت فكان بئس الضامن والكفيل وطلع يقول هو وجوقته ان سبب الازمات في الارض المحتلة بان الشعب طماع وما بيدفع الفواتير وضرائب مشكلة ليس لها مثيل حتى في نيويورك حيث ان مدينة رام الله مركز الحكم ما فيها حديقة عامة او ارصفة مثل الناس وقبل 3 سنوات فقط استحدثت مدرسة ثانوية علمية للذكور حيث كان النس ينفقون اموالهم في المدارس الخاصة ولما تراجع المسؤولين في التربية والتعليم يندهشون وذلك لان اولادهم بالمدرس الخاصة تصرف رسومها لهم فوق المعاش
قصة مشقلبة تماما
وترى المسؤول يقولك انا ما باخذ معاش بل يعمل مجانا وتطوعا حتى ان مراسلي شبكات الاعلام العالمية مثل سي ان ان في المقابلات معهم لا يتورعون بالقول
we cant believe you
المقصود موعظة عظيمة للحاكم
فاذا داؤود من كانت تسبح معه الجبال خاف واناب خوفا من عقاب ربه فكيف بالطماعين الهبيشة؟؟


3 - رد
يوسف عودة ( 2018 / 3 / 14 - 22:20 )
تحياتي
بدايةً أشكر لك تعليقك القيم والصحيح بنفس الوقت، وفي مقالي تطرقت للطمع مع يقيني التام بقصة الوعظ التي تحدثت عنها للقاضي، ولكن أعتقد بأن كل قضية دائما ينظر إليها من عدة زوايا وهذا ما حدث معي بالضبط، كل ما هنالك أنني نظرت لطمع الأخ بضم نعجة الأخ الآخر
بإختصار؛ نظرت لهذا الموضوع من جانب آخر مع أدراكي التام للقصة
تحياتي

اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات