الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين لله والوطن للجميع

محمد نضال دروزه

2018 / 3 / 15
المجتمع المدني


لقد برأ العالم والمفكر الاسلامي والأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور"محمد سليم العوا" شعار "الدين لله والوطن للجميع" من تهمة الدعوة الى الالحاد.بربطه (الدين لله) بقوله تعالى:"ألا لله الدين الخالص"الآية 39 من سورة الزمر.وربط (الوطن للجميع) بقوله تعالى:"والارض وضعها للانام"الآيةالعاشرة من سورة الرحمن. بمعنى ان الوطن للمواطنين جميعا مهما اختلفت دياناتهم ومذاهبهم دون تمييز.وان لكل انسان دينه الذي يربطه بالهه الذي يعبده.وتقر هذه الأيات بوجوب فصل السياسة عن الدين.

كما اقر بذلك الخليفة عمر بن الخطاب ان النظام الاداري والسياسي عمل دنيوي وليس عمل ديني.عندما ارسل الى كل من عماله بعد الفتح: سعد بن ابي وقاص في بلاد فارس وابو عبيدة بن الجراح في بلاد الشام وعمرو بن العاص في مصر. بان يبقوا غلى النظم الادارية والسياسية كما هي موجودة في تلك البلاد التي فتحوها لان النظام القبلي في بلاد العرب لا يعرف اي نظام اداري او سياسي ولا يوجد في النص القرآني اي نظام سياسي او اداري.وقد اقر الخليفة عمر بن الخطاب ايضا بحرية الاعتقاد حينما امرهم بان يأخذوا الجزية ممن لا يريد دخول الاسلام والايمان به حسب النص الديني"لا اكراه في الدين".

وقد نادى بهذا المفهوم الوطني الدنيوي في العصر الحديث كل من: بطرس البستاني وفيصل الاول وسعد زغلول وطه حسين وسلطان باشا الاطرش ورجب طيب اردوغان وغيرهم.

ولم تنته الحروب المذهبية بين الكاثوليك والبروستانت في اوروبا في النصف الاول من القرن السابع عشر التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى الا عندما اجتمع الملوك والامراء في ويستفاليا واتفقوا بمعاهدة ويستفاليا على فصل السياسة عن الدين وبذلك حقنوا دماء الشعوب وابطلوا الحروب والمذابح بين المذاهب في اوروبا.وبدأت تظهر الدول الوطنية المدنية الدستورية الديمقراطية.

ولكن الحروب الدموية بين المذاهب والعشائر والقبائل في البلاد العربية وبعض الدول الاسلامية ما زالت منذ ما يزيد على سبع سنوات وحتى منذ الحرب العراقية الايرانية تقتل عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف وتدمر البشر والشجر والقرى والمدن في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها من بلاد العرب والمسلمين وتبقينا في مستنقعات الجهل خلف شوارع التاريخ والحضارة المعاصرة عاجزين خائفين.وهذا يؤكد ضرورة نشرثقافة فصل السياسة عن الدين في المجتمعات العربية والاسلامية.وضرورة قيام حكومات دستورية وطنية مدنية ديمقراطية تقر بالقانون الدستوري المدني حماية حرية الاعتقاد وحرية التعبير وحرية المرأة وحرية الاختلاط بين الجنسين وتحقق المسواة بينهما.وتنشر ثقافة فصل التفكير العلمي عن التفكير الديني لان المعرفة العلمية والتفكير العلمي والثقافة العلمية تعمل على خدمة الحياة وتقدمها وتطويرها.وتنقلنا من خلف شوارع التارع الى العصر الحديث لنشارك في صناعة الحضارة.

فالعلمانية الوطنية الديمقراطية. اي فصل منهج التفكير العلمي عن منهج التفكير الديني وفصل السياسة عن الدين كنظام سياسي لاي مجتمع هو طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والوحدة الوطنية والتقدم والتحديث والابداع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال رئيسة وكالة مكافحة الفساد في الجبل الأسود بتهم تتعلق


.. لازاريني: المجاعة -تحكم قبضتها- على قطاع غزة • فرانس 24




.. مجازر وجرائم مستمرة وتفاقم الوضع الإنساني في غزة


.. «أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسط




.. الأمم المتحدة: المجاعة التي يواجهها شمال غزة معقدة جدا